زهرة أحمد السعيد

«ربيت أولادى المكفوفين أفضل من المبصرين»، بهذه الكلمة الموجزة، والعميقة فى دلالتها، عبرت السيدة الفاضلة زهرة أحمد السعيد ابنة محافظة كفر الشيخ عن رحلة كفاحها، والتى توجتها بالفوز بلقب الأم المثالية فى مصر للعام الجارى.
وبعد أن تطالع سيرة هذه السيدة العظيمة البالغة من العمر «55 عاما»، ستتأكد أن مصر مصونة بأمثالها، فالعطاء بصمت هو عنوان رحلتها، والاحتراق من أجل أبنائها هو مهنتها الجميلة، هى سيرة كل أم مصرية فى ريفنا، تنزف عمرها تحت الشمس، وتأوى أبناءها كل مساء.
زهرة أحمد السعيد، زوجة جندى بطل فى حرب أكتوبر عام 1973، تزوجته وعمرها 14 عاما، وابنة لوالدين مكفوفين، وخرجت من المرحلة الابتدائية لتكون عونا لهما وتعلمت الخياطة كوسيلة شريفة لكسب قوت يومها، ولما فوجئت بأن أولادها الثلاثة مكفوفون طالبها والدها بالصبر على البلوى، وحفظت القرآن الكريم فعلمته لأولادها، فكان الحصاد جميلا بحصولهم على شهادات جامعية، واعتمادهم على أنفسهم، وتقول عن ابنتيها: «تدخلان المطبخ وتشعلان البوتاجاز وتطبخان وتقدمان المساعدة لى».
ابنتها الكبرى رباب حصلت على ليسانس دراسات إسلامية قسم تفسير وقرآن جامعة الأزهر بتقدير جيد، وابنها الثانى هانى حصل على ليسانس أصول دين دعوة إسلامية جامعة الأزهر بتقدير جيد جدا، والثالثة دينا حصلت على ليسانس دراسات إسلامية قسم تفسير بتقدير جيد جدا، وتحضر رسالة الماجستير ومن هواة البرمجة والكمبيوتر.
«زهرة» ربت أبناءها كما يقول ابنها هانى ب«الفطرة»، وهو على حق بوصفه تلك الفطرة ب«عبقرية المرأة المصرية الأصيلة»، وهى تتابع الشأن العام، حيث أعلنت تأييدها حمدين صباحى فى انتخابات الرئاسة وتقول: «أتابع كل ما يقوم به تجاه وطنه وقوميته العربية، وكل ما قاله أو فعله ضد النظام السابق».
زهرة التى تصلى الفجر فى موعده، تحمد الله الذى رعاها فى رحلتها وتقول: «الحمد لله ربنا بارك لى فيهم، وكل ما أرجوه هو الحج إلى بيت الله تعالى حتى تكتمل فرحتى»، فهل تصل هذه الأمنية إلى المسؤولين لكى يحققوها لها مكافأة لرحلتها الجميلة؟