أجرى محمد عمرو وزير الخارجية، سلسلة من اللقاءات عالية المستوى فور وصوله أمس السبت إلى ميونخ، على هامش مشاركته فى مؤتمر ميونخ للأمن، حيث التقى أمس بكل من وزيرة الخارجية الأمريكية وروبرت زوليك رئيس البنك الدولى ووزراء خارجية أسترالياوأرمينيا والتشيك. وأشار المستشار عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إلى أن لقاء الوزير عمرو بوزيرة الخارجية الأمريكية، قد انصب على بحث أوضاع منظمات المجتمع المدنى الأمريكية العاملة فى مصر، حيث أكد محمد عمرو على ضرورة اتباع جميع المنظمات العاملة فى مصر، أيا كانت جنسيتها، للقانون المصرى فيما يتعلق بإجراءات التسجيل وممارستها لأنشطتها، وفيما يتعلق بالمعهدين الديمقراطى والجمهورى وما يتصل بمنع مسئوليهما من السفر إلى حين استكمال التحقيق معهما، أكد عمرو أن هذه مسألة قضائية بحتة يتناولها قاضيا التحقيق المصريان ولاتملك الحكومة المصرية التدخل فيها، مشددا على ضرورة احترام استقلالية القضاء المصرى. وأضاف رشدى أن جميع المسئولين الذين التقى بهم الوزير عمرو قد أعربوا عن تعازيهم فى ضحايا إستاد بورسعيد، مؤكدين على تضامن بلادهم مع الشعب المصرى فى هذه الكارثة الإنسانية التى ألمت بالشعب المصرى. وتناول محمد عمرو خلال لقائه برئيس البنك الدولى الأزمة الاقتصادية التى تواجه البلاد، مؤكدا متانة دعائم الاقتصاد المصرى وأن ما يواجه مصر لا يعدو كونه مشكلة تدفقات نقدية طارئة سيتجاوزها الاقتصاد المصرى إذا ما تم تدعيم الموازنة العامة للبلاد، مشيرا إلى أن كثيرا من الوعود التى قدمت إلى مصر بالمساعدة والدعم الاقتصادى لم تتحقق بعد، كما نوه عمرو بقرب توصل مصر إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى، بما سيعكس ثقة الصندوق فى استقرار الاقتصاد المصرى، وأكد عمرو ضمان الحكومة المصرية لجميع الاستثمارات الأجنبية فى مصر، ومن جانبه أعرب زوليك عن استعداد البنك الدولى لدعم المشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم فى مصر. من ناحية أخرى، أكد عمرو خلال لقائه بنظيره التشيكى كارل شفارزنبرج على تطلع مصر لدعم التعاون بين البلدين فى مجالات الاستثمار وتنشيط السياحة التشيكية، وهو ما أمن عليه الوزير التشيكى مؤكدا اعتزامه زيارة مصر فى شهر أبريل المقبل على رأس وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين، لبحث تنشيط الاستثمارات التشيكية فى مصر. وأضاف رشدى أن تنشيط الاستثمارات والسياحة إلى مصر كان أيضا على رأس الموضوعات التى بحثها محمد عمرو مع نظيره الأسترالى كيفين رود، الذى وعد بالنظر بإيجابية فى دعم الاستثمارات الأسترالية فى مصر وتكثيف زيارات وفود رجال الأعمال إلى القاهرة. وخلال لقائه بوزير الخارجية المصرى، أعرب إدوارد نالبانديان وزير خارجية أرمينيا عن اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية التى تربطها بمصر وبالحفاوة التى تلقاها الجالية الأرمينية فى مصر، مؤكدا اهتمام بلاده بزيادة التعاون مع مصر فى مجال السياحة، خاصة مع استئناف سياحة الشارتر من أرمينيا إلى شرم الشيخ بدءا من نوفمبر الماضى. ومن المعروف أن مؤتمر ميونخ قد تأسس عام 1962 بهدف بحث التهديدات الأمنية فى المنطقة أوروبا-الأطلنطيك، ثم اتسع نطاقه تدريجيا حتى بات من أهم المحافل الدولية التى تتناول منظومة الأمن العالمى فى مجملها، وعادة ما يجرى فى إطاره بحث الموضوعات المتعلقة بالإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وتحديات السلام فى الشرق الأوسط والأزمات المالية والاقتصادية العالمية وباقى المشكلات الدولية الرئيسية. وتركز الدورة الحالية للمنتدى على التداعيات الإقليمية والعالمية للربيع العربى، بالإضافة إلى عدد من العناوين الفرعية مثل بناء الشرق الأوسط الجديد وصعود الدور الآسيوى عالميا والأزمة المالية العالمية. ورغم ازدحام جدول محمد عمرو وزير الخارجية، إلا أنه حرص على المشاركة فى المنتدى لأهميته بالنسبة لعرض الموقف فى مصر وتوضيح حقائق المرحلة التى تمر بها مصر أمام العالم الخارجى، وكذلك لحشد الدعم لجهود تنشيط الاقتصاد المصرى، حيث يلقى اليوم كلمة أمام الجلسة المخصصة لبحث الربيع العربى، والتى يشارك معه فيها كل من رئيس وزراء ليبيا ووزير داخلية تونس، وذلك قبل عودته إلى القاهرة مساء اليوم الأحد.