سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليوم السابع فى معايشة لرحلة ال900 كيلو من القاهرة لشمال سيناء.. الشعب يوجه رسائل حاسمة لمخطط التهجير من المسافة صفر أمام معبر رفح البرى.. ولماذا تردد هتاف "اوعى يا سيناء تشيلى الهم.. 100 مليون يفدوكى بالدم"؟
شاءت الأقدر أن أكون من ضمن الوفود الشعبية والقوى السياسية الوطنية، التي شاركت في رحلة ال900 كيلو، والمقصود بهذه الرحلة، الذهاب إلي معبر رفح البرى ، لتوجيه رسائل حاسمة وحازمة لجميع استفزات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تصريحاته عن مشروع التوطين، ثم العودة في ذات اليوم، وهي رحلة استغرقت 24 ساعة وما يزيد. مشاهد للاتوبيسات مرصوصة توبيس خلف الآخر تحمل بداخلها من الرجال والنساء والشباب والشيوخ وحتى الأطفال نماذج مؤمنة بالقضية ولديها قناعة تمامة أن رفض تصفية القضية الفلسطينية عقيدة لن تتزحزح قيد أنملة لطالما لم تقوم الساعة وعلى الأرض لازالت الحياة.
الأرض عرض عند المصريين تمام الساعة الخامسة فجرا صباح يوم الجمعة31/1/2025، وقبل شروق الشعاع الأصفراء الذهبي للشمس، أنطلقنا إزاء معبر رفح البري، حاملين أنا ومن معي قضية عادلة لنا وللأشقاء فى فلسطين، لدينا عقيدة راسخة رسوخ الجبال علي الأرض، معتصمين بحبل الله، مؤمنين بأننا شعب مصر الذى يمكن أن يتحول في لحظات معدودة إلي جيش من أجل الدفاع عن أي ذرة تراب من أرضه وليس عن مدنية بأكلمها، والتاريخ ذاته يحكي للعالم أجمع حكايات المصريين وتاريخهم في الدفاع عن أرضهم والتي ربوا أبنائهم جيلا بعد جيل أن الأرض هي العرض، والعرض لمن لا يعرف هو الشرف والكرامة والاعتزاز والشهامة والعزة، وهي كلها صفات تحلي بها أهل مصر وشعبها. اليوم السابع يرصد الرحلة من القاهرة لمعبر رفح
الطريق إلى رفخ.. المشقة الممتعة
الطريق من القاهرة إلي رفح ذهابا وإيابا، رحلة شاقة لكنها ممتعة بالصحبة الوطنية التي كانت معانا، والرحلة تقدر بحوالي 900 كيلو أو ما يزيد، وعقب خروجك من عاصمة مصر القاهرة بزحامها وتكدسها من خلال محور سعد الدين الشاذلي وفي اتجاهك إزاء الإسماعيلية ترى في الطريق أثناء استقلالك الحافلة، كل صنوف الحياة والوجوه، طرق صحراوية تتميز برمال ذهابية وجبال يعلوها السماء الصافية لترسم لك لوحة فينة من الطبيعة، كما تشاهد أماكن زراعية تسحر عيونك بروعتها وتعي أن هناك فلاح يحمل فأسه ليخرج لنا من تنبت الأرض من خيرات وبركات لتصبح لنا "العيش الحقيقى" ، ثم تنتقل في يسر إزاء أنفاق 30 يونيو التي تربط سيناء بناسها بقلب القاهرة، وطريق القنطرة - رفح أو الطريق الدولي الساحلي القنطرة - رفح أو طريق القنطرة - العريش – وهو طريق سريع يربط بين القنطرة شرق على الضفة الشرقية لقناة السويس، ويمر الطريق على عدة مدن رئيسية هي سلام مصر بئر العبد، العريش، والشيخ زويد، كما يتقاطع مع عدة طرق رئيسية هي طريق بئر العبد - الجفجافة، وطريق العريش - نخل، ويضم الطريق العديد من القرى السكنية والسياحية وكذلك يمر على بحيرة البردويل، ومسجد الروضة الذي وقع به أكثر الحوادث الإرهابية دموية في تاريخ مصر والذي وقع في 2017. وكما ترى تاريخ الإرهاب ممثلا في حادثة مسجد الروضة، تعيش في المستقبل بخوضك تجربة دخول الانفاق المزودة بكاميرات مراقبة ورادارات لمتابعة السرعة وأنظمة حريق، ناهيك عن وجود غرف طوارئ ونقاط تفتيش، وتمر أنفاق الإسماعيلية من أسفل قناة السويس الرئيسية وقناة السويس الجديدة، وتلك الأنفاق شاهدة على قدرة المصريين فى تحدى المستحيل حيث يستوعب النفق الواحد 2000 سيارة فى الساعة، بمعدل عبور 40 ألف سيارة فى اليوم للنفق الواحد. اثناء الطريق من القاهرة لرفح
عقب الدخول للعريش بشمال سيناء، استقبالنا أهاليها وهم أهل كرم ورجولة وسخاء ومكانة ومروة، بإشارات ترحيب وبرفع علامات النصر وعلم مصر، وهو استقبال عظيم لناس عظماء يدركون معني أهل البلد، وهنا لا أخفيك سرا كانت المشاعر ممزوجة بالفرحة والحزن بالأمل واليأس والمسرة والمضرة، فرأيت بيوتا عليها آثار رصاصات الغدر من التكفيريين والإرهابين وهي شهادة علي حرب مصر العاصية علي الإرهاب التكفير والتفجير، كما رأيت وجوها نضارة لأطفال العريش ينظرون نحو المستقبل بنظرة تأمل وأمل. في طريقنا من العريش إلي معبر رفح وهو المنفذ الوحيد الذى يربط قطاع غزةالفلسطينى بخارجها دون خضوع لسيطرة الكيان الإسرائيلى، رايت تحدى مصر للعالم أجمع ولافتات تعبر عن وطيتنا وسمعت هتافات تحبط تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستفزازاته المتكررة، وأدركت وقتها أن رسالتي ومن معي قد وصلت إلي الجميع. خلال الوقفه التضامنية
مع الاقتراب نحو معبر رفح، لم تستطيع الإتوبيسات الدخول نحو المعبر بسبب تكدس الحشود وطوابير الترلات الضاخمة علي جانب الطريق والتي تحمل بداخلها مساعدات إنسانية لأهلينا في فلسطين، فكان القرر أن ننزل من الإتوبيسات ونتجه سيرا علي الأقدام نحو معبر رفح البري لنشارك في أكبر فاعلية لقضية وطنية 100%، وكان السير علي الأقدام مسافة طويلة للغاية، رددنا هتافات اختصرت القضية وقالت للعالم أجمع أن هذه الأرض تحمل شعبا لن يقبل الضيم في أرضه ولن يقبل المشاركة في ظلم أهل فلسطين، ويرفض التجهير ويري أن الحل العادل لهذه القضية هو حل الدوليتن وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حدود 4 يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدسالشرقية. هنا في هذه البقعة المباركة ونحن في طريقنا إلي معبر رفح البرى، نحت كل القوى السياسية والشعب المصري جميع الخلافات والايدلوجيات ورفعوا علم مصر والعلم الفلسطينى، كما رددنا هتافات تعبر عما بداخلنا وعلي قضيتنا، حيث هتفنا :"سيناء مش بديل تسقط تسقط اسرائيل". هتافتنا تضمنت رسائل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعالم أجمع، عندما صرخنا بالصوت الجهوري أمام المعبر والتي يمكن صفها بالمسافة صفر لفكرة التهجير، فرددنا :" أسمع منا يا ترامب.. صوتنا عالي وعددنا كبير يسقط مشروع التهجير.. والغزاوي في أرضه والمصري علي أيده يشد" وهي شعارات تساند أهلينا في فلسطين وتدعمه لمواجهة عدو غاشم واحتلال ظالم، كما أنها ترفض صراحة دون أي تأويل رفضنا لكل مقترحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرض. الزميلان كامل كامل و زكى القاضى امام معبر رفح
المصريون يقفون علي قلب رجل وأحد.. قيادة وشعبا
