أكد الدكتور القس غسان خلف، الباحث فى علوم اللاهوت والعميد السابق لكلية اللاهوت المعمدانية بلبنان، أن الكنيسة لا تسعى للانزلاق فى السياسة، لكنها دائما تنظر بما يخالف تطبيق العدل أو ينتهك حقوق الإنسان أو حرية الاعتقاد، لذا فالكتاب المقدس يروى سيراً عن الحكام الذين كانوا يخافون الله، وأوصى الكتاب المقدس بالصلاة من أجل الحكام لكى نعيش حياة مطمئنة وهادئة، لأن هذا يتوقف على الحاكم الذى يتعرض لضغوط وإغراءات قد تجعله ينحرف عن مساره. وقدم غسان 8 أسباب من أجل الصلاة للحكام تناولهم خلال اللقاء الذى عقد بكلية اللاهوت بشبرا حول عرض كتابه "الله والسياسة" بمشاركة الدكتور القس سعيد إبراهيم، رئيس مجمع الإيمان، من خلال عرض أمثلة لثمانية من الحكام خلال تاريخ الكتاب المقدس مثل سليمان الحكيم وهيردوس وحنميا وداود مثل مقولات داود الذى قال لا يمكن أن تكون أعراض الناس مباحة للسلطان فى حين طلب سليمان من الله الحكمة لكى يحكم بالعدل مشيرا إلى أن هذا الكتاب الذى يريد أن يضع الحاكم فى موضعه حتى لا يظن نفسه أعلى من العالى لأن هناك كلمة الله على كل ضمير حتى لا يتحدث أحد ظلما باسم الله ولا يقضى على فرد ظلما بذريعة حماية الأمة. وأشار إلى أن الكتاب يتناول الأخلاق، فعندما نصلى من أجل الحكام نصلى من أجل أن يحكموا بالعدل والرحمة وأن يحيطوا أنفسهم بمستشارين صالحين وأن يبتعد عنهم الأشرار ونصلى من أجل عدم محبتهم للمال وأن يرضى الحكام وأصحاب المناصب بالرواتب الخاصة ولا يقتربون من عدم المساس بالمال العام لأن إهدار المال العام إهدار لدم الشعب وعرق أبنائه وليتفانوا فى خدمة الشعب وليعطيهم الله الحكمة فى إدارة السلطة. كما تناول القس غسان قضية الرشاوى التى قد تصل لرجال القضاء ليحول عدل القضاء عن مساره وأن السقوط فى الرشاوى أى أن يصبح عبدا، فالعالون يصادقون الجميع فى سبيل الحق ولا يصادقون أحدا على حساب الحق والعالون لا يقدر أحد أن يشتريهم لأنهم لا ثمن لهم وأن الصلاة من أجل الحكام وذوى المناصب، لا تعنى منحهم الرضى الإلهى بغض النظر عما يفعلونه، ولا تعنى منافقتهم ولا تعنى أن تتدخل الكنيسة فى السياسة أو تأييد من هم فى الحكم ضد من هم خارجه، ولا يجب بأى شكل أن تحل محل الدولة أو تعمل عملها، إنما تناشد العدل والحق ومد يد العون للفقراء والمظلومين.