سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ننشر مبادرة الدعوة السلفية لاختيار رئيس مصر.. تشكيل "هيئة الشورى" من الأزهر والإخوان والسفليين والأحزاب الإسلامية فقط.. عقد لقاءات مباشرة مع المرشحين واختيار واحدٍ فقط بالإجماع
طرح مجلس إدارة الدعوة السلفية مبادرة لاختيار رئيس الجمهورية القادم بعد أن عقدت الدعوة عددا من اللقاءات مع المرشحين الذين وَصفوا أنفسهم صراحة بأنهم إسلاميون، موضحة أنه تم التحاور معهم حول برامجهم ورؤيتهم، وأنها تضع حصاد هذه اللقاءات تحت طلب أهل العلم والرأى والمشورة. وأكدت الدعوة السلفية فى بيان رسمى لها اليوم الثلاثاء، حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، أنها تخاطب كل القوى الفاعلة، والكيانات المؤثرة فى الساحة الإسلامية من أهل الفقه والعلم والخبرة فى شتى المجالات، ممن يجمعهم الولاء التام للمشروع الإسلامى، والحرص على إنجاحه وحمايته من الفشل، مستشهدة بقول الله تعالى: "وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ"، وقوله -عز وجل "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ". واقترح مجلس إدارة الدعوة السلفية أن يتم تشكيل "هيئة الشورى" مِن كل مَن يَقبل هذه المبادرة، ويلتزم المرشح الرئاسى بقبول مَن ترشحه الهيئات والجماعات الإسلامية، والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فى البرلمان المذكورة أسفله بعد تشاورها، موضحة أن الهيئات هى "الأزهر الشريف، جماعة الإخوان المسلمين، جماعة أنصار السنة المحمدية، الجماعة الإسلامية، الجمعية الشرعية، جماعة دعوة الحق، الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ومجلس شورى العلماء، الدعوة السلفية". كما طرح مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن يشارك فى "هيئة الشورى" كل من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فى البرلمان وهى: "حزب الحرية والعدالة، حزب النور، حزب البناء والتنمية، حزب الأصالة". وأكدت الدعوة السفية أن المبادرة هدفها إجراء حوار جماعى لكل الذين نخاطبهم، كى يتعرفوا مباشرة على المرشحين الإسلاميين، ويتواصلوا معهم وجهًا لوجه لا مِن خلال برامج "التوك شو"، ويطلعوا على برامجهم وطرائقهم فى معالجة قضايا الأمة الملحة، يعقب ذلك إجراء مناظرات حية، بدون تغطية إعلاميَّة، بين المرشحين أنفسهم، ليتم التقويم على يد المؤهَّلين لذلك بصورة حية مباشرة، ثم يتم اختيار واحدٍ منهم فقط بالإجماع، وإلا فبالأغلبية، ثم عليهم أن يجتمعوا على دعمه بكل قوة، ويَدْعوا الأمة إلى مساندته. وأوضحت الدعوة أن معايير انتخاب الرئيس القادم، هى "اختيار أكفأ المرشحين وأقدرهم على إدارة مرحلة "الرئيس الانتقالى" بأن يحقق ما أمكن مِن المصالح، ويدرأ ما أمكن مِن المفاسد"، إضافة إلى المعايير المقترحة وهى المعايير الشرعية المعروفة" وهى أن: "عاقلاً، حكيمًا، مستقرًا ومتوازنًا نفسيًّا، واسع الثقافة، ذا خبرة سياسية، وحِنكة إدارية عملية، صاحب رؤية ومشروع متكامل لإنقاذ البلاد، الانحياز إلى المطالب المشروعة للثورة وإقامة دولة العدل، يدير الرئاسة بمؤسسة رئاسية متكاملة تسودها روح الفريق الواحد، متمتعًا بقبول شعبى واسع، قادرًا على التحفيز وشحذ الهمم، قوى الشخصية، يُحسن تقدير ذاته، قادرًا على تحمل الضغوط، واتخاذ القرارات، وإدارة الأزمات بكفاءة، مُستقل الشخصية، غير قابل للخضوع للضغوط، مع مرونة، وبعد نظر واتساع أفق، مُعظمًا لمبدأ الشورى، ملتزمًا به واقعيًّا، يتعهد بإطلاق حرية الدعوة الإسلامية وحمايتها من خصومها، يتبنى خطابًا تصالحيًّا مع الداخل، مُطَمْئِنًا