سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى ندوة خريجى الأزهر.. وزير الرى: النظام البائد أدار ظهره لأفريقيا ولم يلتفت لمصالح مصر.. ونحن مقبلون على فقر مائى.. ويقرر تنظيم دورات تدريبية لأبناء دول حوض النيل الدارسين بالأزهر فى مختلف نظم الرى
حذر الدكتور هشام قنديل، وزير الرى و الموارد المائية، من خطورة مستقبل مصر المائى، قائلا إن مصر مقبلة على حالة من الفقر المائى بسبب زيادة عدد السكان وجمود نسبة المياه المقررة منذ 1959 بمعدل 55 مليار متر مكعب، حيث كانت نسبة السكان وقتها لا تزيد على 25 مليونا، مضيفا أن مصر ترغب فى تحقيق عملية تنمية تقوم فى أصلها على الماء، منتقدا حالة اللاوعى فى التعامل مع الماء الذى يمثل أصل الحياة، وقال إن التنمية حق أصيل لجميع دول حوض النيل وأن الشعوب لا تنتظر جهود "الساسة"، بل تريد التنمية الآن. كما انتقد وزير الرى، فى الندوة صباح اليوم، الاثنين، التى أقامتها رابطة خريجى الزهر بعنوان نهر النيل شريان التقارب والتعاون بحضور الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، سوء السياسات الماضية للحكم البائد الذى أدار ظهره إلى أفريقيا ولم يلتفت إلى مصالح مصر بها ما أفسح مجالا للتدخل الخارجى والمساومات والمزايدات التى برزت واضحة فى اتفاقية عنتيبى، مضيفا أن الماضى انتهى بكل ما يحمله من سلبيات والآن نفتح صفحة جديدة تقوم على التوازنات والسعى إلى إعلاء مصلحة مصر فوق كل الاعتبارات، ولذلك كانت أول زيارة قام بها رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف للخارج إلى أفريقيا وجاءت نتائج تلك الزيارة فى زيارة لميليس زيناوى، رئيس وزراء أثيوبيا، إلى مصر، حيث التقى بالقيادات المصرية وبدأت خطوات التقارب والتعاون بين مصر والبلدان الأفريقية بهدف توفيق الرؤى بين الأطراف من خلال وضع أجندة للتعاون الاقتصادى والتعليمى الشامل مستقبلا. وقال قنديل إن لقاءه الأول بوزير الأوقاف الدكتور عبد الفضيل القوصى كان يوم حلف اليمين وعندما جاء موعد صلاة العصر أمهم فى الصلاة وفى الركعة الأخيرة دعا لهم دعاء القنوت حتى يوفقهم الله تعالى فى تحمل المسئولية الثقيلة الملقاة على عاتقهم خلال الفترة الحالية، قائلا إن القوصى يصحح لمجلس الوزراء أخطاءه اللغوية أثناء الجلسات. من جانبه أوضح وزير الأوقاف أن مصر جزء لا يتجزأ من أفريقيا وأن الأشقاء الأفارقة سند لمصر والأزهر الشريف يدرك أبعاد المأساة المقبلة على مصر بسبب اتفاقية عنتيبى، ولذلك قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الإفادة من القوة الناعمة للأزهر فى دعم ملفات مصر الخارجية بزيادة عدد المنح الدراسية بمقدار 245 منحة مجانية لأبناء أفريقيا للدراسة بالأزهر، إضافة إلى التنسيق لزيارة مرتقبة يقوم بها الطيب إلى دول حوض النيل. وأشار الدكتور عبد الدايم نصير، أمين عام رابطة خريجى الأزهر، إلى أن الأزهر لديه مقومات علمية وتاريخ مشرف فى القارة الأفريقية بصفة عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة، لذلك لن يدخر جهدا فى تقديم ما يملكه من خبرات لدعم ملف المياه المصرى بالمشاورات المقبلة مضيفا: يجب على المسئولين المصريين إقامة مشروعات مشتركة بين مصر ودول حوض النيل ودعم تقارب الشعوب باعتبارها أقوى من الحكومات. وأضاف الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة أبحاث السودان ووادى النيل، أنه لا بد من الاعتراف بحق مصر التاريخى الثابت فى مياه النيل بحيث لا يتم المساس بحصتها، مشيراً إلى أن حصتى مصر والسودان لا تتجاوز 5% من إجمالى موارد النيل، وقال إن مصر توافق من حيث المبدأ على أى مشروعات مائية بدول حوض النيل شرط الإخطار المسبق لضمان عدم الإضرار بحصتها من المياه، موضحاً أنه لا بد من زيادة التعاون المشترك بين شعوب "النيل" ولا داعى للصراع الذى يؤدى إلى خسارة الجميع، مشيدا بالرابطة العالمية لخريجى الأزهر التى تعد بمثابة نقلة نوعية نحو استعادة الأزهر لدوره التاريخى الرائد فى مختلف البلدان الأفريقية والعالم كله. من جانبه أكد أسامة ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، أن الرابطة لا تدخر جهداً فى رعاية واحتضان كل أبناء الأزهر من دارسين وخريجين، خاصة الأشقاء الأفارقة ودول حوض النيل. وفى نهاية الندوة دار حوار مفتوح بين طلاب برلمان دول حوض النيل بجامعة الأزهر مع كل من د.قنديل ود.القوصى.. اتسم بالمصارحة.. واستجاب خلاله وزير الرى لرغباتهم وقرر تنظيم دورات تدريبية لأبناء دول حوض النيل الدارسين بالأزهر فى مختلف نظم الرى.