قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن المساواة يجب أن تكون هى الإرث الذى يخلفه الربيع العربى، وأضافت فى مقال للكاتبة راتشيل شابى، أنه ما لم تتم حماية حقوق الأقليات فإنها ستكون أشبه بالخيوط الرخوة التى يمكن سحبها لكشف الديمقراطيات الجديدة. وتشير الكاتبة إلى أن الأمور تسير حتى الآن على نحو جيد، فالأحزاب الإسلامية التى حققت مكاسب انتخابية فى العالم العربى فى مرحلة ما بعد الثورة، قالت كل ما يطمئن الناس عن اعتدالهم وانفتاحهم، والتعددية هى الكلمة الطنانة فى الخطب التى تُقال من أجل تهدئة المخاوف من صعود الإسلاميين. ففى مصر يضع برنامج الإخوان المسلمين السياسى خطط لدولة مدنية ليست دينية ولا عسكرية تحترم حقوق الإنسان، كما وعد راشد الغنوشى، زعيم حزب النهضة الإسلامى التونسى أنه بغض النظر عن كون تونس دولة مسلمة، إلا أنه لن تكون هناك أى إشارة للدين فى الدستور. لكن هناك زحف للمكون الدينى من جديد فى تونس، حيث أدى الناشط الحقوقى المنصف المرزوقى اليمين كرئيس جديد للبلاد بعد موافقة البرلمان على وضع دستور مؤقتت للبلاد، لكنه مثل الدستور القديم ينص على أن يكون الرئيس مسلما. وبشكل عام، تتابع شابى، لا تتعارض السياسات الإسلامية مع التعددية مثلما هو الحال فى النموذج التركى الذى يطمح إليه الإسلاميون فى مصر. ورغم ذلك لا يزال هناك مخاوف من أن وجود الإسلاميين القوى فى السياسة يمكن أن يشجع على الهجمات فى الشارع بينما لن يقوم هؤلاء الموجودون فى السلطة بما يلزم لمعالجة القضية فى الإجراءات وليس مجرد الشعارات. وتشدد الكاتبة على أن عدم الإعتداد بحقوق الأقليات باعتبارها حجر الزاوية فى الديمقراطيات العربية الجديدة، سيجعلها أشبه بالخيوط الرخوة التى يمكنها فى أى وقت أن تكشف الصورة الكاملة لتلك الديمقراطية. فعلى مدار عقود، ظل الطغاة والمستعمرون على وجه السوء ينتهكون التنوع فى المجتمع ويثيرون انقسامات بين الشعوب التى يحكمونها، ويعلون من شأن جماعة فوق أخرى لخلق الانفصال الاجتماعى والضعف.