أكدت صحيفتا الجادريان والدايلى مايل البريطانيتان اليوم, الأربعاء، أن الحكومة البريطانية تعد لانسحاب جميع قواتها من العراق قبل يونيو المقبل. وأكدت الجارديان نقلا عن مسئول كبير فى وزارة الدفاع، أن لندن ستبدأ سحب فرقتها فى مارس المقبل، وأن آخر الجنود سيغادرون فى يونيو مدينة البصرة فى جنوب العراق التى تنتشر قربها القوات البريطانية. وأوضحت الصحيفة أيضا أن القوات البريطانية لن تسلم السلطات العراقية قاعدة البصرة الجوية التى يتمركز فيها القسم الأكبر من الأربعة آلاف جندى بريطانى فى العراق، لكن سيحل محلهم آلاف الجنود الأميركيين. وكانت الحكومة البريطانية تحدثت فى الفترة الأخيرة عن "تغيير أساسى لمهمة" قواتها فى العراق فى 2009. وفى المقابل، أكدت فى منتصف نوفمبر الماضى، أن ليس "لديها خطة" لسحب فرقتها، نافية تصريحات مستشار الأمن القومى العراقى موفق الربيعى الذى أكد أن جميع الجنود البريطانيين سيغادرون العراق قبل نهاية 2009. وتنتشر القوات البريطانية فى العراق منذ اجتياحه فى مارس 2003 فى إطار تحالف دولى تقوده الولاياتالمتحدة. من ناحية أخرى، قدمت الحكومة العراقية أمس, الثلاثاء، فى واشنطن برنامجا إقليميا طموحا للتعاون على صعيدى الأمن والموارد الطبيعية والطاقة، "لإزالة الكراهية والارتياب" بين بلدان الشرق الأوسط الكبير. وقال على الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أمام خبراء فى مركز للبحوث فى واشنطن "معهد الولاياتالمتحدة للسلام"، إن "العراق سيكون فى صلب هذا المشروع". ويرمى البرنامج إلى شق طرق عبر الحدود تربط البحر المتوسط بالخليج، وتقاسم الموارد المائية وتحسين نقل المحروقات وتشجيع المشاريع الاقتصادية المشتركة، ورفع العوائق التجارية والتصدى للإرهاب وتدارك النزاعات الحدودية. وأوضح الدباغ أن بلاده يمكنها الاضطلاع بدور مركزى بفضل احتياطاتها النفطية الكبيرة، وموقعها الجغرافى بين الخليج وأوروبا، طالما أنها تخلت عن دورها المقوض للاستقرار وتتطور نحو نظام ديمقراطى متعدد الإثنيات والطوائف. وأكد أن مشروع "الشراكة الاقتصادية الإقليمية" هذا، يثير "اهتماما كبيرا" فى المنطقة، وخصوصا فى تركيا وإيران وسوريا والأردن والسعودية والكويت. وقد بدأت الحكومة العراقية إجراء مناقشات غير رسمية مع الكويت وسوريا وتركيا، حول هذا المشروع الذى "سيزيل الكراهية والارتياب" من خلال التقريب بين المجموعات الإثنية والدينية فى المنطقة. لكنها لم تناقشه بعد مع إيران. ولدى تقديمه للمرة الأولى ما سماه "الرؤية الرسمية" للحكومة العراقية، اعتبر الدباغ أن الوقت قد حان ليبدأ العراق والبلدان المجاورة "عصرا جديدا".