بين دموع ونحيب الأهل على أحوال ذويهم، وآهات المرضى جراء آلامهم من الجروح التى لحقت بهم فى الرأس والأعين والبطن وغيرها، رصد برنامج "صباحك يا مصر" على قناة دريم - فى حلقة اليوم الأحد - أحوال مصابى التحرير الذين يرقدون فى مستشفى القصر العينى لتلقى العلاج. بدأت الإعلامية جيهان منصور، مقدمة البرنامج، جولتها بين مصابى التحرير، من قسم الرمد حيث عشرات من الأشخاص الذين فقدوا أعينهم جراء طلقات الرصاص الحى والخرطوش، ليروى كلا منهم قصة مأساوية تدمى القلوب، وتجعلنا نطالب بالقصاص لهم. "عبد الله" أحد مصابى التحرير، أصيب فى رصاصه أدت إلى انفجار فى عينه، وينتظر عملية جراحية، والحال أيضا ينطبق على "عمر فتحى"، ذلك الشاب الذى داخ من الإصابة وسقط على الأرض، والاثنين كانا فى بداية شارع محمد محمود. أما يحيى مهران فرغم أنه كان ينقل المصابين من شارع محمد محمود، ألا أن رصاصات الغدر لم تمهله إكمال مهمته، وأصيبت عينه بطلق خرطوش استقر بها ولم يخرج حتى الآن. الحال السابقة أيضا تنطبق على "صالح محمود"، حيث أصيبت عينه بطلق خرطوش أثناء نقله للمصابين ، وحاول الفرار من أرض الاشتباكات فى شارع محمد محمود، وهو ينظر إلى الدماء التى تسيل من عينيه ولا يعلم ما إذا كان قد فقدها نهائيا أم لا. محمد عبد اللطيف، أحد أعضاء الائتلاف المستقل لشباب الثورة، كان يشارك أيضا فى إسعاف المصابين، وأصيب بطلق خرطوش فى عينه، وخضع لعملية جراحية قام فيها الأطباء بخياطة 8 غرز فى "القرنية"، وما زالت بلية الخرطوش فى عينه حتى الآن لتظل معاناته مع المياه البيضاء والنزيف الداخلى والخارجى. مصابو التحرير الراقدون فى القصر العينى لا تتوقف معاناتهم عند العين فقط، وإنما بعضهم لديه إصابات أخرى، مثل الطالب "محمد أبو بكر"، الذى كان يهتف مع باقى الشباب فى شارع محمد محمود، وأصيب بثلاثة طلقات خرطوش فى صدره لكنه لم يسقط على الأرض، وجرى محاولا الهرب لكن الضابط باغته برصاصة فى القدم حتى يضمن إعاقته. وأثناء أدائه مهام عمله، أصيب أحمد عبدالعزيز، الصحفى بجريدة النبأ، بطلق حى أثناء فض اعتصام التحرير يوم السبت الماضى، بينما أصيب طارق محمد "نقاش" برصاصة اخترقت بطنه لتسبب له مشاكل عديدة فى المعدة والكبد والأمعاء. وبصوت لا يكاد يسمعه أحد حتى من يقترب إلى فمه، بكى ماجد هشام، طالب 16 سنة وحاصل على 11 بطولة فى الكونغ فو، بكى وهو يتذكر مشهد صديقيه الذين كانا يقفان معه فى التحرير يبحثا عن حقيقة ما يجرى، فسمعا صوت الرصاص وفجأة سقط صديقيه شهداء فى غمضة عين، لم يجد ماجد حينها سوى أن يقذف طوبة كانت بجواره جهة من قتل صديقيه، وكان الرد بإطلاق الرصاص عليه هو الآخر. أطباء المستشفى أكدوا أن أغلب الإصابات كانت بطلقات نارية، وأن هناك حالات اختناق شديد نتيجة الغازات المسيلة للدموع تم نقلها إلى معهد السموم، فيما أكدت الإعلامية جيهان منصور أن المتظاهرين فى التحرير كانوا يريدون قول كلمة حق، وبالتالى فمن الواجب علينا ألا ننساهم فى زخم الأحداث السياسية والانتخابات، ويجب فتح تحقيقات عاجلة للكشف عن المتسببين فى إصابتهم.