تهدد أزمة المناخ جزءًا كبيرًا من محاصيل البن خلال السنوات القادمة، خاصة في أمريكا اللاتينية، ووفقا لدراسات مختلفة التى كانت آخرها التى نشرها معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، والتى قالت إنه يمكن تقليل المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة البن بنسبة تزيد عن 50٪ على مستوى العالم في الثلاثين عامًا القادمة. وقالت صحيفة "نيوترال" الإسبانية فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى إن الدراسات الأخيرة التى تمت والتى منها أيضا التابعة لمؤسسات مثل بنك التنمية للبلدان الأمريكية، وضعت الملايين من منتجى البن فى جميع أنحاء العالم فى حالة تأهب. وقال إنريكي سالفو تييرا، خبير فى أزمة تغير المناخ في جامعة مالقة ، "تلك النباتات ليست قادرة على العيش في أي مكان ، فهي بحاجة إلى بيئة بيئية مثالية للغاية"، مضيفا "في اللحظة التي تنبه فيها أزمة المناخ ظروف درجات الحرارة ، تبدأ هذه النباتات في المعاناة بشكل كبير". وفى أمريكا اللاتينية ، يوجد 5 من أكبر 10 منتجين للبن في العالم. تحتل البرازيل المرتبة الأولى ، حيث تضم أكثر من 30٪ من سكان العالم ، تليها فيتنام بأكثر من 18٪. وتأتي كولومبيا في المرتبة الثالثة بنسبة 8.83٪. وأشار التقرير إلى أن آثار تغير المناخ تخلق عاصفة كاملة تهدد الملايين من صغار المنتجين في أمريكا اللاتينية وكذلك في بقية العالم، وفى هندوراس، كانت في السابق ، القهوة تُزرع على ارتفاع 1200 متر ، وهو المكان الذي كانت فيه الظروف المثلى للزراعة، ومع ذلك ، فهي تزرع الآن على ارتفاع 500 متر في الارتفاع. وأشار إلى أنه من المتوقع بالفعل أنه في مناطق أخرى ، مثل نيكاراجوا ، سيرتفع الارتفاع الأمثل لزراعة البن من 1200 متر إلى 1600 متر بحلول منتصف القرن ، وفقًا لبنك التنمية الأمريكي. وأشار التقرير إلى أن درجات الحرارة العالمية مستمرة في الارتفاع ، مما سيزيد من تغيير الظروف المناخية لإنتاج القهوة، من بين أكثر 17 عامًا دفئًا منذ عام 1880 ، تقع 16 عامًا في القرن الحادي والعشرين. بالإضافة إلى ذلك ، تم تقييد أربع سنوات من درجات الحرارة القياسية ، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. القهوة الأعلى جودة والأكثر حساسية لأزمة المناخ يشير هذا بشكل مباشر إلى ما يسمى بحزام القهوة ، والذي يشمل المنطقة الواقعة بين مداري السرطان والجدي ، وحيث توجد أفضل الظروف للزراعة. سيكون لعواقب أزمة المناخ ، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان القطبين . تعتبر قهوة أرابيكا من أكثر أنواع القهوة إنتاجًا واستهلاكًا نظرًا لجودتها. وهي ، على وجه التحديد ، من أقل درجات الحرارة تحملاً لارتفاع درجات الحرارة. وقال سالفو تييرا: "من بين نوعي البن الأكثر استخدامًا للاستهلاك ، فإن قهوة أرابيكا هي الأكثر حساسية للتغيرات في درجة الحرارة وللآفات التي تتطور". وفقًا لبيانات من بنك التنمية للبلدان الأمريكية ، فإن ما بين 60 و 80 ٪ من إنتاج البن في العالم هو أرابيكا.
