• المجلس العسكرى يفتقد الخبرة الإعلامية • تصوير القذافى بهذه الصورة تجاوز كبير فى حق الإنسانية • الإعلام الرسمى يعانى من أزمة حقيقية فى المهنية وعلى وزير الإعلام أن يركز على تطوير ماسبيرو لا يمكن أن تعتبره مجرد أحد مقدمى التوك شو التى انتشرت كالنار فى الهشيم على كل القنوات الفضائية والأرضية، لأن معتز الدمرداش نجح فى فترة قصيرة فى أن يصنع من نفسه واحدا من رموز الإعلام المصرى، بما يمتلكه من أدوات إعلامية تجعله الأقرب إلى قلب وعقل الجمهور المصرى والعربى أيضا. الإعلامى الكبير معتز الدمرداش بدأ حواره مع «اليوم السابع» بتوجيه رسائل قصيرة، قال فيها للمجلس العسكرى: ربنا معكم، وقال لوزير الإعلام: مهمتك ثقيلة، وقال لرئيس الجمهورية القادم: أنت لست حاكما مطلقا لمصر، ولا تملك سلطة مطلقة، وقال لعصام شرف: أنت سيئ الحظ فى المرحلة الانتقالية، وقال لمبارك: ربنا معاك، الشعب والقضاء يحاكمونك، والتاريخ هو الذى سيثبت الحقيقة. وكان هذا مدخلا إلى باقي الأسئلة التى شملت العديد من الملفات الإعلامية والوطنية. ما رأيك فى الاتهامات التى وجهت إلى معظم مذيعى التوك شو بتحول مواقفهم بعد الثورة؟ - أنا أول مرة أسمع أنى مذيع توك شو من المتحولين، هذه عبارة جديدة على، فمنذ بدايتى كانوا يصفوننى بأنى ضد الحكومة باستمرار، وتأثرى بالمرأة التى بكت بعد تنحى مبارك، هو أشهر ما يؤخذ ضدى، فقد كان مجرد تعاطف مع سيدة تشعر بالتوتر والانفلات الأمنى، وهذا لا يعنى أنى أوافق على موقفها. متى اعترفت أن 25 يناير ثورة؟ - يوم التنحى، عندما استطعت أن أقول لأول مرة منذ عشرات السنين أقول «رئيس سابق»، وليس «رئيس راحل»، وشعرت عندها أننا دخلنا فى عصر جديد. كيف تبلورت الأحداث فى وجهة نظرك منذ بداية الثورة؟ - طريقة تقديمى لبرامجى لا تأخذ شكلا سياسيا، حيث إننى لا أنتمى إلى أى تيار سياسى، لهذا كنت أتعامل مع الأحداث التى وقعت عن طريق نقل وجهات النظر دون أن أقحم فيها قناعاتى الشخصية، وعندما أقول وجهة نظرى تكون تعليقات على سلوكيات عامة ليس لها أى علاقة بتيار سياسى معين، أفضل أن أكون صاحب أجندة، وأفضل أن أقول كلامى ليستطيع المتلقى تكوين قراره. ما هى الأسباب الحقيقية لرحيلك من قناة المحور؟ - أسباب رحيلى مجموعة متراكمة من الخلافات بينى وبين إدارة المحطة أو بالأحرى صاحب القناة، مع وجود صعوبة فى التناغم الفكرى، وآخر هذه الخلافات كان رفضى إجراء حوار مع عبود الزمر فى منزله، لأنى مذيع توك شو، ومن المفترض أن تأتى لى الضيوف فى الاستديو. أليس من الغريب أن ترفض إجراء لقاء مع عبود الزمر فى الوقت الذى كان البعض يتسابق فيه لمجاملة التيار الدينى؟ - لست مع أى تيار ضد آخر، ولست ضد استضافة عبود الزمر لأنى كإعلامى أستضيف كل الناس، ولكن لا يجب أن نعطى شخصا أكبر من قدره، ولا يجب أن أتعامل مع عبود الزمر كأنه نيلسون مانديلا، لأنه فى النهاية كان متهما بقتل رئيس الدولة. ما تعليقك على وجود رقابة عسكرية على الإعلام بعدما تعرض له المذيع يسرى فودة أخيرا؟ - أرفض الرقابة على الإعلام من الأساس، وهذا كان من ضمن أهداف الثورة، ولكن أرى أنه يجب أن تكون هناك هيئات مدنية مهنية مستقلة منتخبة من الإعلاميين يخضع لها الكل وتملك حق معاقبة الإعلام المنفلت، لأنه لا يوجد إعلام بلا محاسبة أو مساءلة، متبعة فى كل دول العالم. أنت من أبناء التليفزيون المصرى، فكيف ترى أداءه فى الأحداث الأخيرة، وعلى الأخص فى أحداث ماسبيرو؟ - القائمون على ماسبيرو لديهم مشكلة حقيقية فى المهنية، وهم فى حاجة لإعادة النظر فى منظومتهم الإعلامية، ولا توجد مقارنة بين الإعلام الرسمى ومذيعى التوك شو، حيث توجد مساحة مهنية شاسعة لصالح برامج التوك شو مع احترامى وتقديرى للإعلام الرسمى. وزير الإعلام اتهم مذيعى التوك شو أن لديهم أجندة تحريضية ضد الإعلام الرسمى؟ - من الأجدر من القائمين على وزراه الإعلام أن يعملوا جاهدين على تطويرها بدلا من إطلاق تصريحات بها قدر كبير من نظرية المؤامرة، وعليهم أيضا التخلص من التركة الثقيلة التى ورثها التليفزيون المصرى من نظام بيروقراطى عقيم وهى المحسوبية والمميزات لأبناء العاملين، فيجب أن يكون من يظهر على الهواء خاضعا لمعايير المهنية فقط. الإيقاع بين المسيحيين والمسلمين وأيضا المحامين والقضاة وعدد من التيارات السياسة وبعضها، أليس من الصعب اعتباره صدفة؟ - الشواهد كلها تقول إن هذا ليس بصدفة، لكن يجب أن نتجاوز أن هناك طرفا ثالثا يعبث بأمن مصر، لكن من هو؟ يجب أن تشير جهات التحقيق إلى من هو الطرف الثالث، يجب أن تكون هناك شفافية. بصفتك إعلاميا ما رأيك فى البيانات التى يصدرها المجلس العسكرى؟ - أنا أتعامل مع المجلس العسكرى كمؤسسة من ضمن المؤسسات المصرية، لكنى يجب أن أنتقد أداءه الإعلامى وأشفق عليه، لأنه ليست لديه خبرة فى إدارة الحياة المدنية إعلاميا وسياسيا، كان يجب عليه أن يستعين بمستشارين إعلاميين ويجب أن يعيد النظر فى الأداء الإعلامى الذى يتبعه. ما رأيك فى تصوير محاكمة رموز النظام السابق؟ وعرض صور القذافى إعلاميا وهو مقتول؟ - أنا سعيد جدا بمحاكمة رموز النظام السابق، لأن مصر بهذا تقول للعالم كله إننا متحضرون، وإنه لا يوجد أحد فوق طائلة القانون وهذه الفكرة يجب أن تترسخ بين المواطنين، لكن بعد فترة شعرت أن هذه الفكرة تستخدم للشو الإعلامى، وما يهمنى الحكم. - أما عن القذافى فهذا تجاوز كبير فى احترام آدمية البشر رغم كل ما أجرمه القذافى فى حق شعبه. هل كانت برامج التوك شو تدار سابقا من جهات أمنية؟ - لم تتم مراجعتى من أى جهات أمنية قبل أو بعد الثورة، لكن الجهات الأمنية كانت بالتأكيد تنسق مع إدارة القناة قبل الثورة، ولكن دون علمى، وكانت هناك بعض الفقرات تلغى فجأة. أثناء استضافتك والدتى خالد سعيد ومينا دنيال ما الرسالة التى كنت تود توصيلها؟ - أن المصريين همومهم ومآسيهم واحدة، وليس من المفروض أن نستسلم لنظرية إشعال الفتنة، حيث اختلطت دماء المصريين طوال السنوات الماضية على الجبهة وأيام ثورة يناير، وحتى لو كان خالد سعيد مجرما لا يصح أن ينهال عليه أحد بالضرب حتى يموت، فهذا يعنى أننا مجتمع همجى، أما مينا فهو شاب وطنى هو وعائلته وكان يجب على أن أثبت ذلك فى الحلقة، لأنهم كانوا يطالبون بحقوق مشروعة، لذا أرفض الطريقة التى تعامل بها الاثنان. فى برنامج مصر الجديدة افتتحت البرنامج بحلقة فريد الديب، ألم تخش من المزايدة عليك؟ - أنا لم أخصص الحلقة للدفاع عن الرئيس السابق، لكن كان لابد من فتح المجال لكل التيارات السياسية، وغير ذلك استضفت الديب فى ساعة واحدة وقبلها كانت هناك ساعة أخرى تدافع عن حقوق الشعب المصرى وتقارير عن الشهداء وأهالى الشهداء، بالإضافة إلى أنه لا يجب أن نقصى شريحة من المجتمع. هل ترى أن برنامج مصر الجديدة حقق النجاح الذى كنت تنتظره، وهل هناك عروض من «mbc» لتقديم برنامج منوعات؟ - شهادتى محرجة فى برنامجى، لكن أنا مستمتع بالبرنامج ومستمتع بالعمل فى قناة الحياة، وأترك التقييم لمراكز بحوث المشاهدة والجمهور، ولم تقدم لى أى عروض من أى قناة فى الفترة الحالية. فى رأيك كيف يجب أن يستعد الإعلام للمعالجة فى الانتخابات المقبلة؟ - هناك فرق بين رئيس حزب يمتلك قناة، وانتماء القناة لتيار سياسى معين، بخصوص دكتور سيد البدوى، فقناة الحياة ليس لها أى علاقة بحزب الوفد، برنامجى يجب أن يحافظ على مساحة محددة من كل التيارات السياسية، وعن تغطية الانتخابات يجب نقل الحقيقة والخبر، كل يحدث بكل بساطة بموضوعية تامة.