استبعاد الروائى الليبى إبراهيم الكونى مفاجأة غير متوقعة، تضمنها إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر، والتى ضمت كاتبين مصريين هما محمد البساطى عن روايته "جوع" والدكتور يوسف زيدان عن روايته "عزازيل"، إلى جانب "المترجم الخائن" للكاتب السورى فواز حداد، و"روائح مارى كلير" للتونسى الحبيب السالمى، و"الحفيدة الأمريكية" للعراقية إنعام كجه جى، و"زمن الخيول البيضاء" لإبراهيم نصر الله. اليوم السابع اتصل بالروائيين محمد البساطى ويوسف زيدان لتهنئيهما بالترشح للقائمة القصيرة، وعن توقعهما للفوز بها رفضا الكلام عن الجائزة، وإن أعربا عن سعادتهما البالغة بالترشح. سبب جوهرى يبطل مصداقية الجائزة بأكملها، وهى أن آخر يوم لتسليم الأعمال من قبل دور النشر المرشحة لها يوم 31 يوليو 2008، كما هو معلن على موقع الجائزة، وظهرت نتيجة القائمة الطويلة للأعمال الستة عشر المرشحة للفوز يوم 12 نوفمبر 2008 النقاد قرأوا 131 رواية مشاركة فى المسابقة، خلال فترة 103 أيام المتاحة بين موعد إغلاق باب الترشح وإعلان القائمة، وبالتالى لابد من قراءة عمل كل أقل من 20 ساعة. باستعراض القائمة الطويلة للجائزة، نجد أن هناك أسماء كانت مرشحة وبقوة للمنافسة، ولكنها خرجت من السباق، وأول هذه الأسماء إبراهيم الكونى الأديب الليبى المعروف الذى يصف الناقد محمد عبد المطلب خروجه بالمفاجأة، وهاجم الجائزة بضراوة، مؤكداً أن استبعاد الكونى يعنى أن لجنة التحكيم لا تعرف أى شىء عن الأدب والسرد العربى. عبد المطلب لم يفته أن يهاجم اللجنة لعدم اختيار ناقد مصرى، بخلاف رشيد العنانى الذى يدرس فى لندن، مؤكداً أن الأسماء المختارة ليست بقيمة كثير من النقاد المصريين، كما انتقد اللجنة لعدم وجود مبدعين خلالها، ورشح البساطى للفوز بالجائزة لأنه من وجهة نظره كاتب بارع يكتب عن الواقع المحلى بشكل إنسانى وبطريقته الخاصة التى هى الطريقة العربية السليمة، والتى فى نفس الوقت لا تصل إلى التعقيد اللغوى. الروائى مكاوى سعيد صاحب دار نشر "الدار"، وأحد المرشحين العام الماضى ضمن القائمة القصيرة، قال إنه رشح ثلاثة أعمال من قبل "الدار"، وهى "أحمر خفيف" لوحيد الطويلة و"مس إيجيبت" لسهير المصادفة و"لذات سرية" لحمدى الجزار، باعتبارها أعمالاً جيدة، وكان يتمنى فوز إحداها. نفس السبب الذى هاجم لأجله عبد المطلب لجنة التحكيم كان محل إشادة صاحب "تغريدة البجعة"، حيث إن استبعاد الكومى لصالح أسماء أقل مكانة، إنما هو دلالة على نزاهة اللجنة من وجهة نظره، لأن الاختيار يعتمد على عمل واحد مرشح وليس على قيمة ومكانة الكاتب، وإن توقع فوز العراقية إنعام كجه جى بسبب الظرف السياسى المحيط. الأسماء المرشحة للجائزة ولجنة التحكيم، والجائزة نفسها كانت محل سخط من الشاعر عبد المنعم رمضان، الذى قال "المؤكد أن لجنة التحكيم تبدو أصغر مما ينبغى، ومن العام الماضى أيضاً، والمؤكد أن الروايات الست الفائزة أصغر أيضاً، والمؤكد أن الجائزة هى أصغر من جائزة العام الماضى، والمؤكد أننا بعد خمس سنوات لن نتكلم عن البوكر إلا من الناحية المادية فقط، ولن تعنى شيئاً أدبياً". هل تمنح الجائزة لأديب شاب جديد أم لأديب مستقر صاحب اسم كبير، هذا السؤال كان محل خلاف وجدل فى النسخة الأولى من الجائزة العام الماضى التى فاز بها الكاتب بهاء طاهر، لدرجة أن الناقدين فيصل دارج ومحمد برادة هددا بالانسحاب إذا ذهبت الجائزة إلى الكاتب الشاب خالد خليفة، بل وأعدا بياناً كان سينشر فى حال فوزه بها. عبد المنعم رمضان استعرض الأعمال المشاركة فى المسابقة، حيث اطلع على معظمها، ويعرف الكتاب المشاركين فى المسابقة، ووصف رواية "روائح مارى كلير" للحبيب السالمى ب "الجميلة"، فيما وصف رواية "الحفيدة الأمريكية" للعراقية إنعام كجه جى ب "اللطيفة فقط"، واعتبرها رواية القضية الأمريكية العراقية، وتمنى فوز البساطى بالجائزة باعتبار أن عدم فوزه وسط القائمة، إنما يضع لجنة المسابقة فى أمر محرج للغاية. "مانحو الجوائز يفكرون بطريقة بعيدة عن الأدب"، هذا رأى رمضان لذا يتوقع أن تكون فرصة البساطى ضعيفة من وجهة نظره لعدة أسباب، رغم أن وضعه فى المسابقة هو نفس وضع بهاء طاهر فى قائمة العام الماضى، والأسباب هى أنه من نفس جيل بهاء طاهر وصاحب تاريخ طويل، ويعتبر أكبر قيمة ومقاماً من كل المرشحين الستة، وأنه مصرى أيضاً، فهل تذهب الجائزة هذا العام لمصر. رمضان أبدى تخوفه من أن تذهب الجائزة إلى إبراهيم نصر الله، لأسباب لا نعرفها كما يقول، لأنه يرى أن هذا الرجل تسنده قوة خفية، خاصة أنه حصل من قبل على جائزة العويس فى الشعر بالمناصفة مع الشاعر الكبير عبد المعطى حجازى، وأيضاً لأنه على علاقة قوية مع فخرى صالح العضو الثانى فى الجائزة وزميله فى الأردن، وإن قال "إن كل شىء محتمل فى هذه الجائزة لأن هناك شيئاً غير مفهوم، فرغم توقعى فوز نصر الله، إلا أن إقصاء ربيع جابر وزوجته رينيه الحايك المقربين إلى الدكتورة يمنى العيد وفخرى صالح رئيسى الجائزة، يجعل كل شىء محتملاً، خاصة مع إقصاء الكونى أيضاً رغم فرصه الكبيرة التى تتساوى مع البساطى". إلا أنه رغم ذلك يؤكد رمضان أن استبعادهما من المسابقة ليس لأجل الحياد، وإنما هى لشخص يفهم لعبة الجوائز ويعرف كيف يحقق لمانحى الجائزة ما يريدون، واللجنة فى مجملها غير مقنعة وأصغر من الجائزة". لم ينس رمضان أن يتكلم عن بعض الروائيين الذى كانوا فى القائمة الطويلة، حيث وصف على بدر بأنه "الأديب الجميل الذى يظلم دائماً"، والفلسطينى يحيى يخلف بأنه مبهر فى عمله الأول "نجران تحت الصفر" بينما لم يقرأ العمل المشارك. النسخة الأصلية من البوكر البريطانية تنحاز للإبداع الجيد والمغامرة، حتى وإن كان العمل الأول للكاتب، الروائى وحيد الطويلة أحد المستبعدين يرى أن النسخة العربية ومحكمى الجائزة ينحازون إلى القيمة المضافة لبعض النصوص، كما ينحازون إلى التراكم والكم لدى البعض، مؤكداً أن انحياز الجائزة إلى التوزيع الجغرافى إنما هو ضار بها. لمعلوماتك * لجنة الجائزة تتكون من كل من: -يمنى العيد، رئيسة اللجنة، أستاذة أكاديمية لبنانية. -فخرى صالح، ناقد وصحفى أردنى. -رشيد العنانى من مصر، وهو أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة أكستر البريطانية. - الألمانى هارتموت فندريش المترجم للأدب العربى. -محمد المرّ الكاتب والصحفى الإماراتى. * ظهرت نتيجة القائمة القصيرة يوم 10 ديسمبر 2008. * النتيجة النهائية تظهر يوم 16مارس 2009.