غرفة صغيرة مظلمة تتراكم بها الكراكيب والأشياء المهملة، اشتهرت بها بيوت الإسكندرية القديمة التى كانت "الصندرة" أو "غرفة الخزين" من أهم أركانها، يخزن بها أهل البيت أشياء مهملة ولكنها لا تقل أهمية عن ضرورة وجود هذه الغرفة بالنسبة لكل بيت إسكندرانى أصيل، وهى الغرفة التى من داخلها انطلقت فكرة جديدة لمجموعة شباب إسكندرانى قرروا أن يعطوا مفهوماً جديداً للمراكز الثقافية والإبداعية، فقرروا البحث فيما نسيناه والتفتيش عن المهمل من الأشياء الثمينة فى الحياة، ومن هنا أطلقوا "الصندرة" التى وجدوا بداخلها الكثير مما يستحق إعادة النظر. "الصندرة كراكيب كثيرة لكن مهمة" هو الشعار الذى اختاره 5 من الشباب على رأسهم "إيزيس خليل" صاحبة الفكرة، للمركز الثقافى الفريد من نوعه الذى احتفلوا بافتتاحه بمحافظة الإسكندرية، بهدف خلق نوع جديد من التواصل مع العالم، وإلغاء فكرة المراكز الثقافية التقليدية والمتمركز بالقاهرة فقط، ومن هنا بدءوا فى العمل بأيديهم لتصميم "الصندرة" بشكل جديد يحمل الطابع اليدوى فى كل شىء بداية من التصميمات والديكور، وصولاً إلى البرنامج الجديد للصندرة، لتتحول إلى ملتقى شعبى مفتوح "لكل الناس". "هدفنا كسر مركزية المراكز الثقافية فى مكان واحد، والتخفيف من حدة فكرة الثقافة الثقيلة على قلوب الكثيرين، ووضع مفهوم جديد سهل عن الثقافة يسمح بإقبال الجميع عليها" هكذا عبرت "إيزيس خليل" صاحبة الفكرة عن هدفها من التفكير فى إنشاء الصندرة التى بدأت عملها من أسبوع لتشهد إقبالاً غير متوقع من الجيران والمحيطين بالمركز إلى جانب من وصلت لهم الفكرة بعد الإعلان عنها. "مصطفى صقر" أحد الشباب المشاركين فى المشروع تحدث ل"اليوم السابع" عن فكرة "الصندرة" قائلاً: "الفكرة بدأت بهدف فتح ملتقى شعبى مفتوح للجميع، وهذا من خلال برنامج جديد لكل أنشطة الصندرة التى بدأت عملها منذ أسبوعين". وعن برنامج العمل قال "مصطفى": "البرنامج يبدأ بورش "الحكى والرسم" التى تعتمد على حكاية شخص يقوم بسردها ثم تعليم جمهور الورشة من الأطفال بكيفية صياغة الحكاية، والهدف منها تعليمهم كيفية إخراج ما بداخلهم بشكل صحيح من خلال أسلوب الحكاية، إلى جانب إتاحة الفرصة لعرض حكايات وتجارب مختلفة للأطفال وغيرهم من جماهير هذه الورشة". يكمل "مصطفى": "باقى برنامج "الصندرة" يشمل ورشا لصناعات يدوية مثل ورش الشمع والنحاس بأشكاله المختلفة التى تنتهى بمعرض للأعمال التى يشارك فيها الجميع بأسعار رمزية، يمكن من خلالها الإنفاق على المركز القائم على التمويل الذاتى، إلى جانب ورش تعليم اللغة الإنجليزية والكتابة وعمل الأفلام الوثائقية. أما عن الجانب الآخر من إبداع الصندرة يقول: "السينما" هى جزء أساسى من برنامج الصندرة، ولكن بشكل جديد تماماً، من خلال عرض أسبوعى لفيلم جديد ولكن ليس من الأفلام التقليدية وإنما للأفلام الإبداعية والوثائقية التى ينفذها الشباب والتى انتشرت فى الفترة الأخيرة مفجرة جانب جديد تماماً من الإبداع للشباب بأفكارهم الجديدة، إلى جانب الفرق الغنائية الشبابية الحديثة التى نحاول إعطاءها فرصة من خلال الصندرة، على أن يعقب العرض حلقة نقاش للجمهور لعرض الأفكار وأوجه الاستفادة من سينما "الصندرة". أنشطة أخرى كثيرة داخل الصندرة، مثل "المكتبة الدائمة" التى أضاف إليها الشباب جلسة أسبوعية لمناقشة موضوعات الكتب التى يختارها القراء بهدف كسر حدة الكتاب وصعوبته على القراء، وغيرها من الأنشطة التى حولت" الصندرة" بالنسبة لزوارها من مجرد فكرة إلى مكان ممتلئ بما يستحق البحث عنه، "المهم انك تفضل تدور".