تقوم الأفعى الأمريكية حالياً ببطء ملحوظ وبهدوء تام بالالتفاف رويداً رويداً حول عنق الوعل الإيرانى المشاكس فى انتظار اللحظة المناسبة والحاسمة التى ستحددها الأفعى، لكى توجه لدغة سامة وقاتلة للوعل الإيرانى الذى بدأ يتخبط فى قراراته وتصرفاته. الولاياتالمتحدة مقبلة على مواجهة حاسمة مع إيران وهى تضع نصب عينيها ترسانة الأخطاء التى وقع فيها الرئيس السابق جورج بوش فى حربه على العراق، وأفقدته تأييد شعبه وتأييد المجتمع الدولى، حيث ستسعى الولاياتالمتحدة إلى تجنب هذه الأخطاء لكى تحظى بأكبر قدر ممكن من تأييد الشعب الأمريكى ودعم المجتمع الدولى لها وهى تنقض بهجوم وحشى وشرس وغير مسبوق على إيران، الولاياتالمتحدة تنتظر الآن إشارة البدء من أصحاب العمائم فى إيران والذين سيقدمون خدمة عظيمة للولايات المتحدة إذا ما فقدوا عقلهم وقاموا بالفعل بإغلاق مضيق هرمز والتسبب فى ارتفاع جنونى لأسعار النفط معرضين الاقتصاد العالمى إلى هزة عنيفة ليس لها مثيل، لقد نجحت الولاياتالمتحدة فى أن تقنع المجتمع الدولى بأن هجومها المدمر والوشيك على إيران لن يكون إلا ردة فعل لجريمة إيرانية أكبر، ودفاع شرعى عن سلامة وعافية الاقتصاد العالمى. ومن سوء حظ إيران فإن الولاياتالمتحدة ستسعى إلى تحقيق نصر سريع وحاسم عليها لن يتجاوز عشرة أيام إلى أسبوعين على أقصى تقدير، وخلال هذه الفترة الوجيزة ستكون الولاياتالمتحدة قد دمرت جميع المنشآت النووية الإيرانية، وجميع قياداتها العسكرية وقواعدها الجوية والبحرية، وجميع أنظمة دفاعها الجوى، ومنظومة الصواريخ البعيدة المدى، وأنظمة الاتصال والقيادة والسيطرة، ومستودعات الذخيرة، وعزلتها تماماً عن العالم. السؤال المهم والذى يجب أن يطرح هو: لماذا الآن؟ لماذا قررت الولاياتالمتحدة الآن أن تدخل فى صراع سريع وحاسم مع إيران؟ والجواب على ذلك هو أن الولاياتالمتحدة تعانى من أزمة اقتصادية طاحنة ستطيح حتماً بالحزب الديموقراطى الحاكم وبالرئيس أوباما فى الانتخابات المقبلة. وقد اعتادت الولاياتالمتحدة فى مثل هذه الظروف الانتخابية الحرجة أن تدخل فى مغامرات عسكرية كبيرة وحاسمة ترفع من شعبية الرئيس وحزبه وتعطيه دفعة قوية إلى الأمام فى معركته الانتخابية القادمة، فهل سيعى الوعل الإيرانى الدرس، أم أنه سيسقط بغباء منقطع النظير فى شرك الأفعى الأمريكية؟!