عجبا لأمر أعضاء هيئة التدريس والبحوث فى الجامعات والمراكز البحثية الذين يصرون على استبعاد المعيديين والمدرسين المساعدين من الإدلاء بأصواتهم، إلا فى حدود 10% من الأصوات التى لها حق الانتخاب، والعذر أقبح من الذنب أن هؤلاء المعيدين وشباب الباحثين يقعون تحت سطوة الأساتذة والمشرفين مما يصعب معه تحقيق النزاهة. والأغرب هل من فوق هؤلاء لا يقعون تحت سطوة من فوقهم؟ إنه نفس الفكر الذى كان يحكم الحقبة الماضية فى ظل النظام الفاسد الذى امتد، للأسف، إلى الجامعات والمراكز البحثية، ولعل مقالاتى التى نشرتها من قبل كانت شاهدا على كثير مما نشرته فى مواضيع متعلقة بالبحث العلمى ومشكلاته فى الوقت الذى كان فيه هؤلاء الأساتذة لا يستطيعون أن ينطقوا بكلمة خوفا على ترقية أو منصب فحق الانتخاب حق مكفول لجميع أعضاء هيئة التدريس والبحوث وليس حكرا على فئة بعينها، وإن كان فئة شباب الباحثين هم الأولى بالمشاركة فهؤلاء كانوا وقودا للثورة التى منحت السادة الأساتذة فى الجامعات والمراكز البحثية الروح والقوة لطلب انتخاب رؤسائهم، ولا أدعى فخرا ولا شرفا أنى قلت إنى أول من أشار إلى ذلك وطلبت طلبا مباشر بانتخاب كل القيادات الجامعية والبحثية ولكم أن تتخيلوا أنه إلى الآن يتم تسجيل المعيد والمدرس المساعد على أنه موظف يعمل بالدولة لا عضوا بهيئة التدريس أو البحوث فى واحدة من المضحكات المبكيات فى قانون تنظيم الجامعات والمراكز البحثية الصادر فى السبعينيات، والذى أصبح من الآثار ولم يصلح بأى صورة صالحا لهذا الوقت، وباختصار شديد فإن هذا القانون يحول شباب الباحثين، والذين هم الأمل لمستقبل مصر العلمى، إلى قاعدة من الكسل والتراخى ولامبالاة بحصرهم فى فئة موظفى دولة، مع الاحترام الكامل لموظفى الدولة لكن هذا النشء الجديد فى قطاع التدريس الجامعى أو البحثى هل يكون قادرا على الإبداع والابتكار فى مثل هذه البيئة. وليس سرا إن كان ذلك مقصودا حتى لا يكون هناك جيل من العلماء الشباب قادر على الوثب والنهوض بهذا الوطن فى حرية وإبداع بل كان المقصود إيقاف كامل لنموه حتى يكون نسخة ممن فوقه فى بيئة يتساوى فيه المجد (بضم الميم وكسر الجيم) مع المهمل والناشط مع الكسلان والمبدع مع التقليدى وهكذا وأصحاب هذا الفكر هم من يقبعون فى سدة الحكم فى الجامعات والمراكز البحثية، وبالتالى ليس فى صالحهم مطلقا أن يكون لشباب الباحثين دور ولا هدف حتى فى انتخاب رؤساهم لا أن يعرفوا ما قد يفعلوه فكما قاموا بثورة غيرت نظام فاسد بأكمله فهم قادرون على تغيير أنظمة متهالكة فى الجامعات والمركز البحثية، وبالتالى لا تقدم إلا بإعطاء هؤلاء الباحثين الشبان الفرصة كاملة فهم الأمل لهذا الوطن.