انتقد مهندسو هيئة المجتمعات العمرانية التصميم الذى أعدته وزارة الإسكان لوحدات مشروع الإسكان الاجتماعى الجديد الذى يستهدف إنشاء مليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل، حيث أعدت الوزارة هذا التصميم لعمارات المشروع الجديد من خلال المسابقة التى نظمتها هيئة التخطيط العمرانى بوزارة الإسكان فى العام الماضى بين كافة المكاتب الهندسية، حيث فاز بالمركز الأول فى هذه المسابقة إحدى المكاتب الهندسية، والتى نفذت هذه التصميمات للمشروع الجديد. وفى الوقت الذى وجه فيه عدد من مهندسى الهيئة انتقاداتهم لهذه التصميمات، أكد مسئولى وزارة الإسكان أن النماذج التى تم إعدادها بواسطة الشركة الهندسية الفائزة، تم دراستها تفصيليا من قبل اللجنة المشكلة وقت انعقاد المسابقة المعمارية، حيث كانت هذه اللجنة مشكلة من عدد من الخبراء والمتخصصين – حسبما أكد مسئولى الوزارة-، وبالرغم من تأكيدات الوزارة أن انتقادات مهندسى الهيئة غير صحيحة، ولا يوجد أخطاء هندسية فى هذه التصميمات كما يزعم مهندسو الهيئة، إلا أن مهندسى هيئة المجتمعات أصروا على انتقاداتهم، مدللين على ذلك بذكرهم عددا من الملاحظات على النماذج المعدة من قبل الوزارة. وقال أحد مهندسى الهيئة والذى عقد مقارنة بين النموذج الذى أعدته الوزارة وبين تصميم آخر أعده –حصل "اليوم السابع" على نسخة منه- تلافى فيه الأخطاء الهندسية التى وقعت فيها الوزارة فى تصميمها المعد من قبل إحدى الشركات الهندسية الفائزة بالمركز الأول فى المسابقة المعمارية التى نظمت العام الماضى، ولفت المهندس إلى انه من أخطاء تصميم الوزارة أن المسطح الإجمالى المقام عليه النموذج من الأرض (أكبر طول ضرب أكبر عرض) أكبر من اللازم بسبب احتواء النموذج على فراغات وجيوب لا داعى لها ومبالغ فى مساحاتها. وأضاف أن التصميم أتاح الدخول للمبنى من تحت السلم مما اضطر المصمم أن يرفع المبنى 1.65 سم فوق الأرض حتى يسمح بوجود فراغ رأسى يسمح بدخول شخص من تحت السلم، مما يعنى ببساطة إضافة نصف دور كامل مدفون تحت الأرض، وهو ما يعد إهدارا للأموال والجهد والوقت ومزيد من المعاناة لكبار السن بإضافة نصف دور (11 درجة سلم) يضرون لصعودها فوق الستة أدوار وبدون مصعد. وتابع قائلا: "أبعاد الغرف ومساحاتها لا تسمح بفرشها ولا يمكن بحال فرش أى غرفة بسرير كبير عرض 1.6 م ودولاب و2 كومود وحتى بدون مرآة ووحدة أدراج (تسريحة) لا يمكن ذلك وكان الرد على هذا من قبل الوزارة، وفقا لقوله، بأنه يستطيع أن يفصل المستفيد بالوحدة فرش مخصوص مناسب لهذه المقاسات وهو حل غير صحيح، خاصة أن المستفيدين من هذه الوحدات هم محدودى الدخل الذين يتوارثون فى الأساس "الفرش" عن أسرهم ويستعيضوا فقط "الفرش" الذى تم إهلاكه، وليس لديهم قدرة على تفصيل أثاث جديد. وأوضح المهندس أن عرض جميع غرف النوم فى تصميم الوزارة يبلغ 2.80 م وقبل أعمال المحارة أى ستقل حوالى 5 سم أخرى، كما أن الحمام الوحيد الموجود بالوحدة صغير جدا ولا يمكن فرشه "ببانيو" وأقصى شىء "بانيو قدم" وسيعانى الداخل والخارج من الاصطدام بالفرش، مؤكدا أن أعمال الصرف لم يراعى فيها أى جانب اقتصادى وربما لم يفكر فيها احد فالنموذج يتكون من 4 غرف وحدات بالدور وبه 4 مجموعات صواعد صرف وتغذية وهو أمر لا يناسب حتى الإسكان الفاخر فما بالك بإسكان درس بحيث يتم توفير كل جنيه فيه. وقال مهندس الهيئة إنه لم يؤخذ فى الاعتبار عند التصميم أسلوب التجميع بالموقع العام، مما أدى إلى تجميع النموذج من حافة واحدة بعرض 3.25 م، وهو أمر يؤدى إلى هدر الأرض بالموقع العام للمنطقة وعدم وجود فراغات حضرية بمقياس إنسانى إضافة إلى جرح بعض شبابيك غرف النوم لغرف نوم الجيران بشكل مزعج، أما بالنسبة لواجهات العمارات فهى لا تحتاج إلى إعادة نظر بل تحتاج إلى نظر من الأساس لأنها لا تختلف عن أى منشأ يقيمه مقاول غير متعلم دون الرجوع لتصميم جيد. وأوضح أن الواجهات لم تراعى أيضا أية أبعاد إقليمية أو مناطق مناخية، بل اعتبرت مصر كلها على الشاطئ لا يوجد بها حر فى الصيف ولا برد فى الشتاء واعتبرت القاهرة كأسوان كبرج العرب تماما من حيث المعالجات المناخية، لافتا إلى أن التصميم الذى أعدته الوزارة يتيح استغلال السخانات الشمسية بمعدل سخان لكل وحدة، وهو ما يضيف تكلفة قدرها 10 آلاف جنيه على كل وحدة ويستلزم أعمال مواسير مضاعفة حتى يمكن تغذية الوحدات كما أن عمره الافتراضى لا يزيد عن 4 سنوات أى بمعدل 2500 للسنة الواحدة أى ما يعادل ثمن 3 سخانات كهرباء إضافة إلى استهلاكهم فى السنة من الكهرباء وكان أولى توجيه هذه التكلفة لتوصيل الغاز الطبيعى الذى يوفر أكثر ويمثل ميزة للوحدة السكنية. وتابع قائلا: "أيضا وجود 24 سخانا شمسيا فوق السطح سيحيل السطح إلى مكان مشغول بالكامل بهذه السخانات وشبكة ضخمة من المواسير الرابطة بينها أى أن السطح لن يمكن استغلاله"، مؤكدا على افتقاد النموذج للمصعد مع انه مكون من 6 أدوار يؤثر على صحة المخصص لهم الأدوار العليا وحتى إمكانية تركيبه مستقبلا على حساب السكان غير متوافرة، وأكد المهندس محاولته المساهمة فى تعديل هذا النموذج، حيث أعد تصميما معماريا آخر تلافى فيه أخطاء النموذج السابق، لافتا إلى عرضه للنموذج الجديد على مسئولى هيئة المجتمعات العمرانية التى رحبت به، إلا أن الدكتور فتحى البرادعى، وزير الإسكان، رفض هذا النموذج المعدل بعد قيام مسئولى الهيئة بعرضه عليه. وأشار المهندس إلى أن التعديل الذى نفذه قام به على الدور المتكرر والواجهات ومحاولة تجميع الصرف الصحى فى مجموعتين بدلا من أربعة مجموعات، لافتا إلى أن تعديله استهدف تحسين وضع غرف النوم، وذلك بزيادة عرض الغرف إلى 3 م وزيادة طول غرفة النوم الرئيسية إلى 3.75م، علاوة على تعديل المدخل، بإضافة باكية خارجية قبل السلم بما يسمح بوجود مدخل مناسب من الناحية الإنسانية واستيعاب فرق الارتفاع المطلوب فى الدور الأرضى بدلا من دفنه تحت الأرض. وأكد أن المسطح الإجمالى للنموذج المعدل أصغر من المسطح الإجمالى للنموذج الأصلى الذى أعدته وزارة الإسكان، كما أن المسطح الصافى للوحدات برغم زيادة المسطح فى النموذج المعدل أقل من مثيلاتها فى النموذج الأصلى، موضحا أنه تم تعديل الاستقبال فى كل من الوحدتين بجانب المدخل لتصبح مستطيل بدلا من وجود فراغ مخنوق بعرض 2.65 فى النموذج الأصلى، كما تم تعديل الحمام من ناحية الأبعاد والمسطح بما يسمح بفرش يضم "بانيو" به. ولفت مهندس الهيئة، الذى رفض نشر اسمه، إلى أن الخطأ الاساسى فى تصميم وزارة الإسكان هو إقامة جميع العمارات من نفس النموذج مما يعطى فقر عام فى التعبير البصرى للمشروع أو المنطقة أو المجاورة فى حين أن المعتاد مثلا والمعمول به بمشروع إسكان الشباب هو توزيع عدد من النماذج ذات تصميم مختلف يعطى إحساس بالتنوع والغنى البصرى، منتقدا قيام وزارة بحجم وزارة الإسكان بعمل نموذج واحد فقط لهذه العمارات السكنية، موضحا أنه تطرق فى النموذج المعدل الذى أعده إلى تعديل واجهات النموذج الأصلى بحيث تعوض النقص فى التفاصيل الذى تسبب فيه استخدام نفس النموذج فى كل المناطق السكنية. وكان مهندسو هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهوا اتهامات لهيئة التخطيط العمرانى بتعتيمها على أسماء الشركات الفائزة فى مسابقة مشروع الإسكان الاجتماعى الجديد "مشروع المليون وحدة"، والتى نظمتها الهيئة وأعلنت نتيجتها فى العام الماضى، مؤكدين أن التصميمات التى قدمت من خلال هذه المسابقة بها أخطاء هندسية وإنشائية كبيرة، متهمين الهيئة بعدم إشراكهم فى إعداد هذه التصميمات أو الاشتراك فى المسابقة التى نظمتها، بالإضافة إلى تجاهل وزارة الإسكان للملاحظات التى أشار إليها مهندسو هيئة المجتمعات العمرانية فى التصميمات الفائزة بالمسابقة. ومن جانبه أكد مصدر مسئول بالهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوزارة الإسكان، أن الحديث عن أن التصميمات التى تم إعدادها لوحدات مشروع الإسكان الاجتماعى الجديد غير مناسبة وبها أخطاء هندسية، غير صحيحة، حيث إن المسابقة التى تم تنظيمها بين كافة المكاتب الاستشارية والهندسية العام الماضى، وضعت شروطا يجب مراعاتها فى كل تصميم تقدمه المكاتب الاستشارية المشاركة فى المسابقة. وقال المصدر ل"اليوم السابع"، إن الشركة التى فازت بالمركز الأول فى هذه المسابقة، قدمت تصميمات روعى فيها تقاليد الأسرة المصرية، والتى تحتاج لفصل الأبناء عن الفتيات فى غرف النوم، حيث تم تصميم 3 غرف وصالة، بالإضافة إلى المطبخ والحمام، وذلك بمساحة صافية 70 مترا مربعا، لافتا إلى أنه تم الإعلان عن اسم هذه الشركة وأسماء كل الفائزين بالمسابقة على الموقع الإلكترونى الخاص بالهيئة فى شهر أغسطس الماضى، حيث لم يتم التعتيم على أسماء هذه الشركات كما تردد. وأضاف المصدر، أن نتائج مسابقة "تصميمات المشروع الاجتماعى" أعلنت بعد أن عرضت كافة التصميمات المقدمة على لجنة التحكيم، والتى كانت مكونة من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس إدارة الهيئة، والمهندس الاستشارى صلاح حجاب، ومجموعة من الخبراء الهندسيين والمتخصصين، مشيرا إلى أنه تم مراعاة أدق التفاصيل فى إنشاء الوحدة ضمن التصميمات المقدمة، حيث تم مراعاة التنسيق الجمالى لشكل "العمارات" للمشروع بأكمله على مستوى المدينة الواحدة، وليس على مستوى تصميم الوحدة فقط. تعديل الواجهة الرئيسية للنموذج بعد التعديلات المعمارية تعديل المدخل الرئيسى للنموذج تفاصيل معامارية بالواجهة. المسقط الأفقى للدور المتكرر. المسقط الأفقى للدور الأرضى.