حزب الشعب عامل دماغ

سألنى كاتب سياسى كبير يؤمن بالديمقراطية والحرية وأن حق الرأى مكفول للجميع، وكنت أجلس معه على قهوة فى شارع الحرية فى مدينة بعيدة عن أرض الوطن.
-أنت ليه قاعد ساكت كده وفى أوضاع عندك فى البلد محتاجه تقول فيها لا.
قلت له... سيدى أنا مجرد موظف صغير فى ديوان الوطن أقبض راتبى من خزينة الوطن وأولادى يتعلمون فى مدارس الوطن.
قال لى... إذن أين المشكلة ؟!!!
قلت له ... معنى أن أقول لا هذا ضد مصلحة الوطن ويشتت تركيز المجتمع نحو تحقيق استقرار الوطن.
قال لى.... لكن الرأى والرأى الآخر مهم لتقديم حلول سريعة لمشكلات المجتمع.
قلت له .... معنى أن أقول رأيا مخالفا أن يسحلنى عساكر تتبع ديوان الوطن، وأن يجرجرنى مخبرون فى شوارع الوطن وأن أدخل سجون الوطن ولا أخرج مرة أخرى.
قال لى... طيب أنت مشترك فى تنظيم معين أو حزب يقدم أفكارا وحلولا لمشكلات المجتمع.
قلت له ... وأنا أضحك بالدموع نعم يا سيدى أنا الأمين العام والقائد المنفذ لحزب الشعب عامل دماغ.
قال لى ... متعجباً ده شىء كويس طيب إيه برنامج الحزب .
قلت له ... 3 أهداف أساسية:
مالناش دعوة
منعرفش حاجة
عاملين دماغ زى الفل
قال لى... ساخراً طيب وكم عدد أعضاء الحزب ده ؟!!
قلت له... كل الشعب بكل فئاته وكوادره وطبقاته أعضاء فيه وليس بالضرورة حضورهم جلسات الحزب أو استخراج كارنيهات لهم تتبع الحزب ولكنهم أعضاء بالقلب والمزاج كل فئات الشعب مشتركة فى تعلية الدماغ .
قال لى الكاتب الكبير... بعد أن خلع نظارته الحقيقة تجربة سياسية جميلة إنك تعمل حزب لكل فئات الشعب .
قلت له... يا سيدى أنا مجرد موظف فى ديوان الوطن
المسموح لى فقط أن أعمل دماغ وأصهلل غير كده لا .
قال لى... أنت قلت بلدك إيه ؟!!!
قلت له... أنا من مدينة الشعب عامل دماغ
قال لى ... طيب بتعملوا دماغ إزاى يعنى فهمنى
قلت له... يعنى نقعد طول النهار على القهاوى نلعب طاولة دى اسمها دماغ قهوة أو نشوف ماتشات كورة وكل واحد يبقى خبير كروى ويقول رأيه دى دماغ كورة أو نشرب مخدرات طول الليل تحت الكبارى وفى الغرز المتطرفة والشوارع الضلمة ودى دماغ مخدرات وغيره وغيره.
قال لى ... والحال كده عاجبكم ومبسوطين
قلت له ... مية فل وأربعتاشر وقول يا باسط تلاقيها هاصت.
قلت له ... سيدى الكاتب الكبير مفيش فرصة تيجى الوطن نستضيفك فى ندوة تبع حزب الدماغ تشوف أفكارنا وأهدافنا.
قال لى... بأسى، سوف أزور الوطن عندما تستقيل أنت من ديوان الوطن وتستطيع أن تقول لا مرة فى حياتك.