اعترفت الدوائر السياسية والحزبية اليمنية اليوم، الاثنين، أن مجموعات مسلحة يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة اقتحمت مدرسة وجامع العامرية الأثرية وقلعة رداع التاريخية، بمحافظة البيضاءجنوب شرق العاصمة اليمنية، وحتى الآن لم يصدر أى تقارير عن وزارة الداخلية اليمينة، أو من اللجنة اليمينة العليا لتحقيق الأمن والاستقرار حول الواقعة. وقال مصدر يمنى، ينتمى لحزب المؤتمر الشعبى العام، الذى يرأسه الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، "إن طارق أحمد ناصر الذهب عنصر فاعل فى تنظيم القاعدة ومعه أكثر من 700 مسلح معظمهم من محافظة أبين وقرى قيفة احتلت مدرسة وجامع العامرية التاريخية وقلعة رداع الشمرية أشهر المواقع الأثرية بمدينة رداع ومحافظة البيضاء". وأشار المصدر إلى أن طارق الذهب الذى تربطه علاقة مصاهرة مع أنور العولقى، الذى لقى مصرعه فى محافظة الجوف، يريد تنفيذ أعمال تخريبية بحجة سجن شقيقه صادق ناصر الذهب الذى ألقى القبض عليه مؤخرا من قبل السلطات السورية وتم تسليمه إلى اليمن التى أودعته السجن. وأفاد بأن المجموعات المسلحة سيطرت على الشوارع الفرعية، خاصة شارع مبنى المواصلات وسط المدينة، وقامت ببناء متاريس ما أدى إلى إثارة الهلع فى أوساط المواطنين. وفى المقابل، أكد مصدر ينتمى لحزب الإصلاح "الإخوان المسلمين"، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن مجموعات مسلحة بعد عصر أمس، الأحد، تجمعت بقلعة مدينة رداع التاريخية بقيادة طارق أحمد ناصر الذهب، نجل أحد مشايخ قبيلة قيفة، بعد تناولهم وجبة غداء أقيمت على شرفهم فى منزل شيخ المدينة عبد السلام النصيرى. وأشار إلى أن المواطنين أصابتهم الرهبة من جراء تحركات المجاميع القبلية هناك "كون الرجل يعتبر متهما بانتمائه لتنظيم القاعدة فى شبه جزيرة العرب"، ويزيد من هذا الاعتقاد أن طارق الذهب صهر "أنور العولقى زعيم التنظيم، والذى اغتيل بطائرة أمريكية بين الجوف وشبوه فى أبريل 2011 مع رفيقه سمير خان". وقال المصدر نفسه، "إن طارق الذهب وعشرات من المجموعات المسلحة لفتوا الأنظار، أمس الأول السبت، إثر مداهمتهم المباغتة لمدرسة العامرية التاريخية، حيث أدوا صلاة المغرب، وقام الزعيم القبلى بارتجال خطبة وعظ ليغادر بعدها المدرسة للمبيت فى منزل والده بمدينة رداع. ولفت المصدر إلى أن المجاميع القبلية التى فرضت سيطرتها على القلعة أثارت استنفارا أمنيا فى المدينة، والذى تركز على إحكام القبضة الأمنية على السجن المركزى، مشيرا إلى أن بوادر توحى بنية المجموعات المسلحة السيطرة على المدينة. يشار إلى أن القلعة التاريخية فى رداع وسط المدينة، وهى أرفع مكان فى مدينة رداع، وتعتبر ثانى أهم موقع فى رداع بعد قمة جبل "أحرم" ويعود بناؤها إلى الملك الحميرى "شمر يهرعش" وقام بترميمها وإعادة بنائها لاحقا الملك عامر بن عبد الوهاب الطاهرى عام 910 هجرية. وقد شهدت مدينة رداع فى 14 مايو 2011 استشهاد ستة من أفراد الأمن المركزى وإصابة شخص سابع فى هجوم على نقطة لمسان فى المخل الشرقى من مدينة رداع، من قبل عناصر تتبع تنظيم القاعدة.