قد تختلف معه فى آرائه، ولكن من الصعب أن تختلف على وجوده الإعلامى الذى يؤكده باستمرار، حيث يعود الكاتب الصحفى نصر القفاص إلى شاشة التليفزيون من جديد بعد الثورة على قناة الحياة 2 من خلال تجربة تليفزيونية متعلقة بالصحافة فى برنامجه «الجورنال». وفى حواره مع «اليوم السابع» فتح القفاص النار على جميع المؤسسات الصحفية القومية ووزير الإعلام الحالى، واصفا الإعلام الرسمى للدولة بالميت. برنامج «الجورنال» ليس تجربتك الأولى فى تقديم البرامج التليفزيونية.. فما الذى يختلف فيها عن تجاربك السابقة؟ - أنا مارست العمل الصحفى فى البداية بكل ألوانه وخلال فترة عملى محررا رياضيا قدمت برنامج «فى الملعب» مع الكابتن نادر السيد، وأول تجربة تليفزيونية لى كانت فى قناة المحور ببرنامج «المحروسة» ووقف فجأة، ولم يعرض منه سوى حلقتين فقط، وكلاهما يختلف عن برنامج «الجورنال»، الذى يقترب جدا من الصحافة. ما أسباب إيقاف برامجك بصفة مستمرة؟ - علمت فيما بعد أنها كانت أسبابا أمنية، ولم يكن مسموحا لى من قبل أجهزة الأمن أن أقدم برنامجا سياسيا على الإطلاق، لأن كتابتى كانت أغلبها معارضة لاتجاهات النظام السابق. كيف تقيم تجربتك فى برنامج «البيت الكبير»، الذى قمت بتقديمه على قناة الأهلى؟ - برنامج البيت الكبير كان سببا فى صناعة نجوميتى الإعلامية، كما أنه برنامج كان يمتاز بالفكر والثقافة واستضفت فيه رموز الكتابة الأدبية أمثال الكاتب المرحوم أسامة أنور عكاشة والكاتب محمد صفاء عامر، وتم وقفه بسبب آرائى المعارضة للنظام ومحاولة ترويضى عن طريق تجفيف دخلى المادى من قبل مباحث أمن الدولة. كيف جاءت فكرة تقديم برنامجك الحالى «الجورنال» على قناة الحياة؟ - لم يدر بخلدى مطلقا أن أعمل بقناة الحياة والفكرة جاءت عن طريق محمد عبدالمتعال مدير القناة، وبدأت أفكر فى الموضوع وقمنا بتنفيذ الفكرة. هل تملك نقد جميع الصحفيين رغم أنك صحفى خصوصا صحيفة الأهرام وأنت من أبنائها؟ - بالطبع، وللعلم انتقدت الأهرام أكثر من مرة خاصة أثناء حوار هيكل مع رئيس تحرير ومجلس إدارة الأهرام وقاما بنشره فى صدر الصفحة الثالثة من الجريدة بطريقة تخلو تماما من المهنية، وقلت الطريقة، التى قدم بها هيكل لم يقدم بها الرئيس جمال عبدالناصر فى عهد هيكل. هل تشعر بنجاح البرنامج حاليا؟ - تقييم البرنامج للجمهور وللشارع المصرى هم يحكمون عليه، أما على المستوى المهنى فأنا ألتزم بالمهنية، وهناك مقالات لأشخاص لا أحبهم على المستوى الشخصى، وأشيد بمقالاتهم، وهذا يعد من أسباب استمرارية البرنامج. هناك انفلات فى الحديث عن السياسة على شاشات الفضائيات؟ - هذا جهل كبير من النخب، ومن مقدمى البرامج لأنه ليس بالضرورة أن ينصب اهتمام الناس على السياسة، والبرامج التى تعتمد على التنظير السياسى بعيدا عن احتياج الناس اعتبرها «هلفطة» سياسية. لكن المفروض أن يكون الإعلامى ومقدم البرنامج محايدا ولا يقحم رأيه الشخصى؟ - هذا اختراع غير مقبول نهائيا، لأننى أمارس عملا صحفيا تليفزيونيا يعتمد على التحليل، ولو كنت أدير ندوة مناقشات مثلا يجب أن أكون محايدا بين الرأى والرأى الآخر. ما الذى يحتاجه الإعلام المصرى حتى تعود ثقة الجمهور فيه؟ لا يوجد علاج لأن الإعلام المصرى حاليا فى الإنعاش وإنقاذه صعب جدا، لأنه بمثابة الميت. وأعظم نتيجة للثورة هى موت الإعلام الرسمى. ما تقييمك لوزير الإعلام أسامة هيكل؟ - أسامة هيكل وزير الإعلام اكتفى بدور التشريفاتى لدى مجلس الوزراء والمجلس العسكرى، ويفعل حاليا عكس ما كان يكتبه تماما، وهو يسير بخطا أنس الفقى على طريقة «الغمز واللمز»، التى كان يتبعها، كما أنه لا يملك مؤهلات منصب وزير الإعلام، ويمارس العمل الوزارى كعمل تشريفى فقط فى الجرى وراء رئيس الوزراء، ما تعليقك على إغلاقه بعض الفضائيات بسبب تراخيصها؟ - بالطبع هذه نتيجة لتعيين وزير غير مهنى، وغير مؤمن بحرية الرأى والمنصب الوزارى جاء له عن طريق الحظ فقط. البعض يريد وضع قانون يجرم من ينشر الأخبار الكاذبة؟ - لا ليس هناك عقاب على نشر الأخبار الكاذبة سوى نشر تكذيب للخبر فقط، ولو نظرنا نجد أن المسؤولين يصرحون بأخبار ثم يتراجعون عنها، وأصبحوا يقلدون عبدالفتاح القصرى فى فيلم «ابن حميدو». هل يمكنك مهاجمة جماعة الإخوان على قناة الحياة خاصة بعد صفقة الإخوان مع حزب الوفد؟ - من بداية ظهورى على الشاشة وحتى الآن أهاجم جماعة الإخوان المسلمين، وأصفهم بجماعة «المطار السرى»، ودائما أوجه لهم انتقاداتى.