الحال فى مصر يدمى القلب، فوضى عارمة وانفلات فى كل شىء وفى كل مكان، وكأننا أصبحنا فى غابة من غابات أفريقيا، كل قطيع من حيوانات الغابة يسير فى اتجاه، إلا أن تتقاطع الطرق فيفتك القوى بالضعيف والكثير بالقليل، فهل قامت الثورة من أجل ذلك؟!! قامت الثورة من أجل أهداف وغايات نبيلة وكانت بوسائل أكثر نبلاً، فأثارت اهتمام أهل الأرض من عرب وعجم فأشاد بها الجميع حتى عانقت رؤوسنا نحن المصريين نجوم السماء فخراً واعتزازاً بثورتنا وفرحنا بسقوط طغاةٍِ كان التفكير فى المساس بهم كفراً، وسالت دموعنا على شهداءٍ سالت دماؤهم لتروى عزائمنا إصراراً على أن نكون فداءً ووقوداً لثورتنا. عرف المصريون كيف يكونوا ثواراً بحق، ولكن المطالع للمشهد الآن وما يعتريه من فرقة وتشرذم يجد أن الثورة والحق تفرق دمهم بين الفصائل، كل فصيل يرى أنه الثائر وغيره إما خائن أو بائع للثورة أو بالأحرى فلول. انتهت انتخابات مجلس الشعب بانتصار ساحق للتيار الإسلامى فى انتخابات أشاد بها الكثير قولاً وأهدر قيمتها الكثير فعلاً فتفرقت الشرعية، كما تفرقت الثورة وصار الحج للميدان هو المعنى الوحيد للثورة، فتفرقنا فى كل شىء واتفقنا على أن نكون صفوفاً وطوابير فى الشوارع والميادين. والسؤال متى تتحول الثورة إلى مجالات العمل والتعاون والإنتاج وتحصيل العلم والتقدم والرقى متى؟؟؟!!!