شهد الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، والدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، صباح اليوم الأربعاء، انطلاق فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، فى دورته الأولى بمعبد الأقصر، والذى يستمر حتى 28 فبراير الجارى، وتقيمه مؤسسة الشباب السينمائيين المستقلين بالتعاون مع وزارتى السياحة والثقافة ومحافظة الأقصر والمجلس القومى للشباب والمركز الثقافى الفرنسى. وأكد وزير الثقافة فى كلمته، أن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يعتبر حدثاً سعيداً بين أحضان الحضارة المصرية القديمة التى تضرب بجذورها فى عمق القارة السوداء، ويأخذ منها الكثير ويعطونها، وهو ما يجعلنا إخوة وشركاء فى الطباع فى الحلم والخيال والوعى والفن والمصير؛ فمصر ارتوت من رحيق قارتها الإفريقية، وأعادتها إليها ثمارًا حضارية وثقافية ونضالاً مشترك من أجل الحرية. ورأى "عبد الحميد" أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية خطوة متأخرة، وأنه لإخواننا الأفارقة عتاب علينا فى هذا المجال؛ لنؤكد أننا كمصريين مثقفين وفنانين وشعب؛ لم ننس أفريقيا يومًا، ولم نخلع عباءتها السمراء من جلودنا، لأن أفريقيا كانت على الدوام فى قلوبنا وعقولنا فى كل لحظة، وما حدث من قطيعة أو بُعد مُفتعل هو من فعل شيطان السياسة والأنظمة الحاكمة، ولم يمثل أبداً رأى الشعوب. وأوضح عبد الحميد أنه؛ قد تحقق الحلم بمدد من ثورة 25 يناير، وولد مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ليمثل منتدياً سنوياً ومظلة يجتمع تحتها عشاق الفن السابع وصُناعه فى كل عام يتنافسون ويتناقشون ويتبادلون المعارف والخبرات؛ مؤكداً أنه يوم تاريخى لنضع اللبنة الأولى لهذا الحدث الفنى والثقافى. وأكد عبد الحميد على أن مصر بلد الأمن والأمان، وبها كنوز مصرية، وأن الأمور بدأت فى العودة تدريجياً، وستكون مصر أفضل وأفضل بمزيد من العمل والجهد، مضيفاً "أننا جئنا اليوم ليس فقط لافتتاح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية؛ ولكن لمشروع من المشروعات الثقافية بالأقصر؛ وهى تفقدنا لقرية حسن فتحى بالبر الغربى وقصر ثقافة الأقصر الجديد". كما أعرب د.عزت سعد عن مدى سعادته بأن تستضيف الأقصر فعاليات هذا العرض الثقافى الأفريقى الأول؛ لأن الأقصر كانت منذ آلاف السنين بوابة مصر لأفريقيا، فما زالت جدران معابدها تُخلد أول رحلة للمصريين القدماء إلى "بونت" الصومال حالياً؛ فيما يعتبر أول تمثيل دبلوماسى وتجارى عرفته البشرية منذ ألفى عام قبل الميلاد فى رحلة الملكة حتشبسوت لأفريقيا؛ فانعقاد هذه الدورة تعتبر الخطوة الأولى على طريق التفاعل والتعاون مع الدول الأفريقية؛ فالثقافة والفنون هى المفتاح الأول لمعرفة شعوب القارة بعضها لبعض، والتعرف على آمال وأحلام وآلام تلك الشعوب؛ مؤكدًا أن من أهم تجليات ثورة 25 يناير المجيدة هو انعقاد هذا العرس الثقافى على الأراضى المصرية، وما يحمله من دلالات بالغة فى عودة الروح والدفء لعلاقات مصر بمحيطها الأفريقى. وأشار سيد فؤاد رئيس المهرجان إلى أن هذا المهرجان هو لكل المصريين والفن والثقافة والتلاقى بين أبناء القارة السمراء؛ فهو حلم تبنته مؤسسة الشباب المستقلين ودعمته وزارة الثقافة والسياحة ومحافظة الأقصر وجهات عديدة؛ مضيفاً "لقد تحقق هذا الحلم من رحم ثورة 25 يناير". ثم قام وزير الثقافة ومحافظ الأقصر بتكريم المخرج داوود عبد السيد عن مجمل أعماله، وإهداء الدورة الأولى لروح الفنانين الراحلين رضوان الكاشف وسوتيجية كواياتى من بوركينا فاسو؛ وأعقب ذلك عرض لفيلم "تيزا" من إخراج هايلى جريما. تضمن حفل الافتتاح نقل جميع ضيوف المهرجان من المكرمين ونجوم وصناع أفلام وشباب الملتقى عبر ثلاث مراكب فرعونية ذهبية بمصاحبة الطبول الشعبية، لتصل المراكب بالضيوف لمعبد الأقصر، فى وسط حشد كبير من الفنانين والجماهير وأنغام الطبول والرقصات استقبلتهم فرقة توشكى للفنون الشعبية بتقديم بعض الرقصات النوبية، أعقب ذلك تقديم ثلاث رقصات تعبر عن البيئة الصعيدية والقاهرة وبحرى للفرقة القومية للفنون الشعبية وموسيقى الرانجو لفرفة جنوب السودان؛ إلى جانب تقديم عروض فنية لفرقة الأقصر للفنون الشعبية. يرأس المهرجان سيد فؤاد؛ وتتولى إدارته عزة الحسينى، بحضور عشرة سفراء ممثلين لبعض الدول الأفريقية المشاركة بالمهرجان ونجوم السينما الأفريقية والمصرية؛ إلى جانب نخبة كبيرة من النجوم المصريين والعرب والأفارقة، منهم محمود حميدة، هند صبرى، ليلى علوى، المخرج خالد يوسف، هانى سلامة، هانى رمزى، لبلبة، يسرا، والمخرج محمد خان، وشارك هانى سلامة وإنجى فى تقديم حفل الافتتاح؛ كما شارك المخرج خالد يوسف فى تقديم أعضاء لجنة التحكيم.