للخارج ما أمكن، حَسن العلاقة مع كافة أو أغلب الأطراف ذات التأثير فى هذه المرحلة، قادرًا على لَمِّ شمل المصريين الوطنيين بكافة أطيافهم حول مشروع إعادة بناء مصر، والتكاتف مِن أجل أن تنهض على قدميها مِن جديد. وأكدت الدعوة السلفية أن المرشح لا يجب أن لا يكون: "متهورًا، صداميًّا، مندفعًا بطبيعته، أو نرجسيًّا، أو به سمات "جنون العظمة"، وغيرها مِن اضطرابات الشخصية، أو حالمًا متمنيًّا، لا يقف على أرض الواقع، مشبوهًا أو متميِّعًا فى انتمائه العقدى لأهل السنة والجماعة، مستبدًّا، عنيدًا، ديكتاتورًا، قابلاً للفرعنة". وطالبت الدعوة فى المبادرة أن يلتزم المرشحون "نكران الذات وعدم التمحور حولها، وإعلاء "نحن" على حساب "أنا"، وأن يبادر المرشح بالتنازل لمن يراه أكفأ منه، وإلا فأن يتنازل المرشحون لمن يَتفق عليه المخاطَبون بهذه الأوراق إذا رأوا - بإجماع أو بأغلبية - أنه الأصلح، مؤكدة أن هذا المطلب هو الضمان الوحيد لخطورة تفتيت الأصوات أو احتمال التلاعب بها، قال الله تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال:46)، وقال الله عز وجل: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر:14)، فالحيدة عن هذه الخطة ما هى إلا ضعف فى العقل وخور فى الدين، وأن يتعهد كل مرشح "له برنامج جيد أو خبرة مميزة أو نصائح" بأن يبذل أقصى ما عنده للمرشح المختار، وأن يكون جنديًّا مدعِّمًا له. وقالت الدعوة إنه بعد الاتفاق على مرشَّح واحد سيتم عقد جلسة يُتَفق فيها معه على الضمانات التى تؤمِّن مخاوفَ مَن يُخالفه مِن عواقب عيوبه الشخصية، إن وُجدت، وبذلك يكون اجتهدهم فى تطبيق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّا وَاللَّهِ لا نُوَلِّى عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ وَلا أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ) (متفق عليه)، حيث يكون لأهل الشورى المخاطبين هنا دور أساس فى أن يقولوا للمرشح المختار بعد دراسة ورويَّة: "هى لكَ، وأنت أهل لها". وفى نفس الوقت أحسنَّا توجيه القاعدة الإسلامية الشعبية العريضة بصورة آمنة ومُطَمْئنَة إلى حسن الاختيار، كى يتم حشدهم على التصويت لصالحه، وساعدناهم على التفكير الصحيح، والقرار الصواب الذى به يُرضون ربهم -عز وجل- أمام صناديق الاقتراع، وجنَّبْنا الساحة الإسلامية شرور التشرذم والتفرق، واختلاف الكلمة. ووضعت الدعوة، عدد من المطالب سمتها ب"تنبيهات هامة"، هى حسن الظن بالمرشح الإسلامى هو الأصل، فكلهم متفقون على الحرص على تحقيق المشروع الإسلامى فى الجملة، وصيانته مِن الإخفاق والفش، يجب على المرشحين أن يُخاطِبوا أنصارهم بضرورة نبذ أسلوب إقصاء إخوانه المرشحين، و"شيطنة المنافس" ومَن يؤيدونه! وفرز الناس وتصنيفهم حسب الولاء لشخص المرشَّح، لأن هذا انحراف منهجى، غاية فى الخطورة، ضرورة انخلاع أهل الشورى عن الانتماءات الحزبية، والميول الشخصية، والحزازات النفسية عند بذل النصح للأمة، والانصهار فى مفهوم "السفينة الواحدة"، يجب أن تتم المفاضلة بين المرشحين بتجرد وإخلاص، ونزاهة وشفافية، ابتغاء وجه الله تعالى، ورفض مبدأ إخضاع "العقول المفكرة" للأمة، مِن أهل العلم بالشرع والخبرة بالواقع، لضغوط البعض أو ابتزازهم أو إرهابهم، فكل مَن يفكر مخلصًا لمصلحة الأمة يجب أن يتمتع بحصانة تُحَرره مِن تأثير الضغوط عند إعمال عقله، وقدح فكره، وشحذ ذهنه، وبذل جهده فى النصيحة، مشددة على ضرورة نبذ وإدانة أى سلوك يؤدى إلى تحطيم الكيانات والرموز الإسلامية القائمة، لأن فى هذا خَصمًا مِن رصيد العمل الإسلامى، وشقًّا لصف الأمة، وتخندقًا مع أعداء الدعوة.