شهدت محافظة الإسكندرية تغييرات مناخية واضحة هذا الشتاء ،فاجئت أهالى الإسكندرية، حيث حملت تلك التغييرات المناخية ، نوات "المكنسة " و"الكرم" لتتصدر المشهد، وتأتى فى الصدارة بسبب شدتها ، وهو ما تجلى فى الظواهر الجوية المصاحبة لنوة " المكنسة" و نوة " الكرم" من ارتفاع الأمواج و سرعة الرياح و غزارة الأمطار ، مع تراجع شدة نوات أخرى مثل "الفيضة "و"رأس السنة". ولقد ضربت "نوة الكرم"- والتى تعتبر أقوى نوات هذا الشتاء حتى الأن - الإسكندرية لمدة 7 أيام بموجة من الطقس السئ،حيث هطول الأمطار الرعدية الغزيرة يصاحبها حبات البرد والثلوج فى بعض الأحياء، بالإضافة الى الإنخفاض الكبير فى درجات الحرارة،حيث سجلت الإسكندرية خلال تلك النوة 17 فى العظمى و11 فى الصغرى ، مع سرعة الرياح التى بلغت الى 80 كم فى الساعة
أما نوة "المكنسة " ونوة "باقى المكنسة" والتى ضربت الإسكندرية فى شهر نوفمبر الماضى، وتميزت بشدتها أيضاو التيارات البحرية الشديدة وارتفاع الأمواج، مما أدى إلى نحر وتأكل شاطئ "سيدى بشر"، وخلال تلك النوة تهدم سلم البرجولة المتواجدة على الشاطئ، كما تهدم تماما السلم المؤدى للشاطئ، بعد النحر والتأكل التى تعرضت لها الرمال أسفل السلم المؤدى إلى الشاطئ مباشرة ،وهو الامر الذى أدى الى تصدع الكورنيش فى نوة "الكرم" فيما بعد، خاصة بعد وصول الأمواج وتلاطمها بسور الكورنيش مباشرة.
ومازالت التغيرات المناخية مستمرة بالإسكندرية ،فعلى الرغم من أن شهر "طوبة" هو أكثر أشهر الشتاء برودة ،حيث قيل عنه أن "طوبة يخلى الصبية كركوبة" ، الإ أن هذا الشتاء شهدت الإسكندرية غالبية الايام طقس شتوى معتدل مع سطوع الشمس فيما عدا بعض الايام الممطرة نتيجة هبوب النوات المعتادة ، و التى لم تكن منتظمة أيضا فى موعدها أو الظواهر الجوية المصاحبه لها ،وتفوق شهر "أمشير" من حيث البرودة القارسة و انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية فى هذا الشهر .
كما شهد هذا الشتاء أيضا اختفاء بعض النوات تماما التى لم تهب على الإسكندرية مثل نوة " قاسم " و نوة " الغطاس" التى شهدت الإسكندرية خلالها أجواء شتوية دافئة ،بالاضافة الى تراجع شدة نوات " الفيضة " و " رأس السنة" ،و نوة " عيد الميلاد "
وتضرب محافظة الإسكندرية ، كل عام عدد من النوات يأتى معظمها خلال فصل الشتاء ، وقد تصل عددها الى 15 نوة ، تحمل ظواهر جوية مختلفة وفق الموعد الذى تضرب فية النوة المدينة الساحلية ، فهناك بعض النوات تضرب الإسكندرية خلال فصل الخريف و معظمها خلال فصل الشتاء ، و قد تمتد النوات الممطرة الى أوائل فصل الربيع ، فى حين لا يخلو فصل الشتاء من بعض النوات أيضا التى تتسبب فى ارتفاع الأمواج
ونستعرض فى السطور التالية نوات الشتاء القادمة بالاسكندرية ومواعيدها والظواهر الجوية المصاحبة لها:
نوة الشمس الصغرى.. أمطار والشمس ساطعة
نوة الشمس الصغيرة وهى تستمر 3 أيام فقط وسميت بهذا الاسم لأن الشمس تظل ساطعة حتى فى فترات تساقط الأمطار، وتهب على الإسكندرية فى منتصف شهر فبراير ويصاحبها رياح غربية وتكون شديدة الأمطار.
نوة السلوم.. يومين فقط
نوة السلوم وتهب على الإسكندرية فى أوائل شهر مارس وتستمر لمدة يومين فقط وتهب على الإسكندرية خلالها رياح جنوبية غربية يصاحبها الأمطار، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لهبوب رياح غربية من جهة السلوم.
نوة الحسوم.. أشد النوات برق ورعد
نوة الحسوم وهى من أشد النوات التى تهب على عروس البحر المتوسط، وتهب فى الاسبوع الاول من شهر مارس، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لشدتها ولأنها تتميز ببرق ورعد شديدين وهطول الأمطار وتعتبر آخر النوات الممطرة الشديدة التى تهب على الإسكندرية.
نوة الشمس الكبرى.. رياح بلا أمطار
نوة الشمس الكبيرة وتستمر يومين وتهب على الإسكندرية رياح شرقية ولكنها غير ممطرة وسميت بهذا الاسم لأن سطوع الشمس تزداد خلالها قوة.
نوة عوة.. آخر النوات الباردة
نوة عوة وتهب على الإسكندرية فى الأسبوع الأخير من شهر مارس، وهى نوة شديدة تهب خلالها رياح شرقية وتستمر لمدة أيام، وتعتبر آخر النوات الباردة واختلف الكثيرون على سبب تسميتها ولا يعرف احد سبب تسميتها بهذا الاسم.
نوة " غسيل البلح" وهى النوه الممطرة الوحيدة التى تأتى فى فصل الصيف
تعد نوة " غسيل البلح" هى النوه الوحيدة الصيفية،وتأتى فى العشرة أيام الأولى من شهر سبتمبر ،و تستمر لمدة من يومين الى 3 أيام ، وأطلق عليها أهالى الإسكندرية هذا الاسم نظرا لكونها تتزامن مع موسم طرح البلح على النخيل، ويصاحبها الأمطار الخفيفة ،بما اعتبره الأهالى غسيل للبلح ويعيطة مذاق أكثر حلاوة ، وتتميز أيضا بالرياح وارتفاع الأمواج.