ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه لأكثر من ثلاثة عقود، أكد المفكر الإسلامى التونسى، رشيد الغنوشى أن التعددية والديمقراطية والإسلام متناغمون، والآن تتجه بلاده نحو إجراء أول انتخابات بعد ثورات الربيع العربى التى اجتاحت المنطقة يوم الأحد المقبل، فهل تتعارض مبادئ الغنوشى مع نواياه؟ على حد قول الصحيفة. ومضت تقول إن الغنوشى توقع بشىء من الجرأة أن يكون لحزبه النهضة الإسلامية الأغلبية من الأصوات التى ستختار يوم الأحد المقبل من بين 80 حزبا سياسيا، وذلك لاختيار لجنة تضع الدستور الجديد لدولة كانت فيما مضى أحد أكثر الدول العربية التى تعانى من القمع، ورأت "نيويورك تايمز" أن هذا سيكون أحد أكثر إنجازات الحزب الإسلامى إثارة للدهشة فى العالم العربى منذ عام 1992، عندما تسبب حرمان الجيش الجزائرى فوز محقق لحزب إسلامى فى إشعال فتيل الحرب الأهلية. ولفتت الصحيفة إلى خشية الكثير من العلمانيين من أن يسعى الإسلاميون إلى فرض قوانين قمعية متعلقة بالزواج والطلاق والميراث، وأن يشجعوا أو يعكسوا ثقافة العالم العربى المحافظة. وأعرب الكثير من منتقدى الغنوشى عن قلقهم من أن الديمقراطية يمكن استخدامها كأداة فى يد الإسلاميين لإنتاج نوع آخر من عدم التسامح. ونقلت "نيويورك تايمز" عن نجيب تشيبى، رئيس أكبر فصيل علمانى فى تونس، قوله "لن نتساهل أبدا مع هؤلاء الذين يحاولون استغلال التونسيين". غير أن الغنوشى، الشهير فى العالم العربى والإسلامى، يرى أن الثورات العربية سمحت للمنطقة بتخيل مستقبل مختلف، ورغم أن عمره يتعدى ال70 عاما، إلا أنه يتوقف قبل الإجابة عن أى تساؤلات علما منه بأهمية هذه اللحظة التى تمثل الصراع القديم بين الإسلام السياسى والاستبداد العلمانى.."الموقف اليوم مختلف"، هكذا أكد مؤخرا.