أثار مقاطع الفيديو التى تم تداولها عقب القبض على العقيد معمر القذافى وما فعله الثوار الليبيون أمس، الخميس، بقتله العديد من ردود الأفعال بين علماء الدين. الدكتور على أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف يقول، إن التمثيل بجثة الكافر حرام قطعا، ولا يجوز التمثيل بها، لأنها ملك لله، فما بالكم بالمسلم، كما أنه إذا سقط السلاح من الكافر أيضا فى وقت الحرب لا يجوز قتله، ويعتبر أسيرا، ولابد أن يعامل معاملة الأسير بالإحسان إليه، ولكن المشاهد التى رأيناها فى معاملة القذافى وقتله بعد الاستسلام فهى حرام، وكان لابد من تقديمه إلى العدالة، ومن ثم الحكم عليه، وإذا حكم عليه بالقتل فيقتل. أما الداعية الإسلامى الدكتور عبد الله النجار له رأى مختلف، حيث يؤكد أن الحرب لها أحكام مختلفة، ولا يوجد هناك ثقة بين الطرفين المتحاربين وحتى لو استسلم القذافى فإن نفوس الثوار متوجسة منه، وتخشى أن ينال هو منهم، ومن يقوم بالقتل هنا قد يكون بهدف إنقاذ نفسه من القتل، ولكى أصدق استسلامك لابد أن تكون مأمون الجانب وهذا ليس متوفراً مع القذافى. وبالنسبة للتمثيل بالجثة فيقول النجار إنه لا يجوز التمثيل بالجثث فى الحالات العادية، ولكن كلما ازدادت شهرة الإنسان وازداد ظلمه وبطشه فإنه تزداد العبرة به، ولو تمكن القذافى منهم لمثل بجثثهم، وفى هذه الحالة يمكن اعتبار أن هذا الوقت فتنة ووضع الفتنة وشيوع التهمة وشيوع العمل المتمثل فى قتل القذافى للمئات لا يعتبر مخالفة شرعية مقصودة، وبالتالى عدم تحريم ما حدث، لأنه لابد للتحريم من نية القصد للمحاسبة من الله.