مستشار بهيئة الدولة يطالب بالتخلص من أتباع النظام السابق

أكد المستشار أحمد كشك، عضو هيئة قضايا الدولة، أن ثورة 25 يناير قامت من أجل إسقاط نظام دكتاتورى فاسد، وأن هذه الثورة نجحت فى الإطاحة برأس النظام، ويجب أن تستمر حتى يتم الخلاص من جسد النظام، والمتمثل فى أتباع النظام السابق المنتشرين فى كافة المصالح والهيئات الحكومية، والذين يمثلون رؤوس هذه الهيئات، ورجال الصف الأول والثانى فيها، ولولاهم ما تمكن رأس النظام السابق من نشر الفساد فى ربوع مصر.
وشدد "كشك" على أن هؤلاء ما زالوا يطبقون فكر النظام السابق بكل مساوئه، الأمر الذى أشعر غالبية المصريين بعدم وجود تغيير فى النظام الإدارى فى الدولة، حيث ازداد الفساد وتضخم الروتين الحكومى، وأصبح رؤساء المصالح والهيئات المكونة للدولة، كل فى مكانه، دكتاتورًا صغيرًا يحتاج إلى ثورة لإزاحته.
وأشار "كشك" إلى أن الأمر طبيعى ويتفق وطريقة إعداد هؤلاء الأشخاص الذين نشأوا لعشرات السنين فى ظل الدكتاتورية الإدارية، ومارسوها فى أبشع صورها دون رادع من شرع أو قانون، ولذلك فمن المستحيل أن يتواءم القادة الإداريون فى الدولة مع مطالب الثوار، أو الشعب المصرى، فى التطلع إلى الحرية والديمقراطية، ولذلك فلا سبيل إلى الإصلاح الإدارى إلا بأبعاد رجال الصف الأول والثانى فى كافة المصالح والهيئات المكونة للدولة عن مراكز اتخاذ القرار، وأن يعهد بإدارة هذه المصالح للشباب بعد إعدادهم جيدًا عن طريق تنظيم دورات قصيرة ومكثفة فى كيفية إدارة مؤسسات الدولة ومصالحها بالطرق الديمقراطية، والتى تضمن اختيار أكفأ العناصر لإدارة هذه المؤسسات.
وأضاف "كشك" أنه بتلك الطريقة تتخلص الدولة من الحكم الديكتاتورى للأبد، سواء حكم الدولة أو حكم الهيئات والمؤسسات المكونة لها، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر شديد، وبطريقة سلمية بحتة، يقوم بها الثوار الحقيقيون بعيدًا عن أعمال البلطجة حتى لا تسقط الدولة ذاتها، فتطهير وزارة الداخلية التى يطالب بها البعض، على سبيل المثال، لا يتم بمحاولات اقتحام الوزارة أو أقسام الشرطة، أو حتى بسب أفراد الشرطة وقذفهم بالحجارة، فهذا العمل لا يمكن أن يقوم به ثوار 25 يناير، نظرًا لما يترتب عليه من المساس بهيبة الدولة المصرية وإسقاطها، وهذا ليس هدف الثوار بكل تأكيد، وإنما يتم التغيير بطريق الاحتجاج السلمى الذى يحافظ على مؤسسات الدولة ومصالحها التى هى ملك للشعب، والمطالبة بمحاسبة المقصرين فى أداء واجبات وظيفتهم من رجال الشرطة وغيرهم وفقًا لأحكام القانون، وكذلك الأمر بالنسبة لباقى مؤسسات الدولة.
وطالب "كشك" الثوار الحقيقيين بأن يأخذوا حذرهم ويمنعوا المندسين من البلطجية وعملاء النظام السابق من وقفاتهم السلمية، حتى لا يقومون بعمليات القتل وتدمير ممتلكات الدولة، وبهذا فقط نصل إلى التغيير المنشود المتمثل فى إسقاط النظام الدكتاتورى بكافة مؤسسات الدولة، دون إسقاط الدولة ذاتها، مع ملاحظة عدم استعجال النتائج نظرًا لأن الإدارة الديمقراطية هى فى حقيقتها سلوك إنسانى، ومن ثم فمن الطبيعى أن يستغرق فترة من الوقت حتى يصبح عادة يلتزم بها الحكام والمحكومون بطريقة تلقائية.
وناشد "كشك" الثوار بأن يجعلوا وقفاتهم المطالبة بالتغيير مقصورة على ميدان التحرير، وأن يبتعدوا عن المصالح والهيئات الحكومية حتى يفوتوا الفرصة على أعداء الثورة فى استغلال هذه الوقفات النبيلة فى تنفيذ مخططاتهم، كما يتحتم على الأجهزة الأمنية أن تتعامل بشدة وحزم مع البلطجية حتى يتم القضاء على ظاهرة البلطجة بوصفها الخطر الأعظم الذى يهدد الدولة المصرية وثورتها المباركة.