وصفت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، المشهد الحالى فى مصر، قائلة إن الشعب المصرى يقترب من الذكرى السنوية الأولى لثورة 25 يناير بخطى متثاقلة حذرة. ورأت المجلة البريطانية فى سياق تحليل اليوم السبت، أن أغلب المصريين ليسوا على يقين من مستقبل الأوضاع فى مصر وما ستؤول إليه، مشيرة إلى حالة التخبط بين جموع المصريين فى الوقت الراهن حيال تحقق المطالب التى نادت بها ثورة 25 يناير. وأشارت إلى أن بعض المصريين اعتبروا أن معظم المطالب التى نادت بها الثورة المصرية تحققت بالفعل، ومنها إجراء أول انتخابات برلمانية حرة، إضافة إلى تحسن الأمن فى البلاد، ولاسيما الوعود الحازمة من قبل المجلس العسكرى الحاكم بتسليم السلطة لقيادة مدنية فى شهر يوليو القادم. ورأت الإيكونوميست أن البعض الآخر من المصريين لا يزال يرى أن الثورة المصرية لم تؤت ثمارها بعد، وأن المشهد لا يزال قاتما، معللين ذلك بركود الاقتصاد المصرى وعدم وضوح توجهات الإسلاميين حتى الآن، إضافة إلى اعتقادهم أن اساليب القمع التى كانت تمارس ضد السياسيين عادت للظهور مرة أخرى بعد ثورة يناير. وأضافت المجلة أن تباين آراء المصريين المتعلقة بقضايا التمويل الخارجى من بين العوامل المهمة وراء عدم الفهم الذى يشعر به عدد كبير من المصريين، وذلك عقب قيام السلطات المصرية بمداهمة مقار منظمات معنية بحقوق الإنسان واتهامها بتلقى أموال خارجية تستغلها فى الضلوع بالأعمال التخريبية التى شهدتها مصر مؤخرا -كان آخرها حرق مبنى المجمع العلمى- فى الوقت نفسه الذى تتلقى فيه مؤسسات حكومية مصرية دعما أجنبيا. وحذرت المجلة البريطانية من مغبة أن الحماسة الثورية التى تملأ قلوب جميع الشباب المصريين، لاسيما الثوار الذين أطاحوا بنظام الرئيس السابق مبارك الديكتاتورى باتت محل انتقاد من جانب العديد من المصريين الذين يشعرون بالقلق من عدم قدرة مصر على النهوض بالاقتصاد، ومواكبة التحديات التى خلفها نظام فاسد استمر لعقود طويلة. وأشادت الإيكونوميست فى ختام تحليلها الإخبارى، بحشود المصريين الذين توجهوا للتصويت فى الانتخابات البرلمانية التى تضمنت ثلاث مراحل، ومن المقرر أن تنتهى فى 11يناير الجارى، وذلك على الرغم من الاحتجاجات التى شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة.