قبل استئناف محاكمة مبارك، فوجئنا بمن يقرأ الغيب ويقول إن مصر ستشهد اضطرابات واسعة، إذا أصيب مبارك بأذى، لأنه "عينى عليه باردة"، يحفظ كتاب الله، وقدم خدمات جليلة للإسلام، الذى شهد على يديه ازدهاراً (!!). وهذه للحق معلومة جديدة بالنسبة لى (ليس هذا فقط، بل وإن طيرا أبابيل ستحرق مصر وتصبح كلها فى خبر كان، إذا أصيب مبارك بمكروه!، لأن الأرض ستغضب على غضب حبيبها مبارك!! (وأيضاً أعتذر عن جهلى وأسأل أهل العلم والمعرفة، هل بقيت قطع من أرض مصر لم تبع حتى الآن!؟).. وإذا كان، فإنها لن تغضب، ولماذا تغضب وقد حفظها الله وبقيت جزءاً من أرض الكنانة؟!. بل أتوقع فعلاً - وهذه ليست نبوءة - أن تهتز أرض شرم الشيخ بعنف لأنها ستتنفس الصعداء بعد أن خلصها الله تبارك وتعالى من العرى والمجون والفساد والإفساد. وأعتقد أن ما قيل من توقعات المتوقعين، الذين كذبوا ولو صدقوا، ما هى إلا محاولات للترويع بعد التجويع لاستمرار تركيع الشعب الشجيع الذى خلع النظام الخليع. وربما كانت الطير الأبابيل التى ستحرق مصر هى تلميحات مضحكة لتخويف الناس من طائرات "هلف" الناتو، الذى يجلس على ركبه ونص خلف الباب فى انتظار استغاثة الأذناب، فانتبهوا يا أولى الألباب، ولا تفزعكم محاولات الترويع لأنها أسلوب وضيع وأناشد إخوانى أبناء مصر الشرفاء أن نضع أيدينا فى أيدى بعض لحماية مصرنا الحبيبة من الرجل الغريبة، التى يهمها وتحتال لتضع أطراف أصابعها، وهذه أكبر مصيبة. فبعد أن تخلصنا من نظام العار، هل نسمح بتسلل الاستعمار، أن يأتى ويدق المسمار، وهو ليس مسماراً فى نعش الفلول والذيول، وإنما مسمار جحا. وأثق أن أبناء مصر أكبر من محاولات الترويع، والله المستعان، يعيننا على تفويت الفرصة على هذا الأسلوب الوضيع.
