أفاد ناشطون سوريون بقيام القوات الأمنية بقصف عنيف وعمليات اقتحام فى حى الحميدية بمدينة حماة وفق ما نقلته عنهم قناة "الجزيرة" الفضائية اليوم الأحد . وكان أحمد رمضان، عضو المجلس الوطنى السورى، قد اتهم نظام الرئيس بشار الأسد بعرقلة تحركات بعثة المراقبين العرب فى سوريا وتضليل أعضاء البعثة حتى لا تقوم بمهامها على الوجه الأكمل . يذكر أن هيئة التنسيق الوطنية السورية قد أعلنت فى وقت سابق عن توصلها إلى اتفاق مع المجلس الوطنى السورى حول وثيقة سياسية مشتركة تقدم لمؤتمر المعارضة المقرر عقده الشهر المقبل، تحت رعاية الجامعة العربية، ومن أهم بنودها التأكيد على رفض أى تدخل عسكرى أجنبى يمس سيادة واستقلال البلاد، مشيرة فى نفس الوقت إلى أن التدخل العربى لا يعتبر أجنبيا. وتشهد سوريا منذ منتصف شهر مارس الماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد، والتى أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، وتلقى السلطات السورية باللائمة فى هذا الأمر على ما تصفها ب"الجماعات المسلحة"، فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين. من ناحية أخرى أكدت عضو "المجلس الوطنى السورى المعارض" بسمة قضمانى أن المزيد من السوريين ربما يختارون استخدام القوة ضد النظام.. اذا فشلت بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية فى تسليط الضوء على ما وصفته ب"القتل الجماعى" للمحتجين. وقالت قضمانى فى تصريح نقله موقع دامس بوست السورى الإلكترونى اليوم إن المعارضة تخشى ألا يرى المراقبون حقيقة ما يحدث على ارض الواقع، وأن يكون تقريرهم ضعيفا. وأشارت فى هذا الصدد إلى أن حكومة دمشق لم تسمح للمراقبين بالحركة بحرية أو التواصل مع شهود عيان مستقلين. وتابعت قضمانى إن الخطر يكمن فى أن يصور المراقبون الأزمة فى سوريا على انها صراع بين جماعتين مسلحتين.. وهو ما من شأنه أن يثنى الجامعة العربية عن إحالة القضية السورية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأضافت ن فقدان الثقة فى الدول العربية والعالم الخارجى سيزيد الإحباط ويقوى صوت من يدعون إلى تحويل الأزمة إلى صراع مسلح. ونوهت إلى أن البعض سيقولون إن السبيل الوحيد لمواجهة مثل هذه القوة هو الرد بالقوة، مشيرة إلى أن هذا التوجه قوى لأن الناس يدفعون ثمنا باهظا لمواصلة ما سمتها "المقاومة" سلميا. وشددت بسمة على أن زعماء المعارضة يخشون من أن التحول إلى المعارضة العنيفة من شأنه أن يضعف ما وصفته ب"التأييد الدولى القوى للحركة السلمية السورية المطالبة بالديمقراطية" ويترك الشعب وحده فى مواجهة النظام فى وقت يحتاج فيه بشدة إلى الدعم الدولي. ومضت تقول إن المعارضة السورية ربما تطلب التدخل الدولى ما لم يتوقف قتل المدنيين. على الصعيد ذاته هدد رئيس "المجلس الوطنى السورى" برهان غليون، مجددا باللجوء إلى مجلس الأمن الدولى حال عدم التزام النظام السورى بتطبيق المبادرة العربية. وقال غليون، فى تصريحات نقلها دامس بوست إنه إذا لم يلتزم النظام بتلبية الالتزامات التى أخذها على عاتقه فليس هناك حل سوى الذهاب إلى مجلس الأمن".