لم أكن أود أن تسيطر على الانتخابات الأولى لنقابة الصحفيين بعد سقوط نظام مبارك، هذه الحالة من الاستقطاب بين تيارات كانت فى مواجهة الاستبداد: القوميون، الليبراليون، الإخوان المسلمون، واليسار، إلخ. سبق أن كتبت وشاركنى زملاء كثيرون الرأى بأن تكون الانتخابات الأولى فى النقابات المهنية على أساس قائمة وطنية توافقية، تحمل الوجوه المتنوعة، وتطرح مشروعا لإعادة الوعى النقابى لهذه الأبنية التى جفف منابع العمل بها نظام مبارك وجهازه الأمنى. لم يحدث هذا ووجدنا أنفسنا إزاء انتخابات تتنافس فيها قوائم معلنة أو غير معلنة. نقابة الصحفيين تحتاج إلى مهنيين ونقابيين حقيقيين ولا تحتاج إلى نضال حزبى. فقد فعل بها نظام مبارك الكثير. قزم دورها، وفرض الحصار على حركتها، وقوض أركان التوافق بها، ولعب النقيب المخلوع مكرم محمد أحمد الدور الأساسى لتحقيق ذلك، وهو ما يجعل من مساءلته مهنيا أمام المجلس الجديد المنتخب ضرورة حتى يتبين الصحفيون ما حدث لنقابتهم على مدار سنوات من إهدار لاستقلاليتها، وإضعاف المهنية. لا أريد للصحفيين أن يذهبوا إلى صندوق الانتخاب وهم يحملون على كاهلهم إرث نظام سابق، بل أن يتحرروا من التصنيفات التقليدية ويبحثو عن المهنية والروح النقابية، لا يشغلهم فى ذلك انتماء المرشح السياسى، أو خلفيته الأيديولوجية لأن النقابة ملك لأعضائها وبحكم التعريف فإن أعضاءها متنوعون. هناك أسماء فى رأيى تستطيع أن تجسد هذا التوافق وتحافظ على تنوع وتعددية نقابة الصحفيين والأهم أنها تحمل فى داخلها روحا نقابية، سواء شاركت فى عضوية مجلس النقابة سابقا أم لم تشارك، فهى تظهر رغبة فى خدمة نقابتها وزملائها وبعضهم تحمل بعضا من لعنات النظام السابق سواء فى المطاردة الشخصية أو إغلاق الصحيفة التى يعمل بها. أتصور أن يحيى قلاش يجسد الروح النقابية التعددية، التى تنحو نحو إعادة بناء النقابة من موقعه نقيبا للصحفيين، يرافقه فى ذلك زملاء من مختلف الاتجاهات والتيارات مثل: قطب العربى، خالد البلشى، رامى إبراهيم، هانى صلاح الدين، جمال فهمى، عبد الحفيظ سعد، إيمان رسلان وآخرين. هذه الأسماء هى نموذج للتعددية الحقيقية فى نقابة الصحفيين، التى تشمل الليبرالى والقومى واليسارى والإسلامى، فى رحاب مجلس مهنى موحد. قطب العربى إسلامى التوجه، منفتح، له دوره المهنى والانفتاحى منذ أن كان فى جريدة الشعب فى تطوير الحوار فى المجتمع، يرافقه فى ذلك هانى صلاح الدين الذى كان يلعب دورا فى جريدة «آفاق عربية» وتطورت مساهمته فى «اليوم السابع». جمال فهمى قومى عربى، لعب دورا فى مواجهة استبداد النظام السابق فى قلب الحركة السياسية، وله بصمته فى العمل النقابى على مدار سنوات، يرافقه فى ذلك خالد البلشى وهو صاحب تجربة صحفية مهمة، وعبد الحفيظ سعد، الذى يحمل نشاطا صحفيا متميزا.. وتقدم إيمان رسلان وجها صحفيا نسائيا يساريا له بصمته فى العمل الصحفى خاصة فى مجال التعليم، وهى تحمل رأيا فى كل ما تفعله وتقدمه.. أما رامى إبراهيم فهو كاتب متميز، يحمل توجها ليبراليا يتجسد فى كتاباته. هناك عدد من المرشحين الأقباط، أتمنى أن يجد أحد منهم مكانه فى مجلس نقابة الصحفيين حتى تظهر النقابة متنوعة، فكريا ومهنيا ونوعيا ودينيا. هذه مجرد نماذج لأسماء يمكن أن تشكل مجلسا متنوعا يعبر الاستقطاب السياسى والقرار للزملاء الصحفيين بعد أيام.