في ذكري ميلادها اليوم 27 مايو يحتفي بها كل محبيها بصفة خاصة و يحتفي بها كل محبي السينما في العالم العربي بصفة عامة هي أيقونة للزمن الجميل و ليست فقط للسينما العربية فكم عاش مع أفلامها أجيال متعاقبة تتعلم من فنها و ثقافتها و إبداعاتها و كم تأثر بها أجيال كثيرة من محبي فن السينما بصفة عامة فهي حالة فنية خاصة بدأت من التاسعة من عمرها و هي طفلة أمام الفنان الأشهر محمد عبد الوهاب لتؤكد للجميع أن هذه الطفلة ستكون يوماً ما شئ عظيم و قد كانت منذ عام 1940 أول ظهور لها في فيلم { يوم سعيد } فكان يوماً سعيداً في تاريخها و تاريخ السينما العربية و في حياتنا كلها بدأت فاتن بداية كبيرة من الموسيقار الأشهر محمد عبد الوهاب إلي عميد المسرح و السينما يوسف بك وهبي الذي قدمها في بطولة فيلم { ملاك الرحمة } 1946 وهي إبنة. سناء جميل كما قالت هي بنفسها بدأ الخلاف بينها و بين فاتن حمامه بسبب عدم مباركة فاتن حمامه لسناء جميل بعد نجاحها الساحق في تجسيد شخصية " نفيسة " في فيلم { بداية و نهاية } 1960 وهو الدور الذي كانت ستلعبه فاتن حمامه قبل ان يعرض على سناء جميل وبرغم ان هناك صور تجمع بينهما تؤكد مدي صداقتهما إلا أن كلام سناء جميل ينفي ذلك تماماً ولا أري في كلام سناء جميل حجة دامغة لهذا الخلاف الغير مقنع فكم من النجمات اللاتي قدمن أدوار عظيمة في أفلام مهمة و لم نري أو نسمع خلاف بينهن و بين فاتن حمامه و إذا كان الأمر كما تصورته سناء جميل فتكون فاتن حمامه إذاً علي خلاف دائم مع جميع نجمات السينما فهل هذا يُعقل !!! أمًا النجمة مريم فخر الدين وهي التي ظهرت لأول مرة علي شاشة السينما في 1951 في فيلم { ليلة غرام } أي وقت ظهورها الأول كانت فاتن حمامه هي من يسبق إسمها ممثلة مصر الاولي وحجة مريم فخر الدين في لقب سيدة الشاشة العربية أن فاتن حمامه كل أدوارها هي الفتاة البائسة التعسة الحزينة و هذا إجحاف كبير لمسيرة فاتن حمامة بحق ثم من تتبع مسيرة مريم فخر الدين يجدها يجد معظم أفلامها و إن لم تكن كلها في شبابها هي تلك الفتاة المغلوب على أمرها و الحزينة فكيف تصف مسيرة فاتن حمامه و أدوارها بالنمطية وأحب أن أقول في هذا الشأن أن هذه الفترة الزمنية كانت الفتاة و المرأة المصرية بالفعل مغلوب على أمرها وبعد قيام ثورة يوليو 1952 سرعان ما تغيرت نوعية الأفلام و الأدوار النسائية فكانت فاتن حمامه هي من تمردت على هذه الأدوار بدايةً من فيلم { الأستاذة فاطمة } 1952 ثم أفلام و أدوار مختلفة و بعيدة عن النمطية مثل أفلام ( الطريق المسدود ، لا أنام ، لا تطفئ الشمس ، لا وقت للحب ، المعجزة ، دعاء الكروان ، الحرام ، حكاية العمر كله ، الباب المفتوح ) هذا بخلاف ما قدمته بعذ ذلك من أدوار في حقبة السبعينات مثل ( الخيط الرفيع ، حبيبتي ، أريد حلاً ، إمبراطورية م ، أفواه و أرانب و ولا عزاء للسيدات ) فأين إذاً النمطية التي إستمرت بها مسيرة فاتن حمامه !!! ثم نجمة النجمات هند رستم والتي كانت بدايتها علي شاشة السينما في أدوار صغيرة لا تتعدي مشهد أو مشهدين في العديد من أفلام ممثلة مصر الأولي فاتن حمامه مثل أفلام { بابا أمين ، الملاك الظالم ، حب في الظلام } وكلها أدوار بسيطة للغاية لها و كانت فاتن حمامه هي بطلة الفيلم و النجمة الأشهر في السينما ولم تبدأ هند رستم كبطلة أولي إلا في فيلم { الجسد } 1954 أي بدأت بطلة أولي بعد حصول فاتن حمامه علي لقب سيدة الشاشة العربية بعام واحد ثم إنتلقت هند رستم في عالم السينما حتي أصبحت إحدي أهم النجمات في تاريخ السينما العربية والشاهد من كلام هند رستم أن العلاقة بينها وبين فاتن حمامه لم تكن علي ما ترام خاصةً أثناء تصوير آخر فيلم جمع بينهما { لا أنام } 1957 و يبدو أن إحساس هند رستم بأهمية و قيمة ما قدمته من أفلام سينمائية عظيمة وصل بعضها لمستوي العالمية مثل فيلمها الأهم { باب الحديد } 1958 ثم سلسلة أدوار فنية مركبة وفي غاية الأهمية مع المخرج الكبير حسن الامام مكتشفها الحقيقي كل هذا جعل من هند رستم إحساس أنها لا تقل أهمية عن فاتن حمامه بل تتفوق عليها خاصةً في ظل الأجواء الغير طيبة التي كانت تجمع بينهما ولا يوجد هناك سبباً مباشراً لهذه الأجواء الغير طيبة من جانب فاتن حمامه نفسها والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً هل ظهرت فاتن حمامة في أي وسيلة إعلامية ترد على كل هذا الجدل و الانتقادات ؟؟ علي الإطلاق فبرغم ظهور فاتن حمامه المحدود بين الحين والآخر فكانت تتحدث بكل ثقافة و إحترام و رقي عن مشوارها الفني وكل من شاركها فيه إلي جانب حديثها الشيق في الجانب الثقافي و السياسي وفي نفس الوقت نجد كل الحب و الإحترام و التقدير منها لكل زميلاتها وهو ما نجده أيضاً من معظم فنانات الزمن الجميل و علي رأسهن ليلي مراد التي كانت تربطها بينها وبين فاتن حمامة علاقة حب و صداقة وأيضاً رفيقة عمرها شادية التي لطالما تحدثت عنها فاتن حمامه بكل حب و ود وصداقتها القوية مع تحية كاريوكا و ليلي فوزي و ماجدة الصباحي و نادية لطفي حتي سعاد حسني التي دائماً يضعونها في منافسه مع فاتن حمامه قالت سعاد حسني عن فاتن حمامه " إذا كانت السيدة أم كلثوم هي كوكب الشرق في الغناء فالسيدة فاتن حمامه هي كوكب الشرق في السينما " وأخيراً و ليس آخراً فاتن حمامه علي مدار ما يزيد عن نصف قرن من العطاء الفني قدمت نموذجاً رائعاً للفنانة المصرية المثقفة الراقية التي تعي مشاكل و هموم مجتمعها و هي من قدمت أنماط مختلفة عن الفتاة و المرأة المصرية ويكفيها فخراً أن تكون الممثلة الوحيدة في العالم التي بفيلم من أفلامها إستطاعت أن تغيًر قانون الأحوال الشخصية في بلدها وهذا لم يحدث مع أي ممثلة في العالم إلا مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة