مفتى السعودية: العصبيات القبلية تدمر الأوطان وليست من الإسلام

حذر مفتى السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المسلمين من إثارة النعرات بكل أشكالها، واصفا إياها بدعوى الجاهلية التى نبذها الإسلام لأنها تنشر الأحقاد والكراهية بين المسلمين وتؤثر على وحدة الوطن.
وقال مفتى عام السعودية، اليوم الجمعة، إن من يدعو إلى العصبية القبلية فهو أمر خاطئ ودعوى جاهلية لا مقام لها فى بلادنا والإسلام نبذ ذلك وحذر منه، مؤكدا أن إثارة النعرات مخالفة للشرع تتسبب فى تفتيت المجتمع وتدميره.
من جانبه، اعتبر عضو هيئة كبار العلماء المستشار فى الديوان الملكى الشيخ عبد الله المنيع أن فعاليات ومسابقات تثير النعرات هى من البدع الضالة، مؤكدا أن كل من ينساق وراء هذا النوع من السباقات مشمول بصفات "التبذير والإسراف وكذلك التغرير ببسطاء العقول".
وأكد المنيع أن هذا التفاخر مما كان لدى الجاهلية من الأعراف والتقاليد البالية المنافية مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ومن ذلك العدل فى الإنفاق والبعد عن الإسراف والتبذير، مذكرا بقول الله تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وقوله تعالى فى شأن المال وحفظه (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم).
وأشار المنيع إلى أن مشايخ القبائل، حينما يلزمون أفرادهم بمبالغ ينفقونها للدخول فى هذا التفاخر والتباهى، يعتبرون ظالمين لإخوانهم وإخوانا للشياطين من حيث الإسراف والتبذير، والله سبحانه وتعالى غيور على حدوده ونعمه، ولا شك أن المتجاوزين لهذه الحدود والكافرين بنعم الله، جديرون بغضب الرحمن، سائلا المولى عز وجل أن يعيد أهل هذا التصرف الآثم إلى رشدهم.
بدوره، أكد المستشار فى الديوان الملكى السعودى الشيخ عبد المحسن العبيكان أن الإسلام جاء بالقضاء على العبودية والطائفية وجعل المسلمين إخوة وجعل الترابط بينهم بالدين، وحثهم على الألفة والمحبة والاجتماع وعدم التفرق والنزاع وقال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)، مشددا على أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية شددت على إبطال ما كان فى الجاهلية من نعرات وعصبيات وجعل المسلمين إخوة يتراحمون ويتعاطفون (وكونوا عباد الله إخوانا).