سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء سياسيون يحذرون من الحرب السودانية وسيطرة جوبا على النيل.. ووزير الرى: المعارك بين الشمال والجنوب تؤثر سلباً على مصر.. وهانىء رسلان: الصراع بين البلدين سيؤثر على المشروعات المائية
حذر خبراء سياسيون من الحرب التى دقت أبوابها بين الشمال والجنوب السودانى، مؤكدين أن مصر هى الأكثر تضررا، حيث ستؤثر على مياه النيل، وبالتالى تسيطر جوبا على مياه النيل الأزرق وتمنعها عن شمال السودان ومصر من خلال إجراء تحويلات من مجرى النيل الأبيض ونهر السوباط. وأكد الخبراء أنه من الممكن انضمام جوبا إلى محور دول المنابع بحوض نهر النيل الذى تقوده إثيوبيا وأوغندا وتدعيم مطالب هذا المحور بشأن إعادة توزيع المياه، وتجاهل نصيب مصر والسودان، وهو ما يؤكد التغيير الإستراتيجى المقبل فى الحقوق المائية فى حوض النيل، مما سيشكل حزمة جديدة من التعاملات بين الدول لن تجنى مصر أو السودان منها أى ميزة، بل ستمثل ضغوطا وتطويقا لأى تحرك مصرى أو سودانى فى هذا الاتجاه. الدكتور هشام قنديل، وزير الموارد المائية والرى، أكد أن مصر من ستتأثر بالحرب بين الشمال والجنوب وعلينا أن نحاول بكل ما فى وسعنا لإبعاد تلك الحرب بتقريب وجهات النظر حتى يعم السلام فى المنطقة فوجود أى توتر له تأثير كبير على التنمية فى دول الحوض مما سيؤثر على الاستثمار. أما الدكتور هانىء رسلان، رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فأكد أن الحرب بين الجنوب والشمال السودانى ليس لها تأثير مباشر على مصر لكن وجود صراع فى المنطقة بالتأكيد سوف يؤثر سلباً على مشاريع التنمية بما فى ذلك أى مشروعات تتعلق بالمياه لأنها تحتاج إلى استقرار وتمويل. واستمراراً للنتائج السلبية التى جلبها قرار الحرب بين الشقيقتين طالبت الحكومة الكينية اليوم بتأجيل زيارة وزيرة المياه الكينية لمصر، والتى كان مقرراً لها غداً الثلاثاء، لبحث سبل التعاون المشترك بين مصر والسودان وأثيوبيا فى مجال بناء القدرات البشرية للجانب الكينى، وتوفير الخبرة المصرية لتنفيذ مشروعات سدود حصاد الأمطار وحفر وتشغيل الآبار الجوفية، بالمناطق النائية لتوفير الاحتياجات المائية للأغراض المنزلية والتى تعانى من الجفاف، بالإضافة إلى الاتفاق على الأجندة المقترحة للاجتماع الوزارى، وكذلك المقترح المصرى السودانى لمناقشة الأفكار الخاصة بذلك. وأوضحت مصادر مسئولة، أن تأجيل الزيارة جاء بسبب الظروف الداخلية التى تمر بها مصر وبعض دول حوض النيل فى الفترة الحالية، ويذكر أن كينيا أجلت زيارة وزيرتها لمصر أكثر من مرة كان آخرها اليوم، ولم تبد أسبابا واضحة. وكان أعضاء برلمان شمال السودان، قد صوتوا على قرار باعتبار حكومة الجنوب "عدواً" للخرطوم، والعمل على استعادة السودان كاملاً بكافة الوسائل رداً على احتلال قوات جنوب السودان، حقل إنتاج النفط السودانى فى منطقة هجليج. وتضمن نص قرار البرلمان: "نعلن حكومة جنوب السودان عدواً للسودان، وعلى مؤسسات الدولة السودانية معاملتها وفقا لذلك". وبعد التصويت على هذا القرار دعا رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر إلى الإطاحة بحكومة جنوب السودان. وفيما يعتبر إعلاناً صريحاً للحرب، قال الطاهر: "نعلن أننا فى صدام مع الحركة الشعبية الحزب الحاكم فى جنوب السودان إلى أن ننهى حكمها للجنوب". وأضاف: "سنعمل على لملمة كل مواردنا لتحقيق هذا الهدف". ويعتبر القتال الذى يجرى فى منطقة هجليج هو الأسوأ منذ أن أعلن الجنوبيون الانفصال عن السودان فى يوليو 2011 بموجب اتفاق سلام 2005 الذى أنهى الحرب الأهلية الدامية بين شمال السودان وجنوبه التى استمرت من 1983 إلى 2005. وبانفصال الجنوب فقد السودان 75% من إنتاج النفط البالغ 480 ألف برميل يوميا، والذى كان يدر مليارات الدولارات للميزانية السودانية. وقال والى جنوب كردفان التى تقع فيها منطقة هجليج أحمد هارون "نتيجة للقتال توقف إنتاج النفط نهائيا فى هجليج".