سيظل الشعب المصرى هو الكنز الحقيقى لهذا الوطن الشامخ، فهو لا يقبل يوما بأى مساس أو اعتداء أو ابتزاز لبلده، فقد حافظ عليه على مرّ العصور ضد كل الممارسات الخارجية التى حاولت النيل من وحده وسلامة أراضيه واستقراره، لقد دفع الشعب المصرى ثمنّا باهظا عبر التاريخ فى سبيل هذه الغاية، مُقدما شهداء ودماء طاهرة من أبناءه، لازالت ذكراهم حاضرة فى أذهان المصريين جميعا، وهم لم ولن يقبلوا أن تذهب أرواحهم وتضحياتهم دون سُدى. اصطفاف المصريين الآن وتجمعهم بالآلاف على الحدود المصرية بمعبر رفح، يأتى فى مشهد مهيب يُعكس الرفض الشعبى القاطع لأى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو المساس بأمن مصر القومى، مُعلنا دعم القضية السياسية فى جميع قراراتها وخطواتها، حيث أكد الرئيس «السيسى» رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين، موضحا أن مصر ملتزمة بثوابتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية. ويستمر الرفض القاطع منذ اللحظة الأولى لأحداث غزة، والتى بدأت فى 7 أكتوبر من عام 2023، وما يحدث الآن من تأكيدات مصرية رسمية أو شعبية، يأتى فى سياق الرد على تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يرغب فى قبول مصر والأردن باستقبال الفلسطينيين على أراضيهما، إضافة إلى ازدياد وتيرة هجوم إعلام تل أبيب على مصر والرئيس السيسى، عبر تقارير إعلامية تليفزيونية وأيضا صحفية، فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، حاول الإعلام الإسرائيلى استدراج مصر إلى صدامات عسكرية، سواء على الحدود مع فلسطين أو فى اليمن، وكان ذلك عبر الترويج للأكاذيب والشائعات ومُحاولة تشويه صورة مصر وسياساتها، عبر محاولة لإثارة الرأى العام العربى ضد مصر، ولا سيما القيادة السياسية فى قراراتها، وهو النهج الذى تتبعه تل أبيب، فطالما كان سلاحها الرئيسى هو الإعلام، والذى تمتد روافده تليفزيونيا وإلكترونيا، عبر منصات وشخصيات مؤثرة عبر السوشيال ميديا، لكل منها دوره فى جذب وتشتيت وإثارة الرأى العام، لخدمة أهدافهم الخبيثة. إعلام تل أبيب يُخصص الكثير من المساحات فى منصاته المختلفة للحديث عن مصر، سواء عبر بثّ الأكاذيب أو الإشارة إلى قوة مصر وتسليحها، الأمر الذى بدا يُثير مخاوفهم إلى حد كبير خاصة فى وقتنا الحالى، فى ظل الأحداث الدائرة بالشرق الأوسط وازدياد الغضب الشعبى العربى بشكل عام من سياسات إسرائيل فى المنطقة، ويبدو أن إسرائيل بدأت فى اتخاذ مُنحنى جديد تجاه مصر، يعتمد على التهديد بمنطق «دلالات الصورة»، فقد نشر تقرير ل«جيروزاليم بوست» صورة تجمع بين الرئيس السيسى والرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى، حاملة فى طياتها تهديدا للقيادة السياسية المصرية، نتيجة الموقف الثابت والقاطع والرافض لمخططاتهم التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ليس فقط على حساب الشعب الفلسطينى، وإنما أيضا على حساب مصر وأمن أراضيها، فيما أكد الشعب المصرى فى مشهد ملحمى على الحدود المصرية، الجمعة، أن المصريين على قلب رجل واحد فى مواجهة كل من يُحاول المساس باستقرار الوطن ومُقدراته، رافضين محاولات التهجير والتهديد، فالمصريون دائما وأبدا أصحاب عزم وهمة وشجاعة فى وجه التحديات.