أكد الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس إدارة مركز ابن خلدون، فى تصريح خاص ل"اليوم السابع" أن أحداث ماسبيرو تعكس حالة الاغتراب بين مؤسسات الدولة وعدم انضباط الشارع المصرى، مشيرا إلى أن المجتمع المصرى أثبت أنه أكثر عمقا من النخب السياسية. ونفى إبراهيم وجود نية من جانب المتظاهرين الأقباط لاستخدام العنف أو أنهم كانوا حاملين للأسلحة، خاصة أن الشعب المصرى بكل فئاته اعتمد على السلمية فى مواقفه، لافتا إلى أن الادعاء بوجود سلاح مع المتظاهرين ظالم وغير صحيح. وقال إبراهيم، إنه فى أى تجمع من هذا النوع فإن هناك احتمالات دائما للتوتر الذى قد يؤدى إلى الغضب ثم العنف، مشيرا إلى أن الجيش غير مدرب على التعامل مع الجماهير المتوترة، وأنه مدرب على الحروب والتعامل مع أعداء الوطن، وليس الدخول فى اشتباكات داخلية مع المواطنين، خاصة أن السلوك الاجتماعى للشعب المصرى فى حالة الغضب يعجز الجيش عن فهمه أو احتوائه والتعامل معه، وأن التعامل مع المدنيين فى مثل هذه الأحداث وظيفة الشرطة. وأضاف إبراهيم أن أحداث ماسبيرو أحدثت صدعا فى العلاقة بين الجيش والشعب، مثلما فقد الشعب الثقة فى الشرطة، مشددا على أن أى مؤسسة تحاول الاصطدام بالشعب ستخسر ثقته، لافتا إلى أن الجيش بدأ يدخل فى خصومه مع الشعب كطرف فى المعترك السياسى ويتدخل فى الخلافات القائمة، مشددا على أن الجيش يجب أن يكون الدرع الأخير الذى يحتمى به الشعب المصرى. وحذر سعد الدين إبراهيم من التهديد الذى يواجه الثورة والمجتمع كله نتيجة الاشتباكات التى حدثت أمام ماسبيرو، داعيا إلى دراسة ما حدث جيدا والقراءة العميقة لخريطة المجتمع المصرى بعد هذه الأحداث، خاصة أن ثورة 25 يناير أحدثت تغيرات عميقة فى ثقافة الشعب المصرى أهمها تعامل الشعب المصرى مع السياسة بشكل مباشر بدون قوى وسيطة التى أصبحت مهمشة، واختفى دورها فى تمثيل الشعب بعد الثورة. وأشار إبراهيم إلى أن الفتنة الطائفية موجودة بالفعل، وأن التحدى الحقيقى أمام المجتمع المصرى الآن هو ألا نسمح لهذه لبذور أن تنمو وتتحول إلى قنابل موقوتة، مؤكدا أن الإخوة الأقباط لديهم مطالب مشروعة ويطالبون بها منذ زمن بعيد، ولكن لا يوجد أحد لديه شجاعة اتخاذ القرار.