شكّل مبدعو ومنتجو مصر لجنة خاصة تحمل اسم "الدفاع عن حرية الإبداع" لوضع أسس وقواعد للحفاظ على حرية الإبداع فى مصر بعدما أثارت تصريحات التيارات الدينية قلقا واسعا فى الأوساط الفنية والإبداعية على مستقبل الفن والفنانين، حيث أكد المنتج محمد حسن رمزى ل"اليوم السابع" أنه اجتمع بالمنتج محمد العدل والمخرج داوود عبد السيد لتشكيل لجنة من السينمائيين للدفاع عن حرية الإبداع فى مصر لأننا فى دولة طبيعية وليست دولة متطرفة. وأوضح المنتج أن الهدف من تشكيل اللجنة هو وضع أسس لحرية الإبداع ومنع أى ضغوط تواجه حرية الفن وحرية الفكر، مطالبا التيارات الدينية أن يكفوا عن تصريحاتهم المستفزة ووصفها بأنها تسىء لشكل الإسلام، قائلا إن الله لم يقيد العبد فى أى شىء حتى فى الكفر به، ودلل على ذلك بالآية الكريمة التى تقول "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". وأعرب رمزى عن قلقله وتخوفه الشديد على مستقبل الفن والفنانين أيضا، وقال من الممكن أن يترك الفنانون مصر ويهاجروا خارج البلاد إن تمكنت التيارات الدينية من فرض سيطرتها على مجالات الإبداع، مشيرا إلى أن الأمور لا تبشر بخير أبدا وكل يوم تصدر تصريحات جديدة مستفزة تسىء بشكل كبير للدين والإسلام، وتدلل أنهم غير فاهمين لما ينطقوه ويصرحون به حيث أن تصريحاتهم لا تتوافق مع الإسلام من قريب أو بعيد. وأنذر رمزى التيارات الإسلامية وطالبها بأن تعدل عن توجهها خشية أن تتحول البلاد إلى حرب أهلية، مؤكدا أن اتجاهاتهم ضد أغلب الشعب المصرى الذى يريد ممارسة حرياته فى صورة معتدلة وبسيطة ويستخدم وسائل ترفيهية كالسينما والمسرح، قائلا لو لم نستطع التغيير يبقى "الله يرحم مصر" وفى إطار تشكيل لجنة الدفاع عن حرية الإبداع فى مصر قال المنتج محمد العدل تم عقد اجتماع مبدئى بين بعض العناصر السينمائية للتأكيد على حرية الثقافة كاملة رافضين تغيرها على حسب وزير جديد أو حكومة جديدة أو تيارات مختلفة، مؤكدا على حرية الثقافة والإبداع التى يعتبرها الحضارة الحقيقية للبلاد. وأضاف العدل نحن نمتلك ثقافة متراكمة من أيام الفراعنة مرورا بالحضارة الإسلامية والقبطية والعربية وليست ثقافة أحادية، ومن الصعب التهاون والتنازل عن تلك الحضارات تحت أى شكل من الأشكال. وأكد العدل أن لجنة الدفاع عن حرية مجالات الإبداع ستضم عناصر سينمائية كبيرة على رأسهم الفنانة ليلى علوى والمنتجة إسعاد يونس والمخرج داوود عبد السيد وسيد خطاب، رئيس جهاز المصنفات على الرقابة، وعماد أبو غازى، وزير الثقافة السابق، ونخبة من مبدعى وسينمائى مصر. وأشار إلى أن الاجتماع الأول للجنة نهاية الأسبوع الجارى، مشددا على أن محور الثقافة يشمل كل أشكال الإبداع من فن وسينما ومسرح وغيرهما واعتبرهم الموروث الحضارى لمصر.