نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية، أحياها الشعراء طلال سالم من الإمارات، إسماعيل ضوا من سوريا، و علي مي من فلسطين، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور اكتظت به قاعة المنتدى، وقدمتها الشاعرة السودانية مناهل فتحي، التي أشادت بما يقدمه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة للمبدعين في كل مكان. تناول الشعراء في قصائدهم قضايا الذات والأوطان وهموم الإنسان، وتعب السنين، والتأمل في الموجودات، مستلهمين من البيئة أسمى المعاني وأعذب الألحان، للوصول إلى الذائقة التي أرهقتها الحياة فوجدت الشعر ملاذاً والقصيدة بيتا، ووجدت في الدمعة مطراً يبل عطش الروح، وفي الزمن رحلة لالتقاء الأرواح خارج حدوده.
في بداية الأمسية قرأ الشاعر طلال سالم قصيدة "تعب السنين" التي استجمع فيها صوراً من الحاضر وذكريات من الماضي بإيقاعية شاملة تتجلي فيها مكوناته البنائية في كتابة قصيدة تعبر عن ذاته ومدى رؤيتها للآخر وتفاعلها مع سلبيات الحياة، وفي المقابل أبرز الشاعر في هذا النص مدى شفافيته في طرح نموذجه الإنساني وأسلوبه التعبيري في المواقف الطارئة التي تتجلى له على قارعة الحياة فيقول:
وأنا على تعب السنين أمرّني ولهاً على وجع الرصيف الدامي
فقرٌ بهِ بعض ابتساما ٍت أتت وتلوح بالأحلام في الأنغامِ
وأنين من مروا بغير نفاقهم وحنين من جاؤوا بلا أقلامي
لا شيء إلا الوقت يمخر صبرنا لا شيء يأتي بي على الإعلام
ثم قرأ من قصيدة "إلى البحر" التي وجه من خلالها خطابه للبحر بأسلوب جزل تتقارب فيه المعاني والصور المألوفة:
يا أيها البحر هل ما زلت تكتبني شواطئ الرمل مهما كنت منحسرا
أمر نحوي هنا مستسلماً لغتي تخيط دمعي أأطوي وعده سفرا
يمضي بي الزورق المجنون يعبرني يعطر النجم هل تدري هنا وطرا
قديمة كامتحان الصبر أغنيتي أعتق الحرف فيها كلما انهمرا
الشاعر إسماعيل ضوا افتتح قراءته بقصيدة "قُلْ دَمْعَتَكْ" التي يشع فيها حديث يتماهي مع تدخره نفسه من معاني وأفكار حيث يحاور دمعة ويقتفي أثرها ووينشد بجمالية مزهوة بالمشاعر المتدفقة في هذه الحياة التي تثير الشعراء وتجعلهم يطرحون أسئلتهم المتغيرة فيقول:
وألقى الشاعر علي مي قصيدة حملت عنوان "فمي الذي فوق الغصن" التي فاضت به نفسه الشاعر بالحنين وتمثلت في صور بديعة من الحب والجمال والحزن واتسعت للكثير من التفاصيل التي صاغها بأسلوبه التعبيري الجميل فيقول:
فَمي الذيِ فوقَ غُصنِ الحُبِّ ألمَحُهُ يَقولُ بالشَدوِ هذا الكون أصلِحُهُ
كَأنّهُ اقتَرحَ المَوالَ مُعجِزةً حتى يُغادرَ صَمتاً كَان يجرَحُهُ