"علبة حمراء" يبدو عليها الأناقة، تحمل داخلها "دخان" وتبغ هى مكونات لفائف سجائر مثل كثير مما يستخدمها المدخنون، ولكن العلب الأنيقة وما بداخلها صنع فى الصين، ملايين من السجائر الصينية تباع فى الأكشاك والأسواق المصرية بسعر أقل من الأنواع المصرية المعروفة، مما أوجد لها رواجا من المدخنين الذين أرهقتهم ميزانية شراء السجائر المتزايد سعرها. مبيعات السجائر الصينية تزداد لرخص ثمنها رغم أن التدخين أحد أهم أسباب سرطان الرئة الذى يعد أكثر أنواع السرطان انتشارًا فى العالم حسب تقرير منظمة الصحة العالمية، حيث يتم تشخيص 1,35 مليون حالة سنوياً، يتوفى منها حوالى 1,18 مليون حالة كل عام، أى بمعدل وفاة شخصين كل دقيقة. ووفقاً لإحصاءات المعهد القومى للأورام تمثل حالات الإصابة بسرطان الرئة فى مصر حوالى 8.2%، من إجمالى حالات الإصابة بالسرطان لدى الرجال وحوالى 2.4% من إجمالى حالات الإصابة بين السيدات. على أرفف المحلات أصطف أكثر من 15 نوعاً من السجائر الصينية أسمائها تتشابه مع أسماء ماركات مشهورة، "كابيتال"، "ماليمبو"، "جى،أم"، "أر.جى.دى"، "روزمان" وأنواع أخرى، مسجل عليها أنها انتاج شركة CT hubei industrial co. ltd. الشركة لا تملك موقعا على شبكة الإنترنت والبحث عنها يؤدى إلى صفحة شخصية على موقع التواصل "لينكد إن" لعالم كيميائى صينى الجنسية يعمل بالشركة ولكنه لم يضع أى تفاصل عن طبيعة عمله بها أو نشاط الشركة الأساسى. انتشار أنواع من السجائر الصينية تسبب فى خسائر لشركة الشرقية للدخان التابعة للقطاع العام تقدر ب218 مليون جنيه حيث بلغت الأرباح التى حققتها الشركة عام 2010 نحو 850 مليون جنيه، بينما بلغت عام 2011 نحو 632 مليون جنيه حسب تقارير الشركة. "عماد"، بائع يقف فى محل فى باب اللوق يبيع فيه التبغ وأنواع السجائر المستوردة و"البايب" يقول أنه لا يبيع السجائر الصينية لأن زبائنه لايفضلونها ويحبذون شراء الأنواع المعروفة. والسبب الأقوى الذى جعله يرفض بيعها أنه سمع أن السجائر الصينية بها مواد مسرطنة، ولهذا سعرها منخفض مقارنة بباقى الأنواع، ويعترف بأن التدخين عموما مضر ولكن المدخنون يفضلون طعم السجائر الجيد، وإن كانوا يعلمون ضرره على المدى البعيد. زبون يدخل بالصدفة فى المحل يسأل عن نوع سجائر معروف، فيبادر البائع بسؤاله: "هل جربت السجائر الصينية ؟.. فيرد نعم ولكنى لن أكرر التجربة مرة أخرى لأن طعمها سىء وتسبب حرقة بالحلق، أعرف أن كل الأنواع "زفت" لكن أفضل المستورد المعروف. الدكتور عادل إبراهيم أخصائى أمراض القلب والباطنة، قال: "إن 70% من حالات الإصابة بسرطان الرئة يتم اكتشافها فى مراحل متقدمة لعدم وجود أعراض واضحة"، ويضيف التدخين عموما يسبب السرطان ولكن وجودنسب مرتفعة من النيكوتين أو مادة الحرق "قطران فى السيجارة الواحدة قد يزيد من احتمالية الإصابة بسرعة. على علبة السجائر العادية مدون عليها أن نسبة القطران ه ملجرام ونسبة النيكوتن 8 ملجرام ، وهى نفس النسب على علب السجائر الصينية. صاحب كشك صغير فى وسط البلد يقول إنه يفضل بيع الأنواع المعروفة من السجائر المسجلة فى وزارة الصحة ومدغمة بالختم، رغم أن الجائر الصينية أرخص وأصبح لها رواج. سبب أخر جعله لا يبيع السجائر الصينية إنه يشك فى مصادرها ولا يتأكد من انها مستوردة بالفعل لأن تجار التوزيع يتعاملون مع تجار جملة ولا يعرف شركة متخصصة فى التوزيع أو الاستيراد . لذلك يشك أنها قد تكون مصنع فى مصانع تحت السلم . شاب فى أوائل العشرينيات من عمره وقف يبيع السجائر فى كشك بقرب العتبة، وصف السجائر بأنها مصدر أساسى للبيع لأنه من يأتى لشراء علبة سجائر يتشرى معها أى شىء آخر، وأضاف أنه فكر من فترة أن يوقف بيع السجائر ولكنه فوجىء بتراجع حجم مبيعاته. يقول أن سبب رواج السجائر الصينية أن ثمن العلبة خمسة جنيهات فقط مقارنة بالأنواع المصرية التى أصبح ثمنها 6 جنيهات ونصف، بالإضافة إلى أن العلبة شكلها أفضل من العلب المصرية وهو ما يتماشى مع شعب يحب المنظرة مثل المصريين على حد وصفه.