من الطبيعي جدا أن تجد في مصر خلافات في وجهات النظر بين الحكومة والشعب، لكن في هذه القضية بالذات، نقف جميعا علي قلب رجل واحد، فعندما تفتش في وجوه من شاركوا في الحشود أمام معبر رفح، تجد مواطنين جاءوا من كل فج عميق ليعبروا عن كلمة حق، كما تجد قوى سياسية محسوبة علي المعارضة وقوى آخري مؤيدين، لذا هتافنا كان "مؤيدين ومعارضين نرفض مشروع التهجير" وأيضا "الريس قال كلمة حق هنقول التهجير لا ".. ورغم اختصار الشعارات وبساطتها لكنها معبرة حقا عن شعب بجميع طوائفه يرفض جميع مقترحات التهجير لأهلينا في فلسطين. جانب من الحشود
مطالب الجماهير.. ورسائل لترامب
كل هتاف ردده من شارك في هذه الوقفة التضامنية مع شعبنا في فلسطين ورفضنا التهجير كان معبرا عن أصحابه، فقد تتضمن هتاف مطالب الجماهير عندما قولنا :"أول مطلب للجماهير يسقط مشروع التهجير.. وتاني مطلب للجماهير يسقط مشروع التوطين" ونرفض التهجير ونرددها جيل وراء جيل بنعاديكي يا إسرائيل". هتافتنا وجهت رسائل لأرض سيناء ومن يعيش عليها ولجدران البيوت وكل جماد أو إنسان وأي كائن يعيش فوقها، عندما قولنا بأعلي الأصوات " أوعي ياسيناءتشيلي الهم 100 مليون يفدوكي بالدم" و"ياللي بتسال عن البديل تسقط تسقط إسرائيل، والمصريين قالوا كلمتهم التهجير علي جثتنا"، وهنا نذكر الكل بما جري في نصر أكتوبر 1973. كل هذه الهتافات تضمنت رسائل لترامب ومن يحذوا حذوه، فإن الشعب المصرى لن يقبل بالتهجير، وما رددناه في الهتافات هي رسائل للعالم أجمع أن الشعب المصرى يدرك أن من سبقوه من الأهالي والشهداء روى تلك الأرض بالدماء ولذأ لم يمكن التنازل عن ذرة تراب منها. كنا نردد "سيناء مروية بدم أهلينا" وبالتالي غير مسموح أن يطرح أسمها لتكون هي الحل البديل لاحتلالكم وجرائمكم المسجلة في التاريخ والتي لم ولن تسقط بالتقادم". الكاتب الصحفى كامل كامل امام معبر رفح
موطنون وسياسيون أمام معبر رفح البري
المشهد أمام معبر رفح حقا شمل الجميع من المواطنين والقوي السياسية، فقد شاركت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وحزب المصري الديمقراطي والعدل والسادات الديمقراطي ونواب من مجلسي النواب والشيوخ فضلا عن شخصيات فنية ورياضية وأيضا منظمات مجتمع مدني ونقابات مهنية.. الصورة حقيقي كانت مشرفة ومعبرة عن شعب يرفض التهجير، ولديه يقين بما أعلنته الدولة المصرية مرارا وتكرارا أن حل القضية الفلسطينية يتمثل في حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وذلك عبر حدود يونيو 1967، وتعبر الصورة أن مصر لديها ثوابت لا تتغير إزاء الأرض. رحلة القاهرة إلي معبر رفح البري، كانت باختصار دعم من المصريين للأشقاء في الأراضي المحتلة، ورفض محاولات التهجير، ورفض لتصفية القضية الفلسطينية، ودعوة صريحة للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، والضغط على الاحتلال لوقف سياساته القمعية وإجراءاته غير القانونية التي تهدد الاستقرار في المنطقة. هنا اتممنا الرسالة وبدأنا في رحلة العودة، لنرجع إلي بيوتنا بعد ما يقرب من 24 ساعة أو ما يزيد عبرنا خلالها عما بداخلنا وكانت عودتنا إلي المنازل قبل سطوع الشمس وهي لحظات ذكرتنا بدء الرحلة التي لدينا استعداد كامل علي تكرارها ليعرف العالم كله أننا شعب أصحاب قيم ومبادئ وحضارة ضاربة في جذور أعماق التاريخ منذ 7 الالاف سنة أي قبل ما يعرف العالم أسم أمريكا.