سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتشال سيناء والصعيد من الفقر رهان مرشحى الرئاسة لكسب أصوات الناخبين.. موسى: سأخرج بهما إلى النور خلال 100 يوم.. ومرسى يراهن على "النهضة" وأبو الفتوح يضع خطة لتوزيع ثروات مصر بشكل عادل
فى قراءة لبرامج مرشحو الرئاسة، وما تناولوه ضمن برامجهم الانتخابية يخص توفير المسكن للمواطنين وعمل تنمية عمرانية واقتصادية للدولة، وجد أن مرشحى الرئاسة رسموا خارطة لإعمار المناطق المهمشة والعشوائية فى مصر ضمن هذه البرامج، إذ قطع خمسة مرشحون وعداً على أنفسهم أمام ملايين الجماهير المؤيدة لكل منهم بإخراج هذه المناطق من براثن التهميش والهجر، الذى طالها طوال خمسين عاما مضت، لاسيما الصعيد وسيناء اللتين نالا اهتماما كبيراً من جانب المرشحين عمرو موسى وحمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور سليم العوا والدكتور محمد مرسى، فيما لم يتضح بشكل نهائى ماذا سيفعل الدكتور أحمد شفيق فى هاتين المنطقتين تحديدا. وظهر اهتمام المرشحين فى برامجهم الانتخابية التى قد تتشابه إلى حد كبير بهاتين المنطقتين من خلال الزيارات الميدانية التى قاموا بها والمؤتمرات الانتخابية التى عقدوها بين أهالى الصعيد وسيناء، وهم من يحلمون بتخطى مراحل الفقر والجوع. المرشح الرئاسى عمرو موسى الذى قطع على نفسه حل جميع الأزمات خلال المائة يوم الأولى لتوليه منصب الرئيس حال فوزه قال ضمن برنامجه الانتخابى، إنه سيعيد سيناء وغيرها من المناطق التى طال تهميشها إلى النسيج الوطنى، كما أنه أولى الصعيد اهتماما ًلم يطاله من قبل إذ أشار فى برنامجه إلى خطط الاستثمار والبنية التحتية والأساسية والمرافق بل وصياغة منظومة المزايا والإعفاءات الضريبية للاستثمار الخاص وخلق فرص عمل فى كافة محافظات الوجه القبلى "الصعيد"، فضلاً عن إعادة رسم حدود المحافظات لإتاحة الظهير الصحراوى الذى يفى بأغراض التنمية الاقتصادية والعمرانية. ويلعب عمرو موسى فى مناطق ساحلية وحدودية فى البحر الأحمر وحلايب وشلاتين والوادى الجديد، مؤكداً أن التحول إلى اللامركزية هو الحل لتلك المناطق مع تحرك يعطى الأولوية فى الاستثمارات الحكومية، فيما وعد أيضا ًبإعادة الثقة لأهل النوبة من خلال توجيه الاستثمارات اللازمة لتنمية بحيرة ناصر والمناطق المحيطة بها، والتعامل الجدى مع قضية التعويضات ومعالجة مشاكل التهجير وتداعياتها، وتحويل قناة السويس وضفتيها إلى منطقة صناعية وتجارية عالمية من خلال مضاعفة الرقعة المعمورة إلى 12%، واستيعاب زيادة سكانية، توفير 40 مليون فرصة عمل، وتنمية المناطق الحدودية الشرقية والجنوبية والغربية دعما لأمن مصر القومى. كما وعد موسى المحسوب على النظام القديم بتنمية الساحل الشمالى الغربى، والنظر فى مشروعات قومية أخرى مثل ممر التنمية وإنشاء عاصمة سياسية، وعمل مسكن صحى أمن من خلال التوسع فى برامج الإسكان الاجتماعى وإسكان الشباب، وتطوير العشوائيات وعمل شبكة للمياه والصرف تغطى الجمهورية. ومن مشروع النهضة الذى وضعه مرشح الإخوان المستبعد خيرت الشاطر استمد الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة برنامجه الانتخابى فيما يخص هذا الجانب، غير أنه لم يرسم خريطة واضحة بهذه المناطق ويبقى الرهان على مشروع النهضة بأكمله. وقال مرسى فى الخطوط العريضة إنه سيوفر المحفزات المالية والعمرانية التى تشجع العائلات المصرية القاطنة بالعشوائيات على اتخاذ قرار الانتقال بذات نفسها وبدون ضغط من جانب الدولة، ويتلخص المشروع فى الجزء الخاص بالسكن والتنمية العمرانية فى برنامجه الانتخابى فى اعتماده على احترام كرامة المواطن المصرى وحقه فى تملك مسكنه. وحسب البرنامج تبدأ الخطوة الأولى من تقنين الأوضاع القانونية لقاطنى العشوائيات، ما يعنى ملكيتهم القانونية للمبانى التى يعيشون فيها، وبالتالى قدرتهم على مبادلة قيمتها الشرائية بغيرها فى السوق العقارى، وهنا تأتى آليات التحفيز المناسبة لسكان كل منطقة على حدة، بداية من بدائل الانتقال وتسهيلات التملك العقارى وحتى توفير خدمات البنية التحتية مقدمًا فى الأماكن الجديدة. أما الدكتور سليم العوا فأكد إنه سيقوم بتطوير الصحارى وموارد المياه، وتطوير منطقة قناة السويس، وتحلية مياه البحر باستخدام الرياح والطاقة الشمسية، ويؤدى هذا ضمن وسائل أخرى إلى احتواء مشكلة البطالة، وإعادة التأهيل بما يتناسب مع سوق العمل واحتياجاته. ويعد صباحى ببناء مجتمعات عمرانية لزيادة المساحة المعمورة فى مصر بنسبة 50% فى 8 سنوات ما يعادل من 60-70 ألف كيلومتر مربع إلى 100 ألف كيلومتر مربع لكافة الأنشطة، علاوة على تنمية الساحل الشمالى بعمق 40 كم عمرانيا وزراعيا وسياحيا وبمحمية طبيعية بعمق 2 كم على المتبقى من الساحل، وتنفيذ البنية التحتية بهدف التوسع الأفقى والتعمير، ويأتى الصعيد وسيناء ضمن المناطق التى سينفذ صباحى برنامجه بهما أيضا، حيث اعتبرهما نماذج للمشروعات التى تضمن التوزيع العادل لعوائد التنمية على محافظات مصر. كما وضع حمدين خطة لتطوير العشوائيات، وأخرى لسكن المواطنين خاصة الشباب وإطلاق مشروع وطنى لإسكان الفقراء، ليكون لكل مواطن مصرى سكن لائق وآدمى خلال 8 سنوات، والقضاء على العشوائيات خلال فترة رئاسته الأولى "4 سنوات" فضلا عن الاهتمام بالمهمشين وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن. صباحى قال إن لديه مشروعات لتطوير قناة السويس، و تنمية الوادى الجديد ووادى النطرون، وغيرها من المشروعات التى تفتح آفاقا واسعة للنهضة وتوفير فرص العمل وتنمية الاقتصاد المصرى، وزيادة مساحة المعمور المصرى. ويظل برنامج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هو الأهم من وجهة نظر الكثيرين إذ أنه المرشح صاحب الجماهيرية العريضة فى مصر حالياً، ويضع المرشح المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين نسق اقتصادى جديد يبنى أركانه على التنمية الإنسانية، موضحاً أن سياسات الرئيس المخلوع ومن قبله الرئيس الراحل أنور السادات كانت تقوم على الانحياز لسياسات السوق بشكل مطلق، وإثراء فئة قليلة، مع الاعتقاد أن هذه الفئة يمكنها أن تُوظّف وتُوزّع موارد الدولة على جموع الشعب، إلاّ أن هذا لم يحدث فى مصر أو فى أى دولة فى العالم، بل رأينا طوال الثلاثين عاماً الماضية وخاصةً العشر سنوات الأخيرة وجود ثراء فاحش لفئة وفقر مدقع لباقى الشعب. وأوضح أبو الفتوح فى برنامجه أنه لم تعد مصر دولة واحدة بل أصبحت مجتمعات موازية، مجتمعات تعيش فى فيلات وقصور وأخرى تعيش فى عشش وأعداد كبيرة فى حجرة واحدة لا يملكون حد الكفاف ولا تصلهم مياه الشرب فى الوقت الذى تذهب مياه هائلة هباء فى حمامات السباحة أو البحيرات الصناعية فى هذه الفيلات!. ويؤكد أنه سيضع نسق يُعيد توزيع ثروات مصر بشكل أكثر عدالة، بالإضافة إلى فكرة أن الإنسان ليس عبئاً وأن الزيادة السكانية لا تُمثّل مشكلة، فالشعب له الحق فى الحصول على موارد دولته، وعلى الحكومة أن تقوم على خدمته وتوفير هذه الموارد له، هذا ومن واجب الحكومة أن تقوم بضبط قواعد السوق وتوزيع الثروة بما يضمن للمواطنين حد أدنى من الدخل، وتعليم وسكن وحقوق صحية آدمية بما لا يُميّز بين الأفراد بعضهم البعض، كونهم يقيمون فى الريف أو الحضر، أو حسب نوعهم رجل أو امرأة، وانتماءاهم لعائلات غنية أو أخرى فقيرة، وتوفير منظومة اقتصادية تحفظ للمواطن كرامته التى أُهدرت فى ظل وجود فجوة شاسعة بين مَن يملكون ولا يملكون. وبحسب أبو الفتوح فإن هذا النسق يخدم الإنسان المصرى فى القرى والعشوائيات والأحياء على حدٍ سواء، لا أن يعطيه صدقة يمّن بها عليه لكنه حقه السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى أساس الأمر، مؤكدا أنه من أجل ضمان هذه الحقوق يجب إعادة توزيع الدخل والثروة فى مصر بما يضمن وجود نمو اقتصادى حقيقى يُوزّع بشكل عادل على أفراد المجتمع. وفى هذا السياق يؤكد الدكتور رشاد عبده خبير اقتصادى وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن رئيس الجمهورية لا يفترض له أن يكون خبيراً فى كل المجالات، قائلا: "النظام السابق سقط عندما فهم مبارك إنه خبير فى كل شىء". وطالب عبده بضرورة أن تكون برامج المرشحين متوفرة الرؤية، كما يطالب بوجود خبراء ومتخصصين لوضع خطط واستشارات للرئيس، خاصة القطاعات الاقتصادية "فالثورة اندلعت لشيئين هما السياسة والاقتصاد". وانتقد عبده برامج المرشحين مؤكدا أنها مجرد وعود براقة تفتقد التفاصيل، وكلها مصاغة بشكل عام وبدون جداول زمنية محددة أو توضيح لمصادر تمويل هذه المشروعات المدرجة فى برامجهم الانتخابى أو كيفية تنفيذها، وتحديد ما هى أولوياتها، قائلا: "البرامج الصح يجب أن تتضمن جداول زمنية". وتابع قائلا: "مفيش حد من المرشحين فى برنامجه عند وضع أفكار متبلورة واضحة المعالم وخطط استراتيجية، فالمعظم لم يأت بمستشارين حوله ليضعوا له معايير واضحة كله غير محدد المعالم، حيث أن 95% من برامج المرشحين مجرد وعود وشعارات، ومعظمهم اعتمد على الكلام النظرى اللى يكسب به شعبية وأصوات من الناخبين، بدون وضع خطة مترجمة من خلال برامج زمنية محددة ومصادر تمويل، فى يوجد برنامج تضمن خطة حقيقية لتنمية الاقتصاد فى برامج مرشحى الرئاسة حتى الآن". أما المهندس الاستشارى والخبير الاقتصادى صلاح حجاب رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال سابقا، يقول إن أى برنامج للمرشحين يجب أن يأخذ فى حسابه كل ما هو موجود من أوراق ودراسات، فعمرو موسى لم يأت بجديد وكل ما ذكره فى برنامجه عن تنمية سيناء ومدن القناة وغيرها من أفكار خاصة بالتنمية العمرانية والتطوير موجود بها دراسات منذ سنة 2000، كما يوجد مشروع آخر عن الساحل الشمالى وإزالة الألغام، ومخطط آخر عام لبحيرة ناصر وأسوان، بالإضافة لوجود مخطط كامل لتنمية مصر كلها تم إعداده بعد الثورة وهو مخطط تنمية مصر 2052، فهذا المخطط عرض على المجلس الأعلى للتخطيط العمرانى بمجلس الوزراء ووافق عليه، ويشمل رؤية عامة لتنمية مصر كلها. وأضاف حجاب: "من المهم أن يعرف المرشح كيف يستغل إمكانيات المكان والسكان، وقتها يستطيع تحقيق تنمية كاملة"، لافتا إلى أن برامج المرشحين لم تخترع شيئا جديدا فكلها مشاكل معروفة تعانى منها الدولة منذ سنوات وحلول هذه المشاكل موجودة بالفعل وقابلة للتنفيذ ولكنها تحتاج لهيكل تنظيمى ينفذها ويحدد أولوياتها". وأكد حجاب عدم وجود برنامج كامل لأحد المرشحين، قائلا: "مفيش حد هيكون عارف كل حاجة، كل واحد اعتمد فى برنامجه الانتخابى على وضع ما يعرفه أو على المشاكل الظاهرة، هناك من ركز على العشوائيات أو توفير إسكان لشباب وغيرها من الأفكار التى طرحت والتى لا يوجد بها جديد، وكل دراساتها وخططها متوافرة وقابلة للتنفيذ". فيما قال الدكتور صلاح جودة خبير اقتصادى، أن المرشحين الحاليين للرئاسة لا يملكون برامج اقتصادية مطبوعة، لافتا إلى أنه حتى وقتنا الحالى لم يقم أى مرشح بتقديم من سينفذ البرنامج الاقتصادى الخاص به فى حالة توليه الرئاسة مما يدل على عدم التجانس فى الأفكار.