معالى الأستاذ الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى المحترم.. تحية طيبة وبعد لما كان تشكيل اللجنة العلمية لفحص الإنتاج العلمى للمتقدمين لشغل وظيفة الأساتذة والأساتذة المساعدين فى الدورة الحادية عشرة 2012-2015 تخصص "إعلام"، والصادر بتاريخ 26 مارس 2012 يفتقر إلى المعايير العلمية والموضوعية المتعارف عليها دوليا ومحليا فى هذا الشأن، ولأهمية هذه اللجنة المنوط بها مهمة فحص وتقييم الإنتاج العلمى فى مجال الإعلام، وما يرتبط بها من دور أساسى فى صنع مستقبل الإعلام على المستويين الأكاديمى والمهنى، فتقييم الإنتاج العلمى والمعايير والقيم التى تكرسها اللجنة فى الوسط الأكاديمى يتوقف عليها مكان ومكانة الجامعة المصرية على المستوى العالمى، كما أن توصيات وقرارات اللجنة تشكل الجماعة العلمية المسئولة على نحو مباشر عن تعليم وتخريج أجيال المستقبل من الإعلاميين والباحثين. وقد بذلت أقصى جهدى فى استنباط أية معايير يمكن أن تكون قد حكمت تشكيل اللجنة المقترحة فلم أجد، ولهذا أرجو من سيادتكم بما عرف عنكم من نزاهة علمية واستماع لصوت الحكمة والعقل الاسترشاد بالمعايير الآتية فى اختيار أعضاء اللجنة العلمية ولجان التحكيم العلمى: 1. المشاركة فى المؤتمرات العلمية الدولية على نحو منتظم ببحوث منشورة فى قواعد بيانات هذه المؤتمرات. 2. رئاسة مؤتمرات علمية دولية فى تخصصات الإعلام المختلفة وتنظيم المؤتمرات الدولية، سواء فى مصر أو فى الخارج، وإنشاء اتحادات وروابط علمية دولية ومحلية تعنى بالبحث العلمى الإعلامى. 3. النشر الدولى المنتظم فى المجلات العلمية المحكمة المصنفة دوليا والمعترف بها فى الأوساط الأكاديمية الراقية. 4. عضوية مجالس تحرير المجلات العلمية الدولية فى الشرق والغرب، وتحكيم البحوث العلمية المنشورة والجارى نشرها فى هذه المجلات. 5. المشاركة الجادة فى إجراء مشروعات البحوث العلمية ذات الطابع الدولى وانتخاب الوسط الأكاديمى دوليا للأستاذ المصرى ليقود ويضع خطة واستراتيجية تنفيذ المشاريع البحثية. 6. الحصول على تكريم جامعة القاهرة أو غيرها من الجامعات المصرية لما حققه الأستاذ من مكانة دولية، وفقا لمؤشر النشر العلمى فى المجلات المحكمة والمصنفة دوليا. 7. عدد ونوعية الاقتباسات العلمية محليا ودوليا من الإنتاج العلمى المنشور للأستاذ ومعدل الرجوع والاستعانة ببحوثه، وهى معدلات تحددها بدقة متناهية أدوات البحث المتعارف عليها فى الشبكة الدولية للمعلومات كأحد مؤشرات تقييم الأساتذة فى كل التخصصات العلمية فى العالم. 8. نشر فصول فى مراجع علمية أجنبية تقدم نظريات الإعلام من منظور عربى إسلامى تستخدم فى التدريس فى الجامعات الدولية، والمشاركة فى الإشراف على ومناقشة وتحكيم الدرجات العلمية فى الخارج، وهذا لا يعنى الإقلال من أهمية هذا النشاط محليا فهو الهدف والغاية. 9. النزاهة والأمانة العلمية وتكريس قيم وأخلاقيات البحث العلمى وتقدير الباحثين على المستويين المحلى والعالمى. 10. العطاء المجتمعى والتواصل الإيجابى مع قضايا المجتمع المصرى وتنمية مهارات البحث العلمى لدى الباحثين الشبان، وإرساء قواعد النزاهة العلمية بين الباحثين والطلاب. وإذا كانت هذه هى جملة المعايير التى يجب الاحتكام إليها فى تشكيل اللجان العلمية من أجل تحقيق النهضة العلمية الشاملة، فإنها لا تعنى ألا يؤخذ العطاء المحلى فى الاعتبار، فهذا أمر مفروغ منه ومسلم به وبأهميته، لكن لا يخفى على سيادتكم أن المعايير المحلية مرتبطة بمستوى البحث العلمى والأداء الأكاديمى المحلى وما يرتبط بهما من مشاكل فرضها الواقع المعاش بكل ما يعنيه من مستوى ضعيف، وإسهام لا يكاد يذكر فى التنمية المجتمعية. وبعد فإن تشكيل اللجنة العلمية على هذا المستوى، سواء فى الإعلام أو فى غيره من التخصصات، يجب أن يعطى الأولوية المطلقة للكفاءة العلمية كما تعكسها السيرة الذاتية، وحجم ونوعية العطاء العلمى خاصة على المستويات الدولية التى نرنو للوصول إليها، فى الوقت نفسه لا يجب الأخذ بفكرة التمثيل الجغرافى أو التوازن الإقليمى، إلا إذا تساوت الأقاليم والكليات الجغرافية مع جامعة القاهرة من حيث الكفاءة العلمية، فاللجنة غير ذات طابع سياسى حتى تقوم على مبدأ التوازن فى التمثيل، والأصل فيها هو الكفاءة والاقتدار والنزاهة العلمية، بعبارة أوضح يجب أن تذهب اللجنة فى تشكيلها مع هذه المعايير أينما وجدت، حتى لو جاءت بأكملها من الجامعات الإقليمية. لذا أرجو من سيادتكم التكرم بإعلان المعايير التى تم الاحتكام إليها من جانبكم أو من جانب المجلس الأعلى للجامعات، فى شأن تشكيل اللجان العلمية ومطابقتها مع الأسماء التى قامت عليها لجنة الإعلام، والأسماء التى كان من المفترض أن تقوم عليها، وإعادة النظر فى التشكيل الحالى برمته ليتفق مع المعايير المشار إليها سلفا، ولتكون السيرة الذاتية والعطاء العلمى دوليا ومحليا الركائز التى يستند إليها فى الاختيار، مع عدم إغفال مبدأ الأقدمية، وألا يقل عدد الأساتذة الأجانب فى لجنة الإعلام عن عضوين اتساقا مع قواعد الترقية الجديدة التى تحتم نشر بعض البحوث بلغة أجنبية، ورغبة فى تقديم البحث الإعلامى العربى دوليا، فضلا عن أهمية تبادل الخبرات. وأنا على ثقة من أن سيادتكم كأستاذ جامعى وعالم محترم خير من يتجه صوب التصحيح والتغيير إعمالا لمبادئ المسئولية والشفافية والنزاهة والديمقراطية، وفقكم الله لما يحب ويرضى. وتقبلوا سيادتكم بقبول فائق الاحترام.. * أستاذ الإعلام والرأى العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة