نتلقى يوميا العديد من التساؤلات والانتقادات، بعضها موضوعى وبعضها لا يخرج عن كونه سبابا من مجموعات أبناء المخلوع، والنوع الأول مقبول، التساؤل والنقد الموضوعى مقبول ومطلوب، خصوصا لو تم فى إطار من النقاش الهادئ واحترام الاختلاف، والثانى أيضا طبيعى، لأن من الطبيعى أن يستمر أبناء مبارك وفلول الوطنى فى كيل الاتهامات وتشويه الثورة بكل ما استطاعوا من قوة وإمكانيات. ونسمع كثيرا عن عبارات أصبحت محفوظة مثل «حرام عليكم خربتوا البلد.. عايزين نمشى عجلة الإنتاج.. المجلس العسكرى لازم ياخد فرصته». وبعض هذه العبارات كنا نسمعها أيضا أثناء اعتصام التحرير قبل رحيل مبارك تدعونا لمغادرة الميدان وضرورة بقاء مبارك ل6 أشهر حتى إجراء انتخابات، بل وكنا نسمع أيضا هذه العبارات قبل الثورة من نوعية «اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش.. والمظاهرات هاتعطل حال البلد.. ومبارك ليه إنجازات كتير وشوفوا الكبارى». والجدير بالذكر أن المجموعات الشبابية التى تنظم التظاهرات والاحتجاجات ليست متفرغة لهذا المجال، فبالتأكيد لديهم أيضا أعمال ووظائف تتأثر أيضا بالاحتجاجات، والدافع الرئيسى لهذه الأنشطة الاحتجاجية الحالية هو الشعور بالخوف على الثورة المصرية، وضرورة استكمال أهدافها ووقف مخططات الانقلاب عليها. وتوجد حالة من الاحتقان الشديد منتشرة بين المجموعات الشبابية والثورية، وأسباب الاحتقان كثيرة منها على سبيل المثال إصرار المجلس على إدخال جميع القوى فى المعارك الانتخابية قبل الاتفاق على قواعد الانتخاب، وأيضا تجاهل المجلس العسكرى كل المشروعات وكل النصائح وكل الأفكار المقدمة من كل القوى السياسية والمجموعات الشبابية بلا استثناء، وآخرها ما حدث من الإصرار على إصدار قانون للانتخابات عليه ملاحظات عديدة ومد تسليم السلطة إلى 2013 بالمخالفة للوعود التى قيلت فى بداية الثورة. وأيضا من أسباب الاحتقان هو عودة أتباع النظام السابق للحياة السياسية بصور جديدة رغم دورهم فى إفساد وتخريب مصر طوال 30 عاما، وأصبح لهم قنوات فضائية وبرامج يومية يهاجمون فيها الثورة وشبابها، والمجموعات التى كان لها دور رئيسى فيها، بل إن المجلس العسكرى كان له دور من فترة فى الهجوم المباشر على عدة مجموعات شبابية، وشارك فى حملات تشويه وادعاءات بدون أى دليل، ويرفض حتى هذه اللحظة تقديم أى اعتذار أو تفسير رغم اتضاح أن كل ما تم زعمه هو مجرد قصص خيالية تمت فبركتها من أتباع مبارك قبل الثورة تم استغلال جزء من الحقيقة فيها ليتم نسج قصص وأساطير حولها ليس لها أى أساس من الصحة وبدون أى دليل. خلاصة القول أن طول الفترة الانتقالية سوف يزيد الاحتقان، خصوصا الاحتجاجات الفئوية التى تزداد بسبب استمرار سياسات النظام القديم، وسوف يزيد الغضب لدى المجموعات الشبابية خصوصا مع التجاهل واستمرار حملات التشويه، وسوف يظل الوضع غير مستقر على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى لفترة طويلة بسبب هذا التعنت غير المبرر.