ما زال رجال النيابة يواصلون التحقيقات للكشف عن السيناريو الحقيقى للأحداث الدامية فى بورسعيد، والذى راح ضحيته أكثر من 74 شخصت ومئات المصابين، مع التحركات الفعالة من رجال الشرطة وضبط عدد كبير من المتهمين، وأصبح هناك انتظار من أهالى الضحايا وملايين المصريين للقصاص من القتلة. لكن الغريب أن هناك أشخاصا يتلاعبون بمشاعر الناس ويحاولون تخليص عقدهم وحساباتهم الشخصية من داخل المشهد الأليم بالإعلان عن توصلهم إلى خيوط وهمية عن متورطين، مثلما خرج البعض ليؤكد أن التوأم حسام وإبراهيم حسن المسئولان عن القيادة الفنية للمصرى فى مباراة المجزرة، وهم من حرض بعض المجرمين على قتل جمهور الأتراس، وهذا بالطبع يعد لهوا وعبثا وكذبا، لأن كاميرات التليفزيون رصدت وجود التوأم فى الملعب يدافعون عن لاعبى الأهلى بأجسادهم، والكل شاهد منظر احتضان إبراهيم حسن لشريف إكرامى، ومحاولة حمايته من البورسعيدية، بخلاف القرار السريع من التوأم بالاستقالة من تدريب المصرى، اعتراضا على الأحداث الدامية وقتل الأبرياء. وأيضا لا بد أن نتوقف أمام ما يحدث مع فهيم عمر حكم المباراة، والذى يوجه له بعض الجهلاء اتهامات بأنه المسئول عن المذبحة، بحجة إصراره على لعب اللقاء رغم نزول الجماهير للملعب عدة مرات، وهذا بالطبع كلام غريب، لأن خبراء التحكيم والمدربين أكدوا أن موقف الحكم الدولى كان نموذجياً وشجاعاً، لأن أى قرار إلغاء غير منطقى، فأحداث المباراة كانت عادية ولم تشهد خلال ال90 دقيقة أحداثا تستوجب الطرد والكارثة حدثت بعد صافرة النهاية، وهذا مسئولية الأمن وكان من الممكن أن تنفذ المؤامرة فى طريق عودة الألتراس للقاهرة. وهنا نقف بالعتاب على الكبار طه إسماعيل وعصام عبد المنعم، وزكريا ناصف نجوم مصر والأهلى، والذين كان تحدثوا كثيرا عن الإلغاء الواجب فى كلام عاطفى بعيدا عن المنطقية، ولعل الكابتن عصام عبد المنعم تحديداً كان له سابقة معروفة عام 2004 عندما كان رئيساً لاتحاد الكرة، وتقرر إقامة مباراة المصرى والأهلى بدون جمهور، عقاباً لتجاوزات البورسعيدية فى لقاء سابق وقبل مباراة الأهلى بساعات قليلة قرر عبد المنعم تأجيل اللقاء لظروف أمنية ورضخ لضغوظ رجال النادى المصرى، وأقيمت المباراة بجمهور مجاملة للبورسعيدية.