رحب عدد من المثقفين المصريين، بقرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا بالجامعة، معتبرين ذلك خطوة جيدة للضغط على النظام السورى لوقف حالات القمع التى يعيشها الشعب السورى الآن، وأنه لا يمكن للجامعة أن تتخذ أكبر، بينما رأى البعض أنه على الجامعة أن تكون أكثر حسما فى التعامل مع الوضع السورى واتخاذ إجراءات أقوى لحماية المدنيين فى سوريا. قال الروائى بهاء طاهر، إن القرار الذى اتخذته جامعة الدول العربية هو قرار كافٍ بالنسبة للدول العربية الآن، ولا يمكن أن تتدخل بشكل أكبر من ذلك فى الشأن السورى، وأضاف أنه يرفض تصاعد الأمور بشكل أكبر لتصل إلى تدخل عسكرى فى سوريا سواء من قوات عربية أو أجنبية. وأضاف طاهر، أنه كان يتمنى أن يستجيب النظام السورى بشكل فورى لمبادرة جامعة الدول، وتوقف القمع التى تحدث للشعب السورى، تصل الأزمة السورية لهذا الحد، حيث كانت هذه المبادرة تمثل مخرجاً عربياً مشرفاً للأزمة السورية، وتمنع أى فرصة للتدخل الأجنبى، إلا أن النظام السورى أبى ذلك، واختار أن يعزل سوريا، التى يراها قلب العروبة النابض، عن العالم العربى. بينما رأى الكتاب يوسف القعيد، أن القرار جاء متأخراً كثيراً بعد سقوط ما يقرب من 3500 من الشعب السورى، ويأمل ألا يكون خروج هذا القرار الآن تمهيداً لقرارات أخرى أكثر خطورة مثل التدخل فى سوريا بأى شكل، وأنه لا يمكن النظر لهذا القرار بعيدا عما يحدث فى الشأن الإيرانى الآن. وأضاف القعيد، أنه بالرغم من ثقته الكبيرة فى نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلا أنه تعجب من موقف الجامعة من الشأن السورى مقابل رفضها اتخاذ أى قرار ضد النظام الليبى السابق، وسمحت بالتدخل الأجنبى، وعدم تدخلها لوقف قمع النظام اليمنى لشعبه. وقال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، إن هذا القرار جيد، ولكنه غير كافٍ، ولكن لا يمكن انتظار أكثر من ذلك من الجامعة، لأن معظم الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية تعيش فى ظل نظم استبدادية. وأشار إلى أن هذا القرار يعد إنذاراًَ للدول العربية التى تقوم على الطغيان والاستبداد ومصادرة حريات شعوبها، فهذه الأساليب لا يمكنها أن توقف الشعوب الآن أو تسكتهم عن المطالبة بحقوقهم. وأضاف حجازى، أن النظام السورى يعد جزءاً من نظام عربى أكبر تعيش فى ظله معظم الدول العربية، وحتى الدول التى نجحت فى إسقاط حكامها "الطغاة"، مهددة بمواجهة نظم أكثر طغيانا، إذا نجحت التيارات المتشددة فى الوصول إلى الحكم، فلا يوجد دولة حتى الآن استطاعت أن تمهد لنظام ديمقراطى حقيقى. وقال الشاعر شعبان يوسف، إن هذا القرار يعد قرارا جيدا إذا أتبعته إجراءات صارمة، ولا يكون قرارا لرفع الحرج عن الجامعة أمام الرأى العام العربى، كما رأى أنه ينبغى طرد السفير السورى من مقعد الجامعة العربية، لأنه ممثل النظام الفاشى الذى دمر شعبه. بينما رأت الكاتبة هويدا صالح، أنه على جامعة الدول العربية اتخاذ موقف أكثر حسما لحماية المدنيين فى سوريا، ووقف الأعمال الوحشية التى يواجهها الشعب السورى، حتى إن اضطرت إلى التدخل العربى العسكرى لحماية المدنيين، مضيفة أن العقوبات الاقتصادية لن تمنع الدبابة أو العسكرى من قتل المدنيين الأبرياء وتوقف نزيف الدم السورى، فهى إن كانت تدق مسمارا فى نعش النظام السورى، ولكنها غير كافية لحماية المدنيين.