هى الكورة الملعونة التى هوست كبارا وصغارا.. السيناريو الأفضل على الإطلاق، والخطة محبوكة ولن يشكك فى مصداقيتها أحد، والضحية ودافع الثمن واحد "الدم المصرى"! ثم يكتمل السيناريو وتُشكل لجنة تقصى حقائق ليُعرف السبب ويُبطل العجب، وتُضاف ضمن قائمة انتظار طويلة لخيانة وتؤاطؤ فى جبين أبناء الوطن، ومن جهة أخرى فرصة لمجلس الشعب يعقد له جلستين يتبارى نوابه قليلا بقدراتهم الانفعالية والبلاغية فى إصدار القرارات التى لا تُنفذ! والفاعل مجهول أو لهو خفى يجيد الاختباء والظهور! لم أنم منذ الأمس فقط لكى لا تفوتنى الأخبار أول بأول! بكيت لبلد يحكمها شيوخها وتدفن شبابها فى التراب! فالرسالة وراء ما يحدث واضحة وصريحة، أعلنها المخلوع بنفس الوقت من العام السابق "أنا ومن بعدى الفوضى!"، وكأن علينا أن نصدق بأن الشباب الطاهر الذى أسقط رأس النظام بالعام الماضى هو هو ذاك المتهور الذى عاث فسادا ببلده وهدر دم أخاه لأجل الكورة! وفى الأقصر ليسوا بعيدا عنا بالأمس أيضا أعلن صعايدة الوادى العصيان وهددوا بإغراق البلد! ناهيك عن خطف واحتجاز رهائن أجانب! لأجل ماذا؟.. البطالة وتنشيط السياحة! فرصة لتنشيط الفوضى شمالا وجنوبا. ولكن تواطؤ جهاز الشرطة هذه المرة صريح، ولا شك فى أنه شريك إن لم يكن مدبر للتطورات التى حدثت بالاستاد بالأمس القريب، نعم كل مصرى مات بالأمس نحتسبه عند الله شهيدا، ولكن أيها المخلوع كم تحتاج من دم المصريين لتصنع منهم تورتة احتفال بقاءك على الفوضى لبلادنا عاما كامل من بعد تنحيك؟ أم أن المجلس العسكرى هو من تبرع بتجهيز الحفلة على خلفية الشعائر الكلاسيكية التى حدثت يوم "موقعة الجمل"، وإحضار التورتة، والثمن "دم المصرى" الغلبان، الذى دفع ويدفع ثمن حريته وحرية مصر من دم خيرة شبابه! عُذرا فكما اخترتم الاحتفال وتجهيز التورتة ل"ذكرى موقعة الجمل" على طريقتكم الرخيصة، نحن - المصريون - لدينا أيضا احتفالنا الخاص ب" ذكرى التنحى" للمخلوع وأعوانه.