ذكرى ميلاد سيدة الشاشة العربية.. أسرار لا تعرفها عن وجه القمر فاتن حمامة.. جمعت بين الجمال والرقة والذكاء والحكمة.. ونجحت في حفر اسمها بأعمال للتاريخ حتى أصبحت واحدة من أيقونات زمن الفن الجميل.. صور

جمعت الفنانة الراحلة فاتن حمامة طيلة عمرها بين بالجمال والرقة والذكاء والحكمة، ما جعل لها فى قلوب الجميع مكانة كبيرة وقدر عظيم، منذ نعومة أظافرها كانت نجمة فلُقبت بالطفلة المعجزة، وخلال مشوارها الفنى لقبت بالعديد من الألقاب، منها: "الليدى" و"وجه القمر"، و"الأسطورة"، وسيدة الشاشة العربية.
ونجحت الراحلة فاتن حمامة حفر اسمها فى تاريخ الفن، حتى أصبحت واحدة من أيقونات الجمال والأنوثة على مدار عمرها الفني، ولا تزال حتى الآن مصدر إلهام للكثيرات فى الرقة والرقى والأنوثة بلا ابتذال.
وبينما نحتفل بذكرى ميلادها فى 27 مايو، التقى "اليوم السابع" مع نادين حمامة الكاتبة والصحفية فى مؤسسة الأهرام وابنة أخيها، لنحكى لنا عن أسرار جمالها الروحى وحلاوة حكاياتها الإنسانية وسط عائلتها، وعن أنوثتها وجمالها فهى وجه القمر الذى يضيء حياتنا بالفن الراقى رغم رحيلها.
نادين حمامة

إلى نص الحوار
فاتن حمامة بالنسبة لك ايه؟
سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة هى عمتى شقيقة أبى سمير حمامة، هما 6 أخوات حسب الترتيب منير حمامة، فاتن حمامة ليلى حمامة، مظهر حمامة، سمير حمامة، ناهد حمامة.
"طنط" فاتن كما تعودت أن أناديها كانت بالنسبة لى أيقونة ومثلى الأعلى، كنت أحب النظر إليها بتعمق فى كل تفصيلة من حياتها بداية من ملابسها، مشيتها، حُليّها طريقة كلامها وتحدثها فى الموضوعات الهامة المعقدة أو البسيطة السهلة، كنت مبهورة بها ليس لأنها هى فنانة كبيرة مشهورة، ولكن لأنها تجذب كل من يراها فهى مختلفة عن الجميع فى كل شيء، كنت احب أقلدها فى كل تفصيلة من حياتها اليومية.
كنت أذهب لوالدتى أميرة وأقول لها "عايزة حلق كبير زى طنط فاتن وأعمل نفسى بتكلم فى التليفون زيها وأقوم بخلع الحلق قبل ما أرد" كنت أقلدها، ولأنها كانت تفضل ارتداء التايورات والأحذية ذات الكعب العالى كنت أبحث فى دولابى عن مثيله لأرتديه، وكان أكثر شيء يسعدنى عندما كانت تقول عنى لأفراد عائلتنا "ماما ماشية أدامي" لأنى كنت أشبه جدتى والتى هى والدتها.
مهنتك صحفية فى مؤسسة عريقة.. هل سبق وأجريتِ معها حوارا صحفيا؟
أنا أعمل مساعد رئيس تحرير بجريدة الأهرام، وسبق بالفعل أن طلبت الجريدة منى إجراء حوار معها ولكنها كانت تقول لي: "نادين أنا تعبت وكبرت ويا ما عملت حوارات وبرامج واشتغلت كتير واكتفيت ما بقتش أقدر، كتير عايزين يعملوا حوار ولو عملت معاك حوار هيزعلوا"، بعد هذا الرد كان عليا احترام رغبتها، ولم أكررها مرة ثانية، ولكن كنت دائما ألمح فى عينيها ونظراتها إلى نظرة إعجاب وفخر، وهذا كان يجعلنى أتفوق أكثر لأنال إعجابها.

عُرفت سيدة الشاشة بالجمال والرقة.. ما صفات فاتن حمامة التى لا يعرفها أحد؟ وأوصفيها بعيونك؟
شهادتى مجروحة بالطبع لكن كانت هى مثال للجد والحزم وإذا كانت هناك شيء لم يعجبها كانت تواجه بكل حزم ولكن بطريقة رقيقة للغاية، كانت بشوشة ضحكتها على وجهها دائمًا، أنيقة فى مظهرها، لها كاريزما فى شخصيتها، وكانت تسير بخطوات ثابتة رقيقة، كانت إنسانة حساسة جدًا، تحب العائلة كاملة لا تفرق بين احد من أفراد عائلتها سواء العائلة الكبيرة أو الصغيرة، دائمة السؤال عنا جميعًا كيف أمسينا وكيف أصبحنا.

علاقة الوالدين كانت لها حكايات.. حدثينا عن علاقتها بوالدها ووالدتها وإخوتها؟
عمتى فاتن حمامة كانت محبة عائلتها لدرجة تفوق الوصف، حنونة ذات قلب كبير كانت يوميا تزور والدتها وتجلس معها بالساعات وكانت بينهم أحاديث كثيرة جدًا، وكانت دائما تتجمع مع العائلة فى كل المناسبات؛ ففى نهاية كل أسبوع كان جميع أفراد العائلة تجتمع فى منزل جدتى الإخوة والزوجات والأزواج والأبناء للاستمتاع بمعرفة أخبار بعضهم البعض. وكانت حريصة كل الحرص على تلك الزيارة. وكانت تجلس بأى كرسى تجده يعنى كانت شخصية بسيطة. كانت أيضا حريصة على معرفة أخبار العائلة باستمرار والأبناء. وعندما كان يواجه أى فرد من أفراد الأسرة مشكلة كانت دائما موجودة، فى محاولة منها أن تساعد وتخفف من المشكلة، ولم تكن مجرد ممثلة ولكنها كانت طبيبة لقلوب أفراد العائلة وخير معين.

هل كانت تحرص على تواجدها فى المناسبات المختلفة للعائلة رغم انشغالها الشديد؟ حدثينا عن موقف معين
هى دائما كانت محور العائلة، من أحب الأيام فى حياتى كنت صغيرة السن، يوم فرح ابنة عمتى طنط فاتن تولت مسئولية كل شيء فى الفرح، الملابس الورود زينة العروسة الأطعمة المقدمة، كانت مهتمة بكافة شيء، وخاصة البنات الصغيرات فى الزفة أنا كنت واحدة من البنات، ولصغر سنى خصتنى بحمل سبت الورد، طنط هى التى اختارت شكل الفساتين والأقمشة والتصميم، وأحضرت خياطا متخصصا فى فساتين السواريه ليفصل لنا، وكنت أنا وأختى وحفيدة طنط فاتن ابنة طنط نادية. وهى التى صممت التيجان بنفسها، وأشرفت عليها، وكانت هى القائد لى فى الزفة متى أتحرك وأسير، وببساطة طنط نادية كانت الروح الجميلة فى حياتنا.. حتى فى الصيف والإجازات كنا معًا، لقد كانت لديها كابينة فى المنتزه بشاطئ كليوباترا وكانت هى المستأجرة الأصلية لها، ولكن كانت تدعو فيها جميع أفراد العائلة لقضاء الصيف، ولم تكن دعوة بل كانت هدية للعائلة للاستمتاع بالصيف فى جو عائلى سويا.
كلمينى عن فاتن حمامة الأم.. علاقتها بأبنائها وأحفادها وخاصة أن ابنها الوحيد عاش فترة طويلة بعيدا عنها
عمتى كأى أم أبناؤها هم أهم شيء فى حياتها تخاف عليهم وتحبهم، الأمومة عند طنط فاتن هى الحياة، كانت تهتم بكل تفصيلة صغيرة فى حياة أبنائها وحفيدته، رغم أنهم كانوا أغلب الوقت بعيدين عنها، ولكنها كانت قريبة منهم جدًا، فقد حلت المعادلة الصعبة فى علاقتها بأبنائها إذ كانت حاضرة غائبة فى نفس الوقت، حاسة بكل شيء، حنونة جدًا، تتلخص كلمة الأم فى فاتن حمامة.

كيف كانت تتعامل فاتن حمامة مع الأطفال فى العائلة؟
كانت تتعامل مع أطفال العيلة بكل حب ورعاية، أتذكر حينما كنت صغيرة أنا وأختى نيفال مع أبناء عمتى الصغيرة ناهد كنا نقوم برسم رسومات، ونقوم بتعليقها بالغرفة، وعمل معرض داخل المنزل، ونقوم بالذهاب إليها، ونقول لها تعالى اشترى مننا، فكانت تنهض على الفور حاملة حقيبتها وتأتى معنا وتنبهر بالمعرض وتشجعنا وتقوم بشراء لوحاتنا.
كما أتذكر حينما انتهيت من دراسة الثانوية العامة، وكنت أريد الالتحاق بكلية الفنون الجميلة كانت وقتها والدتى ووالدى يريدون أن ألتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، نظرا لكون مجموعى كبيرا، ولكنى كنت أصر على كلية فنون جميلة فلجأت لها ووقفت بجانبى وقالت لوالدي: "يا سمير سيب البنت تدخل اللى نفسها فيه" أحسست وقتها بكل سعادة.
أكيد شخصيتها فى البيت مختلفة عن ما اعتدتنا عليه.. كيف كانت؟ ما العمل الفنى الأقرب لشخصيتها الحقيقية؟
شخصيتها فى البيت مثل التمثيل وبالأخص، مثل أبلة حكمت فى مسلسل "ضمير أبلة حكمت". الجدية والحسم والطيبة والحنان، والحكمة فى التصرفات.

ما الحكمة التى كانت تتعامل بها فى حياتها وتعلمها لكم؟
الحكمة التى كانت تقولها دومًا، متستنيش حد يساعدك أو توصية من حد ابنى نفسك بنفسك، ومتستقليش بنفسك إنت كبيرة فى عين نفسك، وملكيش دعوة بمين بيقول إيه امشى فى طريقك طالما ما بتهينيش نفسك، كلام الناس عمره ما يهزك واعرفى قيمتك نفسك.

ما أكثر شيء تعلميته من فاتن حمامة؟
تعلمت منها الكثير فى حياتى، ولكن الأهم هو الاعتماد على النفس وعدم انتظار المساعدة من أحد.
كل إنسان بيتغير مزاجه نتيجة حدث ما.. ماذا كان يجعلها شديدة الانبساط والسعادة وماذا كان يجعلها حزينة أو غاضبة؟
ما كان يجعل طنط شديدة الانبساط هو أننا نبنى نفسنا بأنفسنا دون انتظار المساعدة، وما يجعلها غاضبة هو أن ننعرف ما يغضبها ونفعله من عادات وتقاليد تعودنا عليها، كما كان يحزنها جدًا هو حزننا أو أى شيء يعكر صفونا كعائلة ويفرحها تجمعنا وعادتنا.

عرفناها وقت سعادتها بابتسامتها الرقيقة ووجهها البشوش.. ممكن توصفيها وقت غضبها هل كانت بتغضب بتزعق بتتعصب؟
طنط فاتن عمرها ما زعقت ولا علت صوتها، مجرد تشير إلى غضبها برقة كقولها أنا زعلانة منك عشان عملتى كذا، ولكن سرعان ما تصفي، وفعلا لها ابتسامة صافية من القلب.
عاوزين نتعرف أكثر على ست البيت فاتن حمامة، بتعرف تطبخ، أحب أكلة لها كيف تتعامل مع مساعديها فى البيت؟
الكل كان يحب طنط فاتن جدًا وكانت تتعامل مع جميع المساعدين لها بالمنزل بكل احترام وذوق، فاتن حمامة كانت تهتم بعائلتها كما تهتم بعملها وأكثر، فهى ست بيت شاطرة منظمة جدًا كنا نروح نلاقيها فى المطبخ بتعمل بإيدها، متابعة أول بأول هيشتروا إيه وهيطبخوا إيه وينظفوا إيه النهاردة هى كانت محبة لدور ست البيت أوى كانت بتقوم به على الوجه الأكمل ما كانتش بتسيبه لحد، بيتها لونه مبهج زى الألوان الفاتحة، البيجات، كانت تعشق رائحت زهرة القرنفل، ولازم يكون البيت فيه زهور فى كل حته، تميل إلى النمط العربى والإسلامى مع المودرن، تحب تصحى بدرى وتتمشى وتحب وجبة الفطار، وتقرأ الجرائد، ما كنتش بتحب الصحب تعشق الهدوء، وعن الأكلات التى تفضلها "كانت تحب تغير مثلًا الأكل المغربى زى الكسكسى طواجن اللحمة بالخضار، وكله لازم يكون قليل الدهون.

عُرفت فاتن حمامة بشياكتها وأناقتها كيف كانت تختار ملابسها وأحب الألوان وتسريحة شعرها البرفان المفضل فاتن حمامة؟
طنط فاتن كانت فى غاية الشياكة والأناقة وتفضل الألوان الداكنة والحلقان الكبيرة ذات اللون الذهبي، تفضل الشعر القصير لأن ملامحها صغيرة ووجها صغير فكانت تفضل الشعر القصير المدور.
كلمينى عن روحها الحلوة وخفة دمها وأكيد فيه مواقف كتير مع العيلة ممكن نحكى عنها
كانت أثناء المقابلات العائلية تجلس فى دائرة للاستماع لبعضنا البعض، وفى مرة أثناء إحدى المقابلات كان هناك سؤال حول أوضاع البلد، وقتها نظرت نحوى وقالت: "فيه جاسوس قاعد بيننا"، وذلك نظرا لعملى كصحفية بجريدة الأهرام، ولكن كان ردى لها: "طنط فاتن أنا مش ممكن اطلع كلمة عن لسانك للصحافة الا برضاكي، والعيلة وكونى صحفية شيء تاني، مش ممكن اخلط بين الاثنين"، ففرحت بكلامى وأثنت على دورى بوضع يدها على كتفى ونظرة عينها ذات البريق متجهة نحوي، واستطردت بكل أريحية فى الكلام.

هل كان لها أصدقاء فى الوسط الفنى؟
نعم بالطبع الكثير، ولكن أتذكر أقرب صديقة لها فى أواخر رحلتها الفنية كانت الفنانة سميرة عبد العزيز التى ظلت صديقة مقربة لها حتى وافتها المنية.

ما الأعمال الفنية اللى كانت تنال إعجابها سواء فى فترة اعتزالها أو بعدها؟
كنت تحب الأعمال ذات الطابع المفيد الذى يخدم المجتمع.

اوصفى لحظة ما علمتى بالوفاة وماذا تشعرين بعد رحيلها؟
لحظة الوفاة كانت صعبة جدًا ليس عليا بالتحديد، ولكن على جميع أفراد العائلة، أنا لم أستوعب فى البداية أنها رحلت، والدى حزن حزنًا شديدًا فهى أخته الكبيرة وكانت ونسه فى الحياة، طنط فاتن كانت الضحكة الحلوة والكلمة العذبة الوردة الرقيقة العطرة التى كانت تزين حياتنا.. رحمها الله.

احدى جوائز فاتن حمامة
فاتن حمامة فى احد أفلامها ترتدى زى العربى
فاتن حمامة فى احد رحلاتها
فاتن حمامة فى جسلة أسرية
فاتن حمامة فى صورة رسمية


فاتن حمامة في فرح ابنة اختها ونادين تجلس حاملة سبت الورد

فاتن حمامة في فرح اخيها

فاتن حمامة مع أطفال العائلة

فاتن حمامة مع الأصدقاء

فاتن حمامة مع المعجبين

فاتن حمامة مع زوزو حمدى الحكيم وثريا حلمى

فاتن حمامة مع نادين واحد أبناء العائلة

فاتن حمامة وطه حسين

فاتن حمامة ونادية ذو الفقار والدت فاتن

فاتن حمامة

فاتن في أحد المشاهد

مع أطفال العائلة

نادين حمامة