لا يستطيع أحد أن ينكر أن لكل فرد من أفراد المجتمع وجوده وكيانه الخاص به، وأن بكل مجتمع من المجتمعات فئة تتطلب خدمات خاصة، لكى تستطيع التكيف مع البيئة التى يعيشون فيها، وهذا التكيف لا يتأتى من قبلهم بل يقع عاتقه على من يحيطون بهم. ومن بين الفئات التى يجب الاهتمام بها فئة الأطفال المعاقين عقليا، حيث إن تلك الإعاقة تؤثر على قدرات الفرد الأمر الذى يحول بين الفرد وبين الاستفادة الكاملة من الخبرات التعليمية والمهنية، التى يستطيع الفرد العادى الاستفادة منها، ولذلك فهو فى أشد الحاجة إلى نوع خاص من البرامج التربوية التأهيلية، وإعادة التدريب وتنمية قدراته، رغم قصورها لكى يستطيع أن يعيش ويتكيف مع مجتمع العاديين ويندمج معهم فى الحياة التى هى حق طبيعى له. وقد قام الباحثان الدكتور إملى صادق أستاذ مساعد المناهج وطرق تدريس الطفل بجامعة الإسكندرية والدكتورة سمية طه أستاذ الصحة النفسية المساعد بجامعة الإسكندرية بعمل دراسة علمية تحمل عنوان "فاعلية الألعاب التربوية الإلكترونية فى تنمية بعض المهارات المعرفية لدى الأطفال المعاقين عقليا" ، وتوصلا إلى مجموعة من النتائج أهمها يوجد أثر كبير لبرنامج الألعاب التربوية الإلكترونية فى تنمية المهارات المعرفية عند الأطفال المعاقين عقليا، وأن ممارسة تلك الألعاب تسهم فى تنمية التعلم الذاتى والتعلم بالاكتشاف والمحاولة والخطأ والتعزيز الفورى لاستجابات الأطفال، كما أنها تعتبر ألعابا شيقة وجذابة ومفيدة إلى جانب أنها مثيرة لانتباه هؤلاء الأطفال. كما أن تلك الألعاب تنمى جوانب إيجابية لدى الأطفال المعاقين عقليا من حيث تنمية مهارات الدقة والمتابعة والتركيز، كما أنها تسهم فى التنشئة والتعلم، وأن الطفل أثناء اللعب يكون مسئولا عن نفسه، كما أنها ذات تأثير واضح على النمو النفسى والوجدانى والاجتماعى وتعمل أيضا على تنشيط الفكر والذاكرة والتفكير الإبداعى.