قال الشاعر أحمد شلبى، أمين عام مؤتمر "الأدب والثورة " دورة يوسف عز الدين عيسى" خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، مساء أمس السبت، بالإسكندرية، إن المؤتمر فى دورته الحالية يُعقد على بعد لحظات تاريخية تتمثل فى اختيار من متعدد لرئيس مصر، خاصة أننا نواجه مرحلة صعبة من تاريخ مصر، حيث تُهدد الحريات والإبداع والسياحة والمرأة، والآثار والفنون، والأدب، وما سمعناه عن تكفير الأدباء والمفكرين، هذا مع غياب شبه تام فى البرامج الرئاسية لدور الثقافة، رغم أنه من أهم الأدوار، لذلك أجد حتمية الحاجة إلى ثورة حقيقية فى الأدب والفكر والتنوير، لكبح جماح التطرف والارتداد والظلامية. حضر حفل افتتاح مؤتمر أدباء إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى "الدورة الثالثة عشر" بعنوان (الأدب والثورة "دورة يوسف عز الدين عيسى")، والذى ينظمه الإقليم فى الفترة من 19-21 مايو الجارى بقصر التذوق الفنى بسيدى جابر، رئيس المؤتمر الكاتب الكبير محمد السيد عيد، وأمين عام المؤتمر الشاعر أحمد شلبى، بحضور لفيف من قيادات الهيئة والأدباء والإعلاميين ورئيس الهيئة سعد عبد الرحمن. كما قام رئيس الإقليم محمود طريه، بإلقاء كلمة أشار فيها إلى أهمية اختيار مكان وزمان المؤتمر فى مدينة الإسكندرية باعتبارها العاصمة الثانية لمصر بخصوصيتها الحضارية والثقافية والتاريخية، ودورها العظيم بأدبائها ومبدعيها فى جميع الثورات على الطغاة والمستبدين، وأضاف أن فكرة المؤتمر جاءت من أهمية الأدب فى الحياة على مر العصور، لكونه النبع الفياض الذى يبث فى الثوار الحماسة المتقدة والحيوية الهادرة، والنشاط المتدفق، ويوقظ فيهم الهمم العالية لتعطى الثمار المرجوة منها فى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة، لذلك ترتبط الثورات بالأدب برباط وثيق، فقد كان للأدب دوره فى التكريس لإرهاصات ثورة يناير العظيمة فى الشعر والسرد والأدب بكل أنواعه. أعقب ذلك كلمة رئيس المؤتمر الذى أكد أن مصر دائمة الثورة، ولا ترتضى بالقهر والاستعباد، ويذكرنا بثورتها على الحكم التركى، وعلى قدرتها على اختيار حاكمها وهو محمد على، كما أشار إلى أن للكلمة فاعلية ثورية تقوم بالدور المحفز الفكرى والنفسى والإيديولوجى كما جاءت فى الثورة العرابية، فالفعل الثورى دائما يرتبط بالفكر والأدب المحرض على ذلك مثلما وقفت مصر فى ثورتها الشعبية عام 1919، وما تلاها بعد ذلك من كتابات نجيب محفوظ وغيره من أدباء، وأوضح أن الثورة والأدب مفهومان متداخلان، وقال إنه ليس حقيقيا أن ثورة 25 يناير قامت فجأة ولكن الحقيقة أنها جاءت بعد مسيرة طويلة من النضال الفكرى والكفاح الشعبى، وأنها ظهرت كثمرة من جراء شحن مشاعر الشعب ضد الظلم والقهر. واختتم الشاعر سعد عبد الرحمن الكلمات بكلمة أعرب فيها عن سعادته باتفاق عنوان المؤتمر مع عنوان مؤتمر أدباء مصر فى دورته الأخيرة بعنوان "سقوط نص الاستبداد" وأن هذا المؤتمر هو فعل ثقافى، لابد أن يحدث وبقوة الآن، وأن الوقوف على العلاقة بين الأدب والثورة هى بداية حقيقية للاكتشاف والبحث فى ماهية الدوافع التى أدت إلى انفجار فعل الثورة، وأكد أننا الآن بحاجة إلى البحث فى الأسباب وراء أزمة الثورة والتى تجند الفكر لضحدها، وأشار إلى أن هناك ضرورة الآن لتحليل فكر الهدم لأنه فكر تراكمى، وأنه لابد ألا ننسى أن الثورة هى "طفرة" كما قال "توماس كون"، وفى ختام كلمته طالب الأدباء بوضع أزمة قصر ثقافة المحلة فى التوصيات الختامية للمؤتمر. وفى ختام الافتتاح كرم الشاعر سعد عبد الرحمن ورئيس وأمين المؤتمر اسم الروائى الراحل أحمد محمد حميد، والشاعر على عبيد، والكاتب محمد السيد عيد بإهدائهم درع الهيئة، وإهداء شهادة تقدير لاسم الشاعر الراحل جمال الدربالى.