قال عبد الغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن شباب ثورة 25 يناير كانوا حصيلة 10 سنوات من الاحتجاجات قبل الثورة، وهى عمر الحركة الاحتجاجية السياسية المصرية منذ 2000م والتى ربت لديه وعياًً ورؤية وأساليب عمل مختلفة متطورة، ولم يكن وجودهم مفاجئاً. وأضاف شكر خلال اللقاء الذى أعدته الهيئة العامة للكتاب، مساء أمس، لقراءة ومناقشة كتاب "ثورة 25 يناير.. قراءة أولية ورؤية مستقبلية"، وأدارها يسرى العزباوى الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام، أن تلك المسيرة قد مرت بثلاث محطات رئيسية مهمة، المحطة الأولى تأسيس اللجنة الشعبية لمساندة الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، والمحطة الثانية فى مارس 2003 عندما قامت أمريكا بغزو العراق وبدأت المسيرة التى اشترك فيها 20 ألف مصرى، واشتبكوا مع قوات الأمن التى حاولت قمع المظاهرات وتعد تلك المناوشات، وأكد "شكر"، أنها كانت بروفة ليوم 25 يناير وكانت أول تحرك جماهيرى حيث انضم لها الجماهير فى الشارع، وتأسست فى خضم هذا الحراك "اللجنة شعبية ضد غزو العراق ومساندة الشعب العراقى "و أيضا حركة "9 مارس" التى نادت باستقلال الجامعات. وأضاف المحطة الثالثة والأهم هى حركة "كفاية" التى تأسست تحت شعار لا للتوريث ولا للتمديد وقامت بأول مظاهرة أمام مجمع التحرير يوم 12 ديسمبر عام 2004 وتضامنت مع حركة استقلال القضاء ووقفات عديدة بداية من ظهور تيار الاستقلال عام 2006، وتحركت 2007 ضد التعديلات الدستورية وقامت بمظاهرات احتجاجية ونمت لديها فى خضم هذا الحراك خبرة فى تنظيم المظاهرات والحشد لها بالرغم من القمع الموجود وقتها، وكان جيل السبعينيات هو الذى أسس كفاية وغيرها من الحركات الشعبية، هذا الجيل الذى ظهر منذ قيامه بحركات طلابية بعد النكسة وامتد نشاطه وتواصله مع الأجيال التى جاءت بعده. وتابع أما جيل 2010 الذى نظم الثورة هو الجيل الذى نظم صفوفه منذ 2007 منذ التضامن مع عمال المحلة الكبرى وكون حركة 6 إبريل، وحركة "شباب من أجل العدالة والحرية" وصفحة "كلنا خالد سعيد" التى تكونت من أجل الدفاع عن الكرامة واتخذت من "خالد سعيد" أيقونة للشباب الذى تم إهدار كرامته وطموحه. أيضاً "حملة طرق الأبواب" التى خرجت لدعم البرادعى لجمع التوقيعات، لإثبات أن الشعب يريد التغيير وتكونت "الحملة الشعبية لدعم البرادعى" نزلوا هؤلاء للواقع حينما تأسست (اللجنة الوطنية للتغيير) التى ضمت شباب اليسار والليبراليين والإخوان وشباب الأحزاب السياسية المختلفة. وقد ساهم تكوين البرادعى للجنة الوطنية للتغير فى انتقال هؤلاء من العالم الافتراضى إلى العالم الواقعى حيث نمت لديهم خبرة فى التعامل مع الشارع ودرسوا عن طريق جماعات وورش عمل ومن خلال الإطلاع على شبكة الانترنت إمكانات أجهزة القمع المتمثلة فى الأمن المركزى وتوصلوا للكر والفر، وكان أقصى أملهم أن يدخل 5000 متظاهر للميدان، واكتسبوا طرق الحشد والتظاهر، وتوصلوا إلى أنه لا يمكن القيام بالإضراب دون تكوين شبكة تقوم بالإضراب العام، وتكونت لديهم الرؤية السياسية التى تلخصت فى: الإسقاط السلمى لنظام مبارك، فترة انتقالية، جمعية تأسيسية، مجتمع العدل والحرية. وقال "شكر" تعلمت تلك الأجيال من الخبرة النضالية من الأجيال السابقة وأيضاً كان لهم إبداعهم الخاص للّحظة الراهنة، وانتقلوا بسرعة من المطالب الإصلاحية إلى المطالب الثورية "الشعب يريد إسقاط النظام"، وابتكروا "الجمعة المليونية" والتى تعد الضامن الأهم لاستمرار الثورة. وأضاف، أن مستقبل الثورة وشبابها كان له ثلاث احتمالات: الأول التفكك والتهميش، أو التحول إلى قوى سياسية وأحزاب والاحتمال الأخير أن تتحول إلى جماعات ضغط تشارك فى الحشد، والثلاث احتمالات قائمة بشكل كبير حتى الآن وهو مؤشر جيد، فهناك حركات لم تعد لها وجود واختفت أو دخلت فى نسيج آخر وهناك الحركات التى انقسمت على نفسها مثل" 6 إبريل" فقسم تحول كجماعة ضغط والآخر تحول إلى حزب سياسى، كما أن ائتلاف شباب الثورة الذى يضم الحركات التى دعت للثورة قد دعى إلى ائتلاف انتخابى "الثورة مستمرة ". وأخيرًا تحدث عن الوضع السياسى الراهن والذى أكد أنه تحكمه حقيقة كبرى وهى أن الثورة لم تستطع أن تكون موجودة فى السلطة حتى الآن، وأن من فيها من النظام الذى اكتفى بإزالة مبارك مع استمرار النظام، ومقابل ذلك ينادى الشباب الواعين بالثورة والذين قاموا بها بأن الثورة مستمرة والتغيرات لابد وأن تكون جذرية، وهذا سوف يتحقق لثلاث أسباب، أولا: أن مصر دخلت بشبابها فى مرحلة ثورية للمرة الأولى ولن تتراجع أو تستقر الأوضاع فيها إلا بتغيير جذرى، ثانيا الشباب الذى قام بالثورة مازال قادرا على الموت دفاعاً عن مبادئه وأهدافه، الأخير أن هؤلاء الشباب قد سبقوا النخبة التى تربت فى كنف النظام وأقصى طموحاتها الحلول الوسط. بينما قال "العزباوى" إن الكتاب يعد من أهم مصادر توثيق الثورة المصرية المجيدة التى خرجت فى يناير الماضى، حيث أنهى الباحثون المشاركون فى الكتاب قراءاتهم وأبحاثهم التحليلية بعد أيام من التنحى، وبهذا يكون الكتاب قد خرج فى خضم الثورة متابعاً لها ومحللاً لأسبابها وكيفية قيامها. وأضاف أن الكتاب صدر فى طبعتين وقد نفذوا بالكامل، صدر عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، وانقسم إلى ستة أبواب رئيسية الباب الأول: تناول تحليل القوى المشاركة فى الثورة، وتناول الثانى: أداء النظام السياسى أثناء الثورة، أما الباب الثالث فقد خصص لتحليل أداء المؤسسات الأمنية والعسكرية فى أثناء الثورة، والباب الرابع تناول بالتحليل الأبعاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأيام الثورة الأولى، والباب الخامس تناول الثورة ومحيطها الدولى والإقليمى وكيف أثرت فى المنطقة وفى العالم، وجاء الباب الأخير بعنوان الثورة والمستقبل لتقديم رؤية لمستقبل العناصر التى قامت بالثورة و كيفية تحول المجتمع وقيام دولة القانون والمؤسسات.