المتابع لمواقف الإخوان فى الفترة الأخيرة خاصة بعد الثورة يلاحظ أن قراراتهم تتخذ لخدمة مصالحهم فى المقام الأول دون مراعاة مصلحة الوطن. لذا كان علينا أن نتوقع بأن يدفع الإخوان بمرشح رئاسى خاصة بعد لهفتهم الشديدة على كراسى السلطة والتى ظهرت فى الانتخابات البرلمانية واللجنة التأسيسة للدستور وانتخابات النقابات والتى استحوذوا فيها على الأغلبية مما جعلهم يدركون أن الفرصة مهيئة لتحقيق حلم الخلافه. لا أحد ينكر أن ترشيح م.خيرت الشاطر من قبل الجماعة هو حق أصيل لهم كأى فرد آخر من حقه خوض هذه الانتخابات، لكن ليس من حقهم خداع الشعب واللعب عليه، لكن هذا ليس خطأهم، بل هو خطأ الشعب الذى وثق فيهم واعتقد أنهم ملائكة لا ينقضون عهدهم. لا أعلم على أى أساس اتخذ الإخوان قرار تقديم مرشح للرئاسة ربما يكون على أساس النجاحات العظيمة التى حققوها فى مختلف المناصب التى يتولوها كمجلسى الشعب والشورى الذى لم يخرج بحل لقضية واحدة تم مناقشتها أو الدستور الذى يبدو بدون ملامح. جماعة الإخوان تشكل الاغلبية الإسلامية من حيث التنظيم والمؤسسات لو كانت حقا تحمل الخير لمصر كان عليها أن تلتزم بقرار عدم تقديم مرشح للرئاسة وعملت على توحيد صفوف المرشحين ذو المرجعية الإسلامية ليخرج منهم مرشح واحد تلتف حوله الأصوات الإسلامية، لكنها بذلك زادت من تفتيت الصوت الإسلامى فى الانتخابات وقدمت خدمة جليلة للمرشحين من خارج التيار الإسلامى والدليل على ذلك الحرب التى شنت على د.أبو الفتوح بالرغم من أن سبب هذه الحرب واحد، وهو الترشح للرئاسة، لكنه كان حرام لأبو الفتوح وحلال للشاطر. تفكير الإخوان المحدود جعلهم لم يتوقعوا أن تحدث متغيرات تجعلهم يقدمون مرشح كما دفعهم ليتخذوا قرار خسائره أكثر من مكاسبه كفقد ثقة الناس فيهم، وحدوث شرخ داخل هيكل الجماعة وإنشقاق أعضاء منها لعدم احترام آرائهم كذلك نشوب الصراع بين الإسلاميين وبعضهم سواء اثناء الانتخابات لعدم التركيز على مرشح واحد أو بعد الانتخابات فى حال فوز مرشح ينتمى لحزب دون الآخر. فكيف للإخوان بهذا التفكير الأنانى والضيف لهذا الحد أن يحكموا مصر؟