شهود عيان أدلوا بشهادتهم ولديهم استعداد كامل لتوثيقها للجنة تقصى الحقائق بهدف الوصول إلى القصاص من القتلة الخونة الذين باعوا ضمائرهم لإرضاء حكومة «طرة» ظنوا أنهم فى مأمن من الملاحقة. فهيم عمر حكم اللقاء «المذبحة» يروى تفاصيل المرارة.. ومعه آخرون فى مواقع أداء عملهم.. فماذا قالوا..؟! يروى فهيم عمر أن ما حدث فى بورسعيد كارثة بكل المقاييس ولم يسبق لها مثيل فى العالم أجمع وليس فى مصر فقط. وذهبت أرواح هؤلاء دون أى سبب لمجرد تشجيعهم لفريقهم. وأكد أنه لا يوجد سوى القصاص من هؤلاء المجرمين. وقال فهيم إن هذا المشهد الصعب الذى رآه هو أسوأ ما مر عليه فى حياته الكروية والعملية، وأنا أو غيرى لم نفكر ولو لثانية واحدة أو يخطر على عقل أى أحد فى مصر أن الأمور تنتهى هذه النهاية الحزينة المخيبة لكل مصرى ليس لشعب بورسعيد فقط. ولو كنت أعلم بهذا ما أدرت المباراة نهائيا مهما كانت العواقب على طاقم التحكيم. وعن تواجد الجماهير فى أرض الملعب قال: أنا سألت مسئول الأمن وقلت له من هؤلاء وما صفاتهم؟ فرد: إنهم مباحث ويقومون بتأمين المباراة. والمفاجأة الكبرى التى رواها حكم اللقاء أن رجال الشرطة هم من حموا بعض البلطجية داخل الملعب وتعامل فهيم عمر بناء على حوار مسئول الأمن وأكد أنه لو كان يعرف أن هؤلاء غير ذلك ما أكمل المباراة. وحمّل فهيم عمر مسئولية ما حدث لكل من سمح بلعب الدورى بحضور جماهيرى خصوصا بعد مباراة المحلة وما حدث بها من نزول أرض الملعب واعتداء على الحكام وأشار حكم اللقاء إلى أنه سعيد بإدارة مباراة قوية مثل هذه المباراة ولم يتأثر بأحداث شغب جماهير بورسعيد وأعطى كلا الفريقين حقهما وإنا لله وإنا إليه راجعون. وعن الأموات فى مذبحة بورسعيد يقول إنه تأثر كثيرا بهؤلاء الشباب الصغار وتذكر وفاة ابنته وهى أقل منهم فى العمر وأنا أعرف إحساس أسر الضحايا وأقول لها من جديد لو أعلم ما كنت نزلت أرض الملعب نهائيا. أما عبد الحميد رضوان مراقب مباراة المصرى والأهلى التى حدثت فيها كارثة عالمية بوفاة 75 شخصا من مشجعى الأهلى وأكثر من 200 مصاب، فقال: فى البداية أحمّل لجنة المسابقات والاتحاد تبعة كل ما وقع فى استاد بورسعيد وأحمّل أيضاً الأمن المسئولية مشتركة مع الاتحاد المصرى لكرة القدم ما حدث فى استاد الموت، اتحاد الكرة كان على علم بأحداث شغب قبلها بأسبوع وكانت توجد أحداث شغب فى مباراة الاتحاد السكندرى، وكان يجب على الجبلاية أخذ الاحتياطات الأمنية الكافية وتأمين جمهور الأهلى ولاعبيه وكل عناصر اللعبة. وأشار رضوان لحكم اللقاء قبل بداية المباراة بعدم التسرع فى أخذ القرارات والتأنى فى التعامل مع أى فعل يحدث داخل الملعب نظرا لحساسية الأجواء المصاحبة لهذا اللقاء الجماهيرى وعلق على واقعة الصواريخ التى تم إطلاقها من قبل جمهور المصرى أنه ظاهرة لم يرها من قبل فى أى ملعب وسمع شتائم للحكام وفهيم عمر بالأخص ليس لها أول ولا آخر. وأكد على أن المباراة شهدت نزول عدد من جماهير المصرى أكثر من مرة ويتدخل مسئولون أو لاعبون من المصرى ويصعدون مرة أخرى إلى المدرج، لكنه لم يكن يتوقع المجزرة التى حدثت والتى أذهلت طاقم الحكام عندما ذهبت إلى حجرة خلع الملابس الخاصة بهم وهناك سمعنا أن واحداً من الجمهور لقى مصرعه وبعد ذلك وجدنا جثثاً ليست قليلة مما أدى إلى انهيار طاقم التحكيم. وأشاد رضوان بالدور الذى قام به إبراهيم حسن لإنقاذ نجوم الأهلى وعدم التفكير فى العواقب التى من الممكن أن يتعرض لها إبراهيم حسن فى حالة الهرج والمرج التى كانت فى استاد بورسعيد، وطالب رضوان القائمين على المسابقة بأن تتم إقامة المباريات بدون جمهور مطلقا كما هو الحال فى تونس ويجب وجود حزم وحسم ضد أية جهة أو أفراد يخّربون البلد أو الرياضة المصرية. وعلق عصام صيام رئيس لجنة الحكام المصرية حزيناً على ما حدث فى بورسعيد بعد مباراة المصرى والأهلى والتى راح ضحيتها جمهور الألتراس الأهلاوى بأنها كارثة ومأساة للرياضة المصرية ولن تنسى أبداً فى تاريخ الكرة فى العالم وأنه تسلم تقارير مراقب لجنة الحكام عبد الحميد رضوان ومراقب لجنة المسابقات محمد بخيت وأرجع الأول المسئولية كاملة إلى الأمن وأنها عملية مدبرة ومرتب لها من قبل المباراة. وأما مراقب لجنة المسابقات، فقد أدان الأمن وقال إن له دورا كبيرا فيما حدث لجمهور النادى الأهلى وأن المباراة أقيمت فى أجواء إرهابية وشاهد عدداً من الأشخاص وأشكالهم تبدو غريبة فى أرض الملعب وطلب من مسئول الأمن إخراجهم فقال إنهم أفراد أمن تابعون لهم. وأضاف صيام أن هذا مضمون ما فى التقريرين. ورد على بخيت بأن طاقم التحكيم وبالأخص فهيم عمر أدار لقاء رائعاً والجميع شاهد ذلك ولم يتأثر بكل الأحداث من جماهير بورسعيد. وإذا ألغى فهيم عمر اللقاء قبل انتهائه لحدثت كارثة أكبر من تلك الكارثة، وقال إن التقرير جاهز عند طلبه من لجنة تقصى الحقائق لأحداث بورسعيد وأن ما فعله حكم اللقاء هو الصواب. والغريب أن المصرى فاز على الأهلى بثلاثية ورغم ذلك تمت الكارثة وهذا يؤكد أن كل هذه الأفعال كان مبيتاً لها من قبل وأنها كانت سوف تحدث لا محالة.