فى الأيام الأخيرة قبل بداية انتخابات المرحلة الثانية والمقرر لها 14 و15 ديسمبر الحالى يبدو المشهد فى محافظة الإسماعيلية أكثر سخونة والمعركة على أشدها، خاصة بعد نتائج المرحلة الأولى التى أكدت اكتساح التيار الدينى بمعظم القوائم وبدأت الأحزاب المشاركة فى الانتخابات تستعد لمعركة تكسير عظام ما بين دعاية ضعيفة وفقيرة وبين دعاية تصرف عليها الملايين والجميع لدية أمل فى حسم المعركة لصالحة، وهو أمر مشروع ولا غضاضة فيه ولكن على ارض الواقع يبدو الأمر مختلفا فهناك تحالف سلفى إخوانى على مقعدى الفردى الفئات للإخوان ومرشح الحرية والعدالة الدكتور هشام الصولى والسلفيين قدموا محمد الهوارى على مقعد العمال وهناك اتفاق مكتوب بين الطرفين على تحالف القوتين للصولى الهوارى، الأمر الذى يضعف موقف بقية مرشحى الفردى وهم ليسوا بالقلة فهناك 158 مرشحاً. وتنحصر المنافسة الشرسة بين الدكتور هشام الصولى والدكتور محمد حسن حامد القيادى اليسارى وأحد قيادات حزب الكرامة حالياً وكل المرشحين طبيب وأيضاً لكل منهما تاريخه النضالى المحترم فى العمل السياسى لذلك المعركة لن تكون سهلة وأيضا على معد العمال تنحصر المنافسة بين محمد الهوارى عمال سلفيين وزين العابدين عيسى عمال مستقل، بالإضافة إلى وجود قوى تخضع لاعتبارات عائلية وقبلية وأيضا للمال فهى معركة مفتوحة لا توجد قواعد حقيقية ملزمة لتقنين الدعاية للمرشحين بل أن هناك أبواب خلفية كثيرة جدا يدخل منها أصحاب المال لا يستطيع أى مراقب أن يمسك عليهم مخالفة واحدة وهذا الأمر يظهر جليا فى دعاية بعض المرشحين من بينهم من كانوا ينتمون للحزب المنحل وهم يصرفون أموالا بشكل يثير الدهشة مستخدمين خبرات سابقة منحهم لهم الحزب المنحل صاحب اكبر تجربة فى الانتخابات على مدار الثلاثين عاما الماضية فهم يعرفون أين تقع الكتل الصوتية فى الأرياف فيقومون بعمل مساومات غير واضحة من تجنيد لكبار هذه الكتل الصوتية والاستحواذ على معظم الأصوات الموجودة لديهم مثل ما كان يحدث فى السنوات الماضية ففى منطقة فايد وسرابيوم وهى المنطقة الجنوبية من الإسماعيلية يتنافس عدد من أعضاء المنحل على الفردى أكثرهم حظا عيسى زين العابدين وكيل مجلس محلى المحافظة السابق وهو يملك كتلة صوتية فى منطقة سرابيوم وقراها مرشح فلاح وفى مدينة فايد نفسها مصطفى ربيع مرشح الوطنى فى الانتخابات التكميلية على مقعد العمال قبل 2010 إثر وفاة النائب السابق محمود سليم وقيل وقتها أن الحزب الوطنى ضحى به واسقط حتى يثبت للرأى العام أن هناك نزاهة فى الانتخابات بعد فشل مرشح الوطنى الوحيد فى الحصول على نسبة ال10% من الأصوات ولم يكن أمامه احد ويستغل ربيع هذه الشائعة ليؤكد أنة كان من المرفوضين للحزب المنحل بدليل ما حدث معه ومصطفى ربيع لدية كتلة تصويتية فى مدينة فايد وبعض المناطق المجاورة وفى نفس القطاع ينافس الدكتور عبد العاطى الصياد عميد كلية التربية السابق على مقعد الفئات وكان مرشحا محتملا للرئاسة إلا أنة فضل انتخابات الشعب وهو أيضا يملك كتلة صوتية فى مدينة فايد، خاصة أنة ترك الحزب الوطنى منذ سنوات ويملك عقلية علمية ربما تساهم فى حل بعض المشكلات أما قطاع الشمال الشرقى وهى منطقة التل الكبير أبو صوير والقصاصين بالإضافة إلى القنطرتين شرق وغرب فهو منطقة تعتمد على العائلات والتى تضم عدد كبير من قبائل البدو والعرب والصعايدة والمنافسة فى هذه المنطقة أكثر شراسة لوجود أسماء بعينها منها ما هو منتمى للوطنى مثل النائب السابق سعيد شعيب والذى يملك خبرة كبيرة فى الانتخابات السابقة ولدية كتلة تصويتية كبيرة من العرب والبدو وأيضا الدكتور صلاح جريش أستاذ جامعى ومن عائلة الجرايشة فى منطقتى أبو صوير والقصاصين. وفى مدينة الإسماعيلية التنافس شرساً على مقعدى الفردى الفئات والعمال والقوائم أيضا لا تسلم من هذه المنافسة فالحزب العربى للعدل والمساواة احد الأحزاب الذى يعتمد على أصوات العرب والبدو وهم يمثلون نسبة كبيرة من أعضاء الحزب ويدخل فى منافسة مع الكتلة المصرية وحزب المصريين الأحرار وينافس حزب الوعى بقائمة الشباب فى مدينة الإسماعيلية وضواحيها معتمدا على قطاع الشباب المشارك فى الثورة كما تنافس قائمة الثورة مستمرة على قائمة حزب التحالف فى معظم أنحاء الإسماعيلية بقطاعاتها المختلفة والتركيز على القطاعات القبلية والعائلات للمرشحين والعمال والفلاحين فى ريف الإسماعيلية ويبقى كتلتى التيار الدينى الحرية والعدالة والنور فهما ينافس كل منهما الآخر داخل مدينة الإسماعيلية وضواحيها فالإخوان لديهم خبرة اكبر بالعمل السياسى، وبالتالى سينعكس هذا على الكتلة الصوتية وربما يحصل الإخوان على اكبر نسبة تصويتية فى الانتخابات بقائمة الحرية والعدالة وربما أيضاً يليهم مباشرة حزب النور السلفى وبكل الأحوال الانتخابات فى الإسماعيلية لن تكون معركة سهلة بل ستكون شرسة للغاية وتحسمها الكتل الصوتية المنظمة وتساهم فيها الأموال والقوى البشرية